المرشد لاجتياز الغابة ربي والأكراد بداخلها قطاع طرق تفاديت الإفصاح عن جنسيتي وادعيت أني فلسطيني مغامرة الشاب ''بلال'' في تركيا، كانت صعبة ومحفوفة بالمخاطر لكنه يؤكد أنه مستعد لتكرارها إن أتيحت له الفرصة. وكشفبلال في لقاء ب''النهار''، عن تفاصيل هذه المغامرة التي قادته رفقة 15 شابا مرشحا للهجرة السرية من جنسيات مختلفة وانتهتبتوقيفه بعد نجاته من الجيش التركي وسجنه قبل طرده إلى الجزائرالتقينا الشاب ''بلال'' الذي ينحدر من منطقة دلس شرق بومرداس، حرص على عدم الكشف عن هويته لكنه روى لنا دون الكشفعن هويتنا عن تفاصيل مغارته، عندما حزم أحد الأيام ملابسه التي يملكها في حقيبة صغيرة باتجاه جزيرة ''مايوركا'' الإسبانية. بداية الهجرة السرية كانت قانونية انطلق بلال رفقة 15 ''حراڤا'' آخر من تركيا نحو الأراضي اليونانية ومنها العودة إلى إسطنبول، يقول ''راودتني فكرة الإبحارالسري بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي أتخبط فيها أنا وأغلب شباب المدينة وبعد أن تحصلت على معلومات بأن هناكمجموعة كبيرة مرشحة للهجرة السرية تتسلل الى الأراضي اليونانية ومنها إلى ألمانيا مرورا بالغابة الفاصلة بين تركياواليونان'' و أضاف بلال '' قررت خوض المغامرة بعد استخراج جواز سفري في شهر مارس المنصرم، حيث عملت ''بزناسي'' في الملابس والأحذية وعند توفير المبلغ ، قمت بكراء تذكرة السفر وسافرت باتجاه تركيا من مطار هواري بومدين بطريقة قانونية. بلال في إسطنبول وتفاصيل استعداده قبل اجتياز غابة ''إيديرنا'' ووصل ''بلال'' ومرافقيه إلى مطار إسطنبول، حيث كان صديقه ينتظره كان قد تعرف عليه عبر ''الشات'' في مواقع الانترنيتوكان اللقاء بالمكان المسمى ''أكساري'' الواقع بإسطنبول وأقام هناك في فندق ''الخليل ''، واستغل تواجده للقيام بجولة سياحيةلمدة يومين وقام خلالها بضبط موعد مع حسين المرشد ''أي الشخص الذي يسهل تهريب الشباب عبر الغابة '' وهو مغربيالجنسية، مؤكدا أن تمرير ''الحراڤة'' نشاط رائج في تركيا. وفي اليوم الرابع، يقول بلال ''خرجت من الفندق في حدود الساعةالثانية ظهرا وتوجهت الى محطة القطار، كنت أفكر في مصيري داخل الغابة المحفوفة بالمخاطر نظرا للحكايات التي كنت أسمعهاعن تلك الغابة'' وكشف أنه دفع مبلغ 300 أورو للمرشد حسين رفقة 12 شابا آخرا من مختلف الجنسيات وركب الجميع القطارلمدة 7 ساعات إلى غاية الحدود اليونانية التركية. غابة ''إيديرنا '' والألغام وملاحقات الأكراد في اليوم الخامس، يعترف بلