أدرج 27 بندا في جدول أعمال القادة العرب, يتصدرها الوضع في القدس بما في ذلك الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى. وأكدت وسائل الإعلام في هذا السياق أن هناك إجماعا عربيا بشأن القدس تحديدا. وأشارت أيضا إلى الاقتراح الذي رفع إلى القادة العرب بإنشاء مفوضية تابعة للجامعة العربية تشرف على آلية دعم القدس من خلال الصندوق الذي أعلن عن إنشائه بقيمة 500 مليون دولار لدعم صمود المدينة. وأشارت كذلك إلى أن القادة المجتمعين في سرت يواجهون مطالب ملحة باتخاذ موقف حازم بشأن ما تتعرض له القدس من اعتداءات ومخططات لتهويدها. وأوضحت أن مقترحات ومبادرات تتعلق بتنقية الأجواء العربية وتعزيز آليات العمل المشترك طرحت أيضا على القمة. وأشار في هذا السياق إلى ورقة سورية عن مصالحات عربية عربية, واقتراح ليبي عن إدارة الخلافات البينية العربية أيضا. وهناك أيضا مبادرة يمنية حول دعم آليات الجامعة العربية, وأخرى عن التعاون الاقتصادي. حضور وغياب الزعماء العرب له أكثر من دلالة وصفت وسائل الإعلام استقبال الزعيم الليبي معمر القذافي للقادة ورؤساء الوفود العربية المشاركة في القمة بالحافل. وتأكد غياب سبعة زعماء عن القمة التي تختتم اليوم الأحد. ويغيب عن القمة كل من الرئيس المصري حسني مبارك الذي يقضي فترة نقاهة بعد عملية جراحية أجريت له في ألمانيا، إضافة إلى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان, وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وسلطان عمان قابوس بن سعيد. كما تأكد عدم مشاركة الرئيس اللبناني ميشال سليمان أو أي مسؤول لبناني رفيع في القمة على خلفية اتهامات لليبيا بالمسؤولية عن اختفاء الزعيم الشيعي الإمام موسى الصدر عقب زيارته طرابلس عام .1978 وأتى القرار بالمشاركة بعدما تلقت بيروت دعوة رسمية من ليبيا إثر رفض لبنان تلقي الدعوة الأولى، لأنها وصلت إلى جهة «غير مخولة من الناحية الإدارية» تسلمها هي السفارة اللبنانية في دمشق. وتحمل الطائفة الشيعية في لبنان النظام الليبي بزعامة معمر القذافي مسؤولية اختفاء رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام موسى الصدر الذي شوهد في ليبيا للمرة الأخيرة في 31 أوت1978 بعدما وصل إليها بدعوة رسمية قبل أيام من ذلك. وفي أوت ,2008 وجه القضاء اللبناني اتهاما إلى الزعيم الليبي بالتحريض على «خطف» الصدر بما يؤدي إلى «الحث على الاقتتال الطائفي»، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام. وأعلن مصدر رسمي، أن رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، لن يشارك في القمة العربية، وسينوب عنه في رئاسة الوفد الإماراتي حاكم أم القيوين الشيخ سعود بن راشد المعلا. وأوردت مصادر، أن الوفد المرافق يضم وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ورئيس دائرة الإعلام والثقافة في إمارة أم القيوين الشيخ سيف بن راشد المعلا، ووزير الاقتصاد سلطان بن سعيد المنصوري، ووزير الدولة للشؤون الخارجية أنور محمد قرقاش.وعقد ظهر الخميس في سرت شرق ليبيا اجتماع وزراء الخارجية العرب الممهد للقمة العربية العادية الثانية والعشرين التي تجرى يومي السبت والأحد. وأكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن مسألة انسحاب وفد بلاده من قمة سرت العربية لم تعد مطروحة، وأن العراق سيساهم ويشارك في هذه القمة المهمة، لافتا في الوقت نفسه إلى أنه استمع إلى توضيحات من الجانب الليبي في هذا الشأن.