كشف المسؤول الثاني في الموساد الإسرائيلي والمستشار السابق لشؤون المواطنين العرب في الكيان الصهيوني، شموئيل طوليدانو (88 عاما) في عهد رؤساء الحكومة جولدا مائير، أشكول ليفي وإسحاق رابين، أن الملك المغربي الراحل الحسن الثاني سمح ب''بيع'' 90 ألف يهودي من يهود المغرب الذين هجروا إلى الأراضي المحتلة لإقامة الدولة العبرية، وقبض رجال الملك المبلغ في جنيف، الذي بلغ حوالي 23 مليون دولار. نقلا عن العرب القطرية ويكشف المسؤول الثاني في الموساد الإسرائيلي، شموئيل طوليدانو، في حوار حصري نشر على صفحات جريدة ''العرب القطرية''، أمس الأربعاء، جوانب خفية من هذا الجهاز الخطير، الذي اخترق العديد من الدول القوية في العالم، وأصبح من أكثر أجهزة التجسس في العالم نشاطا، حيث يقول شموئيل من منزله في القدسالغربية، راويا كيف اخترق الجهاز الأنظمة العربية العميلة، التي ساهمت في إنجاح بناء الدولة الصهيونية، وعلى رأس الفضائح التي رواها الصهيوني، هي موافقة ملك المغرب الحسن الثاني على تهجير 90 ألفا من يهود بلاده إلى إسرائيل، مقابل تلقي الملك مبلغا ماليا قدر ب250 دولار لرأس اليهودي الواحد، وقد بلغ السعر الإجمالي للعملية حسبه 23 مليون دولار، تكلف أحد عملاء الموساد دفعه لرجال الملك في العاصمة السويسرية جنيف. ويقول شموئيل للعرب:''... حوار ومفاوضات تدور على أرض عربية، وبقية الدول العربية وزعماؤها نائمون لا يعرفون سعر الفجل.'' ويضيف طوليدانو، أنه نجح في تجنيد اليهودي ''أويلك غوطمان''، ذو الأصل الألماني الذي وصل للبلاد، بعد أن حرره الجيش السوفياتي سابقا من حبل مشنقة الألمان، ''قمت بتغيير إسمه إلى ''أليكس''، ومن حسن حظي أن زوجته ''كريستين'' مسيحية، وقد شكل هذا غطاءً لأعمالنا، وشجعته على السفر للمغرب وتشجيع اليهود على الهجرة إلى ''أرض الميعاد''، وبالفعل، سافر ''أليكس'' إلى المغرب، والتقى بشخصين يهوديين مقربين من الملك الراحل الحسن الثاني، وعرض عليهما الفكرة مقابل دفع 250 دولار عن كل مهاجر يهودي قادم للدولة، فسمح ل90 ألف يهودي بالهجرة للبلاد، وقبض رجال الملك المبلغ في جنيف، الذي وصل إلى حوالي 23 مليون دولار، وكنت بنفسي قائدا لتلك العملية، وهي الأكبر في تاريخ الهجرة اليهودية لفلسطين، وقد عرفت بعملية (يخين)''. هذا وقد عمل طوليدانو نائبا لرئيس الموساد خلال الأعوام 1953- 1965، وهو الذي يعيش مع زوجته والعاملة السريلانكية، يقدم دروسا في ''التعايش'' العربي-اليهودي، وبين الفينة والأخرى، يكتب مقالات في الصحف العبرية، كما يحلل ويساند قضايا العرب في البلاد، بعد أن اقتصرت وظيفته لعدة سنوات في الخفاء، على تجنيد شخصيات من الدول العربية للعمل لمصلحة الموساد.