تغييرات في "قيادة أركان" التنظيم الإرهابي لتدارك العجز والرهان على الانتحاريين الأجانب * * * تتوفر لأجهزة الأمن المختصة في مكافحة الإرهاب، معلومات تفيد بأن "عبد المالك درودكال" (أبو مصعب عبد الودود)، الأمير الوطني للتنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" قد أجرى مجددا تغييرات وتعيينات جديدة على مستوى ثماني هيآت أساسية في هيكل التنظيم الإجرامي، كما وجه تعليمات جديدة لأمرائه الجهويين، وحدد استيراتيجية النشاط الإرهابي خلال سنة 2009. * وأشار متتبعون للشأن الأمني، أن سلسلة التغييرات التي تقوم بها قيادة "درودكال" بشكل لافت مؤخرا تأتي على خلفية الضربات المتتالية لقوات الجيش والخسائر المتتالية وإحباط العديد من المخططات الإرهابية منها اعتداءات انتحارية والقضاء على المرشحين لتنفيذها، ويكون "درودكال" قد برر ذلك باختراق جماعته مما دفعه لإجراء تغييرات دورية، وتعد هذه الحركة الواسعة الرابعة من نوعها في أقل من سنة. * وتفيد المعلومات المتوفرة لدى "الشروق اليومي"، أن "درودكال" عقد لقاء مع أمرائه نهاية العام الماضي، حدد فيه الإستراتيجية التي سيتم اعتمادها خلال السنة الجارية، حيث شدد على ضرورة تفعيل النشاط الإرهابي بمنطقة الجنوب التي تعرف اليوم ب"المنطقة الرابع" أو منطقة الصحراء، ولم يتحدث "درودكال" عن التخطيط لاعتداءات إرهابية، لكنه شدد على ضرورة تفعيل الاتصال مع الأجانب ويقصد بهم الإرهابيين من جنسية أجنبية، خاصة من موريتانيا ومالي باعتبارهما من الدول الحدودية مع الجزائر وذلك لتجنيدهم في صفوفها. * وإذا كان متتبعون للشأن الأمني يشيرون الى أن قيادة "الجماعة السلفية" تسعى لتفعيل قواعد خلفية لها خارج الحدود لتمويلها بالسلاح، خاصة بعد حصولها على فدية ب2.5 مليون أورو مقابل الإفراج عن السائحين النمساويين، لكنها لم تتمكن في استثمارها في شراء السلاح والمواد المتفجرة بسبب تضييق الخناق على الحدود وإحباط مخطط تهريب 4 أطنان من المتفجرات من مالي من طرف إرهابي موريتاني "ع .ولد حاماحا" (مصعب)، لكن بعض الأوساط تؤكد أن هذا المطلب يعكس رهان التنظيم الإرهابي على الأجانب، خاصة الموريتانيين في ظل العجز عن تجنيد عناصر محلية وتبني منهج "الجيا" في سنوات سابقة بتجنيد أجانب. * وفي نفس السياق، شدد "درودكال" على أتباعه "تفادي المواجهة العسكرية مع أفراد الأمن"، وهو اعتراف صريح برأي متتبعين للشأن الأمني بتراجع قدرات أتباعه العسكرية وأيضا محدودية عددهم وعدتهم وعتادهم، حيث يتفادى خسارة نشطائه في اشتباكات مع قوات الجيش التي تمكنت من القضاء على أبرزهم وأقدمهم، آخرها عملية بوزقزة ببومرداس، ونقل إرهابيون موقوفون وآخرون سلموا أنفسهم يتوفرون على معلومات أن "درودكال" قال لعناصره أن ذلك مؤقت في محاولة لتبرير هذا العجز. * معلومات "الشروق" تفيد أيضا، أن "درودكال" أجرى تغييرات على مستوى اللجان الثماني التي تحدد مستقبل ومصير التنظيم الإرهابي أبرزها اللجنة العسكرية، اللجنة الشرعية في ظل الطعن في الاعتداءات الانتحارية بأدلة شرعية، اللجنة التشريعية، اللجنة السياسية والعلاقات الخارجية التي لم يتم تفعيلها منذ القضاء على أميرها "عبد الحميد سعدواي" (يحيى أبو الهيثم)، اللجنة الأمنية، اللجنة الإعلامية، خاصة فرع الاتصال الداخلي، اللجنة المالية التي كانت عمليات الاختطاف أبرز مواردها وعرفت تراجعا، اللجنة الصحية التي كان عناصرها قد انطلقوا في النشاط بعد الاعتداء على وحدة للحماية المدنية بأزفون والاستيلاء على كمية هامة من الأدوية إضافة الى توقيف 4 إرهابيين وسط البلاد كانوا بصدد السطو على صيدلية جنوب العاصمة.