وقال زيباري: إنه اتصل مع رئاسة الجمهورية ورئيس الوزراء في بغداد وتم التوجيه بمواصلة المشاركة. وأضاف أن الوفد العراقي لم يترك أو ينسحب من الاجتماع كما رددت بعض وسائل الإعلام، مشيرا إلى أنه جرى الاتصال بالرئاسة العراقية ورئيس الوزراء، وكان التوجيه واضحا بالاستمرار في المشاركة. وأشار زيباري إلى أن وساطات متعددة تدخلت في هذا الشأن وعلى رأسها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وأوضح زيباري أنه سيمثل العراق في اجتماع القمة، وأشار إلى أن وفد بلاده كان لديه بعض التحفظات التي تسيء للعراق من الجانب الليبي وتم طرحها، وكان هناك تضامن قوي من الوزراء العرب. ولا يشارك أيضا في القمة ملك المغرب محمد السادس رئيس لجنة القدس والعاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز.وقد وصل إلى ليبيا لحضور القمة كل من رؤساء الجزائر عبد العزيز بوتفليقة وموريتانيا محمد ولد عبد العزيز والسودان عمر حسن البشير والسلطة الفلسطينية محمود عباس والصومال شريف شيخ أحمد وجزر القمر عبد الله سامبي وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والملك الأردني عبد الله الثاني.ويشارك أيضا في القمة الرؤساء السوري بشار الأسد والتونسي زين العابدين بن علي واليمني علي عبد الله صالح. ومن المقرر أن يسلم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رئاسة القمة إلى الزعيم الليبي معمر القذافي. تحديات كبيرة تواجه قمة سرت العربية لا يخفى على أي متتبع أن القمة العربية في مدينة سرت في ليبيا تعقد وسط تحديات كبيرة جداً تواجه الأمة العربية، خففت جزءاً منها قمتا الكويت الاقتصادية والدوحة عام ,2009 من خلال المصالحة التي قادتها المملكة العربية السعودية لتوحيد الصف العربي ومواجهة التحديات المحلية والإقليمية والدولية، وعلى رأسها التحدي الإسرائيلي واستمرار احتلاله للأراضي العربية وتشريد والشعب الفلسطيني ومصادرة أراضيه، وبنظرة سريعة على أهم التحديات التي تواجه القمة العربية في «سرت»، نستطيع أن نلخصها في الآتي: * أولاً: التحدي الإسرائيلي: أمعنت إسرائيل، ليس في تحديها للعرب فقط، بل تطاولت على حليفتها الرئيسة الولاياتالمتحدة الأميركية، إذ أهانتها سياسياً وديبلوماسياً عندما أعلنت استمرار بناء المستوطنات في الضفة الغربيةوالقدس، عندما وصل نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن إليها حاملاً مشروع سلام بينهم وبين الفلسطينيين، لتتوتر العلاقات بين الدولتين ظاهرياً، وتتراجع كالعادة الولاياتالمتحدة الأميركية في تصريحاتها الانتقادية لإسرائيل، وتؤكد لها مجدداً أنها الحليف الموثوق في المنطقة، إن التحدي الإسرائيلي لمشاريع السلام، أصبح عامل ضغط على القمم العربية، سواء من خلال الاستمرار في بناء المستوطنات، أو الاستمرار والتوسع في تهويد القدس، أو التضييق على الفلسطينيين في الضفة الغربية وحصارها الخانق لقطاع غزة، ما يجعل قمة سرت أمام خيارات صعبة جداً لمواجهة الغطرسة والتحدي الإسرائيلي. أما بالنسبة لتوتر العلاقات الأميركية الإسرائيلية فهو لن يستمر طويلاً بسبب عوامل كثيرة بين الطرفين، على رغم الإصرار الأميركي على وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربيةوالقدس، كسباً لثقة العرب تجاه مشروع السلام الأميركي. *ثانياً: الخلاف الفلسطيني: أصبحت الخلافات الفلسطينية مستعصية على الحل، وأحد البنود التي تحاول كل قمة عربية أن تعالجها، حتى لا تكون سبباً إضافياً للمماطلة الإسرائيلية وتسويفها للقضية الفلسطينية، من خلال استغلالها لهذه الخلافات والنفاذ إلى الجسم الفلسطيني السياسي وإضعافه في المفاوضات والتفرد به وجعله وحيداً أمام الغطرسة الإسرائيلية، بعد إبعاده