تأتي اللجنة الإعلامية في الترتيب الخامس في هرم ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''، من حيث عدد اللجان الأساسية والهامة في التنظيم، التي تم حلها بعد القضاء على أغلب أمرائها وقلة أفرادها، لكن قرار حل اللجنة الإعلامية يعكس وجود ''خيانات''، وأيضا ''خلاف داخلي'' بين قيادة التنظيم وأعضاء اللجنة الإعلامية. 'قد تكون له ارتدادات على التنظيم''، خاصة وأن قيادة درودكال تبنت خطابا حادا عند الإعلان عن إنشاء مؤسسة ''الأندلس'' للإنتاج الإعلامي، حيث لم يتم في البيان الذي نشر على مواقع الأنترنيت الإعلان عن استبدال اللجنة الإعلامية بمؤسسة ''الأندلس''، بل تم توظيف عبارة ''تبرئة ذمة'' من اللجنة الإعلامية، وحاول البيان التكتم عن وجود خلاف أو صراع بالقول ''ستصبح هذه المؤسّسة بعون الله الجهة الرسميّة الوحيدة لنشر كل الإصدارات الإعلامية، التي ينتجها إخوانكم في اللّجنة الإعلاميّة ''، لكنه في موضوع آخر يشير إلى أن ''أي إصدار ينشر بعد تاريخ هذا البيان، يحمل الشعار القديم المعروف باللجنة الإعلامية، أو شعارا مغايرا لشعار مؤسسة الأندلس، فهو لا يمثلنا، وليس لنا أية علاقة به''، وهو ما يشير ضمنيا إلى أن قيادة درودكال تتوقع أن تقوم اللجنة الإعلامية أو الأعضاء المعارضين لها، بخطوة في اتجاه معاكس، مما جعلها تستبق الأمر وتتبرأ مما سيصدر لاحقا، ومستقبلا قد يتعارض مع الاستراتيجية الإعلامية الجديدة المعتمدة. استنادا إلى ميثاق تأسيس الجماعة السلفية للدعوة والقتال الذي صدر عام 1998، فإن التنظيم يتكون من اللجنة الشرعية، اللجنة العسكرية، اللجنة الطبية، اللجنة القضائية، اللجنة الإعلامية، لجنة الديوان ولجنة العلاقات الخارجية. واللافت أن قيادة الجماعة السلفية؛ تحت إمرة المدعو عبد المالك درودكال ( أبو مصعب عبد الودود)، قد فقدت أهم هذه اللجان التي يأتي في مقدمتها اللجنة الشرعية التي خسرت أهم أعضائها، قد يكون أبرزهم المدعو شريف سعيد المكنى أبو زكريا، الذي سلم نفسه لمصالح الأمن، ويقود مبادرة السلم مع حسان حطاب مؤسس التنظيم، وخطاب عمر المكنى عمر عبد البر رئيس اللجنة الإعلامية سابقا، كما عجزت هذه اللجنة عن تقديم حكم شرعي لتبرير الاعتداءات الإنتحارية، واستهداف المدنيين والاختطافات، وباتت الردود على فتاوى العلماء عبارة عن تعليقات وتهجم وقذف، بعيدا عن التبرير الشرعي والتفصيل والتوضيح. كما أسفر القضاء على أمير اللجنة الطبية، المدعو محمد بلعيد بيسر عام 2009، عن زوال هذه اللجنة، في ظل العجز عن توفير الدواء وإسعاف الجرحى، وإجراء عمليات جراحية في مخابىء تمت تهيئتها كمستشفيات، وتم تدميرها من طرف قوات الجيش إضافة إلى لجنة العلاقات الخارجية التي لم يعد لها دور، منذ القضاء على أميرها عبد الحميد سعداوي (يحيى أبو الهيثم) عام 2007 . ويعكس قرار قيادة درودكال بحل اللجنة الإعلامية، التي تشكل العمود الفقري للتنظيم الإرهابي، عدم فعاليتها ميدانيا، واعترافا بخسارة الحرب الإعلامية التي قادها باعتماد الزيف والمزايدات والتضخيم، ولكنها برأي العديد من المتتبعين للشأن الأمني ''اجراء وقائي''، بعد توفر معلومات لدى قيادة درودكال عن اختراق اللجنة الإعلامية، ليلجأ إلى بديل ''محصن''.