تفاجأ أحد أولياء التلاميذ بولاية برج بوعريريج ، والذي كشف عن قلم اقتناه لابنه المتمدرس، يحمل في جوفه نصا كاملا وخطير جدا، يدور مضمونه حول دعاء لأهل الشيعة يمسخ ويلعن بعنف كل من يراه أهل الشيعة عدوا لهم في مذهبهم. ويبدو من طريقة نشر هذا النص في لفافة ورقية داخل القلم، أن من قام بهذا العمل، لم يحمل نفسه عناء إخفائه أو تمويهه، على غرار الصليب والنجوم السداسية التي تدس من حين لآخر في سلع اليهود والنصارى، لكن على الأقل يعثر على هذه الأخيرة في زوايا تصعب مشاهدتها من طرف جهات الرقابة، ويتم التلاعب بأشكالها بغرض التمويه وعدم لفت النظر، لكن ما وجد في هذا القلم، هو عبارة عن رسالة واضحة جدا تحمل نصا شيعيا طويلا، يدعو صراحة باللغة العربية، من خلال كتابات دينية تحريضية، إلى تفعيل المذهب الشيعي وتقديسه وتمجيده، ونشر أفكار المذهب الشيعي، حيث تضمنت هذه الكتابة عدة أدعية، تدعو صراحة إلى بيعة أهل البيت والثأر لهم، وقتال المخالفين لهم، والذين اعتبرتهم أمة أسست على الظلم والجور عليها، وافتتح النص بعبارة '' ....السلام عليك يا ابن عبد الله، السلام عليك يا بن فاطمة، السلام عليك يا ثأر الله، لعن الله أمة ما قتلتكم....''، وتلعن آل زياد وأهل مروان وبني أمية قاطبة، وتتهمهم بقتل الحسين، ومن بين العبارات التي حملها هذا النص الطويل: '' لعن الله أمة دفعتكم عن مقامكم، وأزالتكم عن مراتبكم التي رتبكم الله فيها، كما تلعن ابن مرجانة وعمر بن سعد ''، كما تدعو صراحة إلى الاقتداء بالمذهب الشيعي وطلب شفاعة الحسين يوم القيامة، التي سميت بيوم الورود، كما يصف النص في إحدى عباراته آل أمية بأكلة الأكباد، في عبارة جاء فيها:'' اللهم أن هذا يوم تبركت به بنو أمية وابن أكلة الأكباد، اللعين ابن اللعين على لسانك و لسان نبيك صلى الله عليه وآله، في كل موطن وموقف وقف فيه نبيك صلى الله عليه وآله ...''، ثم يسترسل النص في لعن عنيف لأبي سفيان ومعاوية و يزيد بن معاوية في عبارة: '' اللهم العن أبا سفيان ومعاوية ويزيد بن معاوية عليهم منك اللعنة أبد الآبدين، وهذا يوم فرحت به آل زياد وآل مروان بقتلهم الحسين....''، ويواصل النص الشتم واللعن الصريح، لمن وصفهم بالعصابة التي جاهدت الحسين وشايعت وبايعت وتابعت على قتله. ويبقى مصدر هذه الأقلام الخطيرة مجهولا لحد الآن؛ بالإضافة إلى جهل العدد الذي بيع ووزع منها بالجزائر، التي لا علاقة لشعبها عبر العصور بخرافات الشيعة، وهذه الألفاظ التي لا نسمعها إلا في قنوات الشيعة التي انتشرت في السنوات الأخيرة، بعد الإطاحة بنظام صدام حسين في العراق، و يمكن لهذه الأقلام؛ أن تؤثر على عقول الكبار فما بالك بالبراءة، ويكمن وجه الخطر في كونها موجهة مباشرة إلى تلاميذ المدارس، والسؤال الأول المطروح من أين مرت هذه الأقلام وهذه السموم ؟ التي تهدد ثوابت الأمة، في غياب الرقابة من طرف الجهات المعنية التي لا تتفطن إلى مثل هذه الحملات، والغريب في الأمر أنه من السهل جدا اكتشاف الأمر بمجرد سل اللفافة من القلم، كما نطرح سؤالا آخرا عن الجهة التي تقف وراء هذا الأمر في الجزائروضرورة تحرك السلطات الامنية والدينية لوقف الأمر.