اللجنة الإعلامية أقوى هيئة في التنظيم الإرهابي تحولت معقل " الخيانة" تسجيلات المنصورة ساهمت في القضاء على أصحابها تبين بصفة رسمية؛ أن التنظيم الإرهابي ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''، قد فقد تسجيلات الفيديو الخاصة بمجزرة ''المنصورة'' بولاية برج بوعريريج والتي راح ضحيتها، ما لا يقل عن 18 دركيا و3 مدنيين، منهم حارس بمؤسسة عقابية، في أعنف كمين تتعرض له قوات الدرك على الطريق الوطني رقم 5، الذي يربط الجزائر بمدن شرق البلاد. وراهنت قيادة التنظيم الإرهابي على هذا الشريط؛ كثيرا للترويج إعلاميا لأكبر اعتداء لها منذ عدة سنوات، خاصة وأنه تزامن مع تراجع نشاطها بشكل لافت، وحددت أهدافها في العودة لواجهة الأحداث الأمنية، بعد غياب كبير منذ الاعتداءات الانتحارية الأولى، وسلسلة ''عشاق الحور'' ، وتفعيل التجنيد و رفع معنويات أتباعها، وهي الأهداف التي كان يفترض أن يساهم شريط فيديو ''مذبحة المنصورة'' في تحقيقها. وفي معلومات ''النهار''؛ فإن التسجيلات الثمانية التي قام عناصر التنظيم الإرهابي بتصويرها، طيلة فترة الاعتداء الإجرامي ضد قوات الدرك الوطني، المكلفين بحماية عمال الشركة الصينية، التي تتولى إنجاز الطريق السريع شرق غرب، تم تحويلها من اللجنة الإعلامية التي كانت ستبث الشريط بعد تركيبه، إلى مصالح الأمن عبر أحد الوسطاء الذي له معرفة بأحد ''التائبين'' حديثا من التنظيم الإرهابي، يرجح أن يكون الأمير السابق لكتيبة الأنصار. وإن كانت مصالح الأمن ترفض الحديث عن الموضوع، أو حتى الكشف عن هذه الأشرطة في الوقت الراهن، إلا أن مراجع ''التائبين''، رجحت أن يكون الناطق الرسمي باسم تنظيم ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' محمد أبو صلاح واسمه الحقيقي صلاح الدين قاسمي، وراء تسريب الشريط إلى مصالح الأمن، الأمر الذي أغضب قيادة التنظيم الإرهابي، ودفعتها إلى حل اللجنة الإعلامية والتبرأ من بياناتها!! حيث تفيد شهادة أحد ''التائبين''؛ الذين شاركوا في دور الوساطة في مهمة استرجاع شريط المنصورة، وقد رفض الكشف عن اسمه، بسبب مخاوفه من التعرض إلى التصفية الجسدية، من طرف عناصر ''الجماعة السلفية''، أن ظروف استرجاع الشريط، والطريقة التي تمت بها، تؤكد أن الذي يقف وراءها محمد أبو صلاح لا غيره، وأضاف بأن محمد أبو صلاح يرغب في وضع قيادة ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' في مأزق، لأسباب مجهولة يستبعد الآن أن تكون ذات صلة بالاتصالات التي قام بها أفراد عائلته ببسكرة مع مصالح الأمن. وبسبب حجم الاختراق للتنظيم الإرهابي، وتسرب أسراره إلى مصالح الأمن قام الإرهابي أبو مصعب عبد الودود، بحل اللجنة الإعلامية وإنشاء لجنة إعلامية جديدة، أطلق عليها تسمية مؤسسة ''الأندلس'' للإنتاج الإعلامي، لكن مع الإبقاء على عناصر من اللجنة الإعلامية ضمنها، لتجنب شيوع خبر اختفاء شريط المنصورة، وهو الخبر الذي سيؤكد دون شك لعناصر التنظيم الإرهابي سبب سقوط قيادات بارزة في التنظيم المسلح في الفترة الأخيرة، خاصة في ظل تزايد ''الخيانة'' و''الوشاية'' بالإرهابيين، الذين يشكلون خطرا على مصالح بعض الناشطين في ''الجماعة السلفية''. وعلى الرغم من الخسائر الكبيرة التي تكبدها التنظيم الإرهابي، بعد ملاحقة الوحدات الخاصة للجيش، أفراد المجموعة التي نفذت مجزرة المنصورة، إلا أن رهان قيادة ''الجماعة السلفية''، كان محاولة تغطية هذه الخسائر، ببث المشاهد الوحيدة التي تمكن فيها عناصر التنظيم الإرهابي، من السيطرة على الطريق الوطني لمدة 20 دقيقة! ولحد الساعة؛ لا تزال قيادة ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''، تتكتم عن التحريات التي قامت بها، بشأن ظروف تسريب الأشرطة الثمانية إلى مصالح الأمن، ولم تعلن لحد الساعة القرارات التي اتخذتها في حق من وضع حدا للحالة التي كانت عليها اللجنة الإعلامية لعدة سنوات، لكونها اللجنة التي كانت توفر السند الفعلي لقيادة التنظيم الإرهابي، خاصة في مجال الدعائي، مما ساهم في التجنيد خاصة بين سنتي 2006 إلى 2007. عدد ضخم من الكاميرات لتغطية المجزرة! تعكس الوسائل التي تم تجنيدها لتصوير الاعتداء، رهانات قيادة درودكال وفق خطة محكمة في منطقة آمنة بالجهة الشرقية، لم تعرف نشاطا إرهابيا بهذا الحجم، منذ اندلاع أعمال العنف في الجزائر، حيث جندت قيادة درودكال عدداً كبيراً من أجهزة كاميرا رقمية متطورة، لتصوير أدق التفاصيل لمدة تجاوزت 20 دقيقة، حسب شهادة الناجين من المذبحة ومنهم امرأة، حاول من خلال ذلك عناصر التنظيم الإرهابي، تأكيد الصلة بتنظيم ''القاعدة''، وأيضا إبراز مؤشرات النجاح في تنفيذ المجزرة المروعة، التي عاش فصولها العديد من المسافرين على هذا الطريق الوطني. تسجيلات المنصورة ساهمت في القضاء على أصحابها وقد ساهم مضمون تسجيلات الفيديو التي تسلمتها مصالح الأمن، في نجاح القوات الخاصة للجيش، من القضاء على أبرز الإرهابيين الذين كانوا على صلة بالمجزرة وأخطر الاعتداءات، كما تمكنت مصالح الأمن من تفكيك شبكات دعم وإسناد، شاركت في الاعتداء الإرهابي، كما تم توقيف إرهابي تائب يعمل كعون أمن بقاعدة الحياة، التابعة للشركة الصينية بالبيبان بالبرج، شارك في الإعتداء وعاد لعمله في اليوم الموالي، بعد اقحام قيادة درودكال عناصر الدعم في الإعتداءات الإرهابية، كما كشف الشريط عن هوية إرهابيين قياديين، إضافة إلى اعترافات عناصر الدعم الموقوفين، وأسفر عن رصد تحركاتهم والقضاء عليهم، قد يكون أبرزهم نوح ''أبو قتادة السلفي''، مسؤول التنسيق والربط بقيادة التنظيم.