تعتمد قيادة التنظيم الإرهابي؛ بزعامة أبو مصعب عبد الودود، بشكل أساسي على عمل اللجنة الإعلامية، مثل اللجنة العسكرية المكلفة بالتخطيط وقيادة العمليات، وكان أبو صلاح يقوم عند العجز عن إصدار البيانات، ببث تسجيل بصوته، قصد جلب المزيد من الأتباع من الشباب الذين لهم جهل بالشرع وبفقه الدماء، وخلط في الولاء والبراء. وينقل مقربون عنه؛ سلموا أنفسهم لمصالح الأمن خلال السنوات الأخيرة، أنه كان ملتزما بميثاق تأسيس ''الجماعة السلفية للدعوة و القتال''، وكان قليل الحديث والجدل، وكان يقوم بإعداد أشرطة الفيديو عن الاعتداءات الانتحارية، ويركز من خلالها على إغراء الشباب للتجنيد، والرد أيضا على ما تردد حول عدم شرعية العمليات، ونقص التكوين الشرعي وجهل الانتحاريين بما سيقدمون عليه، مما يؤكد قناعته باستراتيجية الاعتداءات الانتحارية. وقد ارتبط اسم أبو صلاح محمد، واسمه الحقيقي صلاح الدين قاسمي، رئيس اللجنة الإعلامية في التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، بأشرطة الفيديو التي كان يبثها التنظيم، خاصة المتعلقة بالاعتداءات الانتحارية وتفاصيل العمليات الإرهابية التي مكنت التنظيم الإرهابي في الفترة بين 2005و 2007، من خلال التركيز على إصدار بيانات دورية، جعلت التنظيم الإرهابي ''حاضرا'' في كل المناسبات، وتحولت البيانات التي كانت تصدر باسم اللجنة الإعلامية، إلى مصدر وسائل الإعلام التي كانت تتناقله وتستند إليه، رغم أنها كانت بيانات دعائية، تحاول إخفاء الفشل أو تغطية الجرائم في حق دماء المسلمين المعصومة. ويعترف العديد من متتبعي هذه الفيديوهات؛ بأن أبو صلاح محمد كان متحكما في تقنيات الإعلام الآلي والإخراج أيضا، وقاد حملة دعائية، يفيد العديد من المتتبعين للشأن الأمني، أنها كانت وراء تجنيد العديد من الشباب والمراهقين ، كما كانت الحملة ''ناجحة'' على صعيد دولي، حيث جرى تداول هذه الأشرطة من طرف قنوات فضائية وعلى مواقع الإنترنيت. لكن وبمجرد صدور بيان ''إبراء الذمة''، من عمل اللجنة الإعلامية الذي أصدره أبو مصعب عبد الودود، انقلبت الأمور وأضحت هذه اللجنة الأضعف ضمن هيكل التنظيم الإرهابي، بل وأخطرها على مستقبله.