عن اللُحمة العربية، لذلك تواجه قمة سرت خلافاً فلسطينياً عميقاً في كل الملفات الفلسطينية، وحكومة فلسطينية منقسمة إلى طرفين، وكل طرف يتهم الآخر بتعميق هذا الخلاف. *ثالثاً: الوضع اللبناني: ما زال الوضع اللبناني هشاً وبعيداً نوعاً ما عن الاستقرار السياسي، على رغم الاتفاق على تشكيل الحكومة وتحسن الأداء السياسي بعد لقاء الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري قبل فترة في دمشق، كانت أملاً في انطلاقة جديدة للعلاقات السورية اللبنانية، تساعد الطرفين في مواجهة التحديات الإسرائيلية، خصوصاً تهديداتها بضرب لبنان وتحميله مسؤولية أي توتر على الحدود، في محاولة منها لخلط الأوراق في المنطقة وإعادة التوتر لها. *رابعاً: الاحتلال الأميركي للعراق: شكّل الاحتلال الأميركي للعراق عائقاً أمام الفاعلية العراقية في القمم العربية، وأبعده عن محيطه العربي وجعله عرضه للتدخلات الإيرانية التي أصبحت تشكل عائقاً أمام عودة العراق لمحيطه العربي، وتقسيمه إلى كتل سياسية تنحو إلى الطائفية، وهو ما يضعف العراق ويمزقه على المدى البعيد. *خامساً: الوضع في اليمن والصومال: تأتي القمة العربية في سرت واليمن يمر بأخطر أزمة سياسية داخلية، تتمثل في الحراك الجنوبي، والتمرد الحوثي وتنامي تهديدات «القاعدة»، لتجعل من اليمن عرضة للتدخلات الخارجية التي تغذي هذه التهديدات، بحثاً عن النفوذ أو لتهديد الاستقرار العربي في جنوب الجزيرة العربية. كما أن الوضع الصومالي ومنذ انهيار الدولة الصومالية عام ,1991 يشكل هاجساً مقلقاً لجميع القمم العربية، لما له من انعكاسات على الأمن القومي العربي، وعرضة للتدخلات الأجنبية. *سادساً: الملف النووي الإيراني: يشكل الملف النووي الإيراني تحدياً للقمة، خصوصاً مع التوتر القائم حول هذا الملف بين الدول الخمس دائمة العضوية + ألمانياوإيران حول البرامج النووية الإيرانية، ما يجعل الدول العربية، خصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي، قلقة حيال التوتر القائم في الخليج بين إيران والدول الغربية، خصوصاً بعد التهديدات الإسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية، ما يهدد استقرار المنطقة الحيوية والمهمة للعالم. *سابعاً: التنمية الاقتصادية: تواجه التنمية الاقتصادية العربية صعوبات عدة، فالتجارة البينية بين الدول العربية ضعيفة جداً، والسوق العربية المشتركة لم ترَ النور، والمنتجات العربية الصناعية لا تزال غير منافسة، وتشجيع الاستثمار وحرية انتقال رؤوس الأموال بين الدول العربية متعثر. إن القمة العربية في ''سرت'' مدعوة للنظر بجدية إلى التحديات التي تواجه الأمة العربية، وعلى رأسها قضية العرب المصيرية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وعدم التهوين من الإمعان الإسرائيلي في قضم الأراضي الفلسطينية والعربية كلما سنحت لها الفرصة، وتحديد خياراتهم أمامها، وعدم المراهنة على التوتر الأميركي الإسرائيلي، فلن تذهب الولاياتالمتحدة بعيداً في ضغطها على إسرائيل، لذلك يجب أن تأخذ جميع المشاريع العربية المقدمة للسلام المصالح العربية في الحسبان أولاً، والتحدث بصوت موحد بالنسبة للقضية الفلسطينية، بدءًا من المصالحة الفلسطينية ونبذ الخلافات من أجل عدم إعطاء فرصة لإسرائيل باستغلال هذه الخلافات أمام الرأي العام الدولي للتقليل من أهمية العرب السياسية في الساحة الدولية، كما أن إشراك الدول الفاعلة في المحيطين الإقليمي والدولي بالمشاريع السليمة، هو أمر مهم، مثل تركيا والاتحاد الأفريقي الذي تشكل الدول العربية نسبة لا بأس بها. ''القدس'' تحتضر بين أيدي الصهاينة نظرا لما يصنعه الإسرائيليون في الوقت الحاضر بالمقدسات والأرض والشعب في فلسطينالمحتلة، تتصدر قضية الاستيطان الإسرائيلي في القدسالمحتلة جدول أعمال القمة العربية، فعلى مدار 42 عاما منذ احتلت اسرائيل القدس عكست أقوال الزعماء في الشرق الأوسط الانقسام العميق بشأن مصير المدينة. والى الآن مازالت القدس في قلب الصراع بالمنطقة وهي البند الاول للقمة العربية في دورتها الثانية والعشرون في مدينة سرت الليبية. وتلخص رئيسة الوزراء الاسرائيلية المثيرة للجدل جولدا مائير التوجه الصهيوني في القدس ففي تصريح لها لمجلة تايم عام 1973 قال مائير ''لا يمكن أن تكون هناك سيادة عربية على القدس. هذه المدينة لن تقسم لا النصف بالنصف ولا 60-40 ولا 75-25 ولا شيء. الطريقة الوحيدة التي سنخسر بها القدس هي اذا خسرنا حربا وحينذاك سنخسرها بالكامل''. وأكد اسحاق رابين نفس الكلام تقريبا في كلمة امام الكنيست عام 1995 وهو العام الذي اغتيل فيه ''قلت امس وأكرر اليوم إنه ليست هناك قدسان هناك قدس واحدة فقط. من منظورنا القدس ليست موضوعا مطروحا للتسوية. القدس كانت لنا وستكون لنا وهي لنا وستظل هكذا الى الأبد''.وتعني وجهة النظر الاسرائيلية ان ما يقوله اليوم رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو حول ''أحقية'' الاحتلال والاستيطان ليس جديدا على مسامع العرب ولا المجتمع الدولي. ولكن السؤال الدائم هو متى سيرد العرب وكيف؟ اذا ما كان خيار الحرب غير مطروح بالمرة وان السلام هو الخيار الاستراتيجي في ظل تباين القدرات العسكرية بين الدولة العبرية وجيرانها العرب. ثم ما موقف الاطراف الدولية بما في ذلك القوة العظمى الراعية للسلام والحليف الاوثق لاسرائيل، الولاياتالمتحدة، اضافة الى باقي اطراف لجنة الوساطة الرباعية في ظل استمرار التعنت الاسرائيلي والاستخفاف بالقرارات الأممية والاتفاقيات الدولية.وماهو واضح الآن أن المدينة المقدسة أصبحت محور جدل حول صنع السلام في الشرق الاوسط.. ذلك ان القمة العربية في دورتها الثانية والعشرون في مدينة سرت الليبية تنعقد تحت شعار ''انقاذ القدس'' في ظل الانتهاكات الاسرائيلية الأخيرة ضد العتبات المقدسة وضد الأراضي الفلسطينية وعقارات المواطنين العرب الفلسطينيين.وعلى مدار التاريخ ظلت القدس بوتقة ينصهر فيها الدين والسياسة. والمدينة هي الرمز الرئيسي للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين. وتوجد فيها أيضا أكثر المواقع قدسية في الديانتين اليهودية والمسيحية وكذلك المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين بالنسبة للمسلمين. ويطالب الفلسطينيون بوقف كامل للبناء في المستوطنات بما في ذلك البناء في القدسالشرقية قبل إجراء أي محادثات أخرى للسلام. وأصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمرا في نوفمبر بوقف بناء منازل جديدة في الضفة الغربية لكنه استثنى من ذلك مناطق ضمتها إسرائيل إلى القدس. وأثار إعلان خطط توسع استيطاني جديد الشهر الحالي في إحدى هذه المناطق وهي رامات شلومو غضب الفلسطينيين وأعاق خططا أمريكية لإجراء مفاوضات غير مباشرة وتسبب في انتقاد أمريكي نادر لاسرائيل.وتظل الانتظارات معلقة في انتظار ما ستؤول اليه ''قمة القدس'' في سرت من خطط او قرارات لإنقاذ المدينة المقدسة. أهمية قمة سرت من الأوضاع العربية البالغة التعقيد القمة العربية التي تحتضنها سرت في تكتسب أهميتها من كونها تنعقد في ظروف وأوضاع عربية بالغة التعقيد والدقة والحساسية تستوجب من القادة العرب ان يكونوا مستوعبين لمخاطر التحديات التي تواجهها الأمة في ظل الانقسام والوهن والضعف الذي أدىّ اليه تراجع وغياب التضامن العربي مع ان الفترة التاريخية التي تمر بها الأمة العربية تقتضي الذهاب الى ما هو ابعد واعمق من مجرد التضامن والاصطفاف بالانتقال الى مستوى جديد يرتقي بالعمل العربي ليكون مواكباً لاستحقاقات المواجهة بكل معطياتها ومتطلباتها، وبحيث يكون العرب -دولاً وشعوباً- قادرين على الخروج من حالة اللامشروع الى امتلاك المشروع القومي المواكب للمتغيرات والتحولات التي شهدتها وتشهدها الساحة الدولية ومحيطهم الإقليمي بدلاً من البقاء هدفاً لمشاريع الآخرين وما تنطوي عليه من اطماع ما كان لها ان تصل الى ما وصلت إليه لولا حالة الضعف والتشرذم التي باتت في تضاد وتناقض مع مصالح دولها منفردة ومجتمعة حتى بلغت درجة من السوء الذي لا يجب ان يكون بين ابناء ينتمون الى عقيدة ولغة، وثقافة وتاريخ ومصير مشترك يتأكد اليوم اكثر من اي وقت مضى، ومع ذلك نجد حالة الدس والوقيعة والتربص سائدة بين هذا القطر او ذاك، او هذه الدولة او تلك ، الى ذلك الحد الذي بتنا فيه نشجع الآخرين ونفتح شهيتهم لا لتهامنا ونحن في هذه الحالة من الفرقة والتمزق .ومن هنا فإن الاختلال الكبير يكمن في انعدام كيان سياسي اقتصادي ثقافي عسكري وأمني عربي فاعل، ومنظومة قادرة على تجاوز حالة المراوحة التي نحن عليها منذ «65» عاماً.. لذلك كله يتوجب على القادة العرب في قمة سرت ان يكونوا في مستوى المسؤولية التاريخية الواقعة على عاتقهم، بحيث تكون قرارات هذه القمة وتوصياتها مستجيبة لرغبات وتطلعات وطموحات المواطن العربي من المحيط إلى الخليج . الوزراء العرب يرصدون 500 مليون دولار لدعم القدس قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، إن ''مجلس الجامعة قرر خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب، زيادة مساعداته للقدس من 150 مليون دولار إلى 500 مليون دولار''. وأضاف أنه ''جرى تأكيد الموقف العربي بأنه مهما يحدث في القدس، نعدّه ويعدّه العالم معنا باطلاً وغير قانوني''، مشيراً إلى أن ''لجنة متابعة مبادرة السلام العربية ستعقد اجتماعاً لمناقشة الموقف الذي سنتخذه في حالة فشل الجهود الأميركية والدولية لوقف الاستيطان الإسرائيلي، وخصوصاً أن احتمالات الفشل أكبر بكثير''. وأوضح موسى أن ''وزراء الخارجية العرب اتفقوا بشأن مختلف القضايا المطروحة باستثناء ثلاث تتعلق بالنزاعات والعلاقات العربية العربية''، منتقداً ''الإجراءات الإسرائيلية المتعلقة بمحاولة تهويد مدينة القدس''، وواصفاً إسرائيل بأنها ''دولة مارقة''. وكان مصدر دبلوماسي ليبي قد أشار إلى أن بلاده ''حوّلت مبلغاً قدره 400 مليون دولار إلى حساب الجامعة العربية، في جزء من الدعم للشعب الفلسطيني في انتظار المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، حتى يُصرف هذا المبلغ''.وفي السياق، أكد مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية هشام يوسف أن ''مبادرة السلام العربية لا تزال مطروحة حتى الآن''، موضحاً أن «هذا الموضوع سيكون أحد الموضوعات المطروحة على القمة''. ولفت إلى أن «المبادرة اليمنية لتفعيل العمل العربي المشترك ستكون مطروحة»، مشيراً إلى أن هناك ''أفكاراً تخص هذا الموضوع من ليبيا وعدد من الدول العربية الأخرى''». من جهته، أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن ''الوزراء اتفقوا على أن تكون القمة المقبلة في العراق''، قبل أن ينتقل إلى القدس، موضحاً أن ''وزراء الخارجية العرب تناولوا الاعتداءات الإسرائيلية بتفاصيل التفاصيل، واتخذوا قرارات داعمة للقدس''.