يأتي حل اللجنة الإعلامية من طرف قيادة التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تحت إمرة عبد المالك درودكال ( أبو مصعب عبد الودود)، برأي العديد من المتتبعين للشأن الأمني، اعترافا من قيادة درودكال، بأن ''اللجنة الإعلامية مخترقة''، وكانت تعمل لصالح أجهزة الأمن، وهو ما يفسر فشل استيراتجيتها في الأشهر الأخيرة، خاصة وأنها تعد منبر الجماعة السلفية، ويتم الرهان عليها للتجنيد ورفع معنويات الأفراد والترويج لنشاطها محليا، وعلى صعيد دولي، وتكمن أهميتها في هذا الدور، الذي اكتشف درودكال متأخرا أن اللجنة كانت تنشط لصالح أجهزة الأمن، وواجه خيانة داخلية من طرف أقرب مساعديه. ويقود هذا الوضع إلى طرح تساؤلات حول الإجراءات ''الوقائية'' التي قد تتخذها قيادة درودكال لمواجهة الخيانة في اللجان الأخرى، أبرزها اللجنة العسكرية، بعد تسجيل إفشال أهم مخططات الجرائم، قد يكون أبرزها الاعتداءات الانتحارية التي تم إحباطها بتادمايت بولاية تيزي وزو والحمادنة بولاية غليزان، حيث تمكنت القوات الخاصة للجيش من القضاء على 4 مرشحين، لتنفيذ اعتداءات انتحارية ذات صدى إعلامي واسع، بفضل معلومات ''داخلية''، حيث تمت ملاحقة الانتحاريين، منذ انطلاقهم من معقل سيد علي بوناب بتيزي وزو، كما تندرج العمليات الأخيرة بالجلفة والبيض في هذا الإطار، وتم القضاء على أبرز رؤوس التنظيم الإرهابي، بناء على معلومات دقيقة جدا وفرتها، أطراف داخلية لمصالح الأمن. كما تمكنت القوات الخاصة للجيش، من القضاء على عمر بن تيطراوي أمير كتيبة ''الفتح''، ومحمد بلعيد رئيس اللجنة الطبية، بناء أيضا على معلومات دقيقة عن تحركاتهما، وتذهب اعترافات إرهابيين موقوفين وتائبين حديثا، في اتجاه إدراك قيادة درودكال هذه الحقيقة ووجود خيانة داخلية، حيث قام باتخاذ إجراءات ''وقائية''، بتحديد الاجتماعات واعتماد السرية في التحركات والتنقلات والتخطيط للاعتداءات. وتؤكد شهادات تائبين يتابعون مسار التنظيم، أن قيادة درودكال تتفادى تصفية أتباعها بشبهة التعاون، وتفضل عزلهم وإبعادهم، خاصة وأن التنظيم يواجه مشاكل واللاستقرار وموجة توبة، لكن أوساط أخرى لا تستبعد أن يكون حل اللجنة الإعلامية بداية ''حملة ''لمواجهة الاختراق وقد تمتد إلى لجان أخرى، مما سيفتح الباب واسعا للخلافات و الصراعات الداخلية، خاصة في ظل تصفية الحسابات بين قياديي التنظيم الإرهابي.