لا يمكن اختصار الألم في جرّة قلم، فحالة أهل بيتي ليس بالأمر الذي يمكن السكوت عنه، أو غضّ الطرف عن تفاصيله، إنها حالة عقوق للوالدين تعدت كل الحدود وتجاوزت كل المعقول، أنا سيدة متزوجة منذ خمس سنوات، من رجل ارتبطت به عن طريق الزواج التقليدي، وحين انتقلت إلى بيت الزوجية، اكتشفت بخله وعدم احترامه لأحد وطبعه الحاد، لم أشعر بالنعمة عند زواجي منه، فهو صورة لا يمكن وصفها، لا يتكلم إلا بالسب والشتم ولا يجلس إلا للنميمة والغيبة، وما زاد الطين بلة؛ أنه يعتدي على والدته ويُهينها، وهو ما جعلني لا أغادر بيت الزوجية لأجلها هي، لأنها سيدة رائعة، لكن حظها شاء أن يكون لها ابن قاسٍ وجاف مثل زوجي، ظننت أنني بتقربي منه، أستطيع أن أغيّر طبعه، وأنه بإنجابي سيتحول إلى شخص سويّ، لكن للأسف لم يتحقق ما آمله، فرغم أنني أنجبت له طفلة، لم يحن قلبه ولا رقّ. أنا الآن في حيرة شديدة، ولم أعد أتحمل إهانته لأمه، فمن لا خير له في أهله، لا خير له في الناس. لم أستطع تحديد موقفي بدقة، هل أبقى معه أم أرحل بأبنائي، خوفاً من ينشأوا نشأة والدهم اللئيم. أرجوك، ساعديني بالرأي والمشورة، ولك مني جزيل الشكر والعرفان؟ نزيهة الرد : أختي الكريمة، أشكرك كثيراً على ما تحليت به من الرحمة والحب اتجاه والدة زوجك، عكس ما عهدنا من النساء، مما يُثرنه من حروب شرسة مع الحماة، ثم دعيني أقول: فعلاً من لا خير له في أهله، لا خير يُرجى منه للناس، لكن مع ذلك حاولي مع زوجك لتُليني قلبك. ابحثي عن نقاط ضعفه، ولتكن الورقة الرابحة التي تعيده إلى صوابه، وأكثري من الصلاة والدعاء لله تعالى بأن يهديه، وحاولي معها هي الأخرى لتدعو له بالهداية، لأن عقوق الوالدين باب مفتوح على النار والعياذ بالله فليتق الله هذا الزوج في أمه وفي زوجته، وأنصحك إن كنت ترين أن مغادرتك لبيت الزوجية إلى بيت أهلك فيه تحريك لبعض مشاعره، فافعلي على أن يأجرك الله تعالى على مسعاك الطيب، فهذا جهاد كبير ضد المنكر. ونسأل الله تعالى أن يكف أذاه على من حملته في بطنها، ورعته حتى أصبح رجلاً. والله ولي التوفيق. ردت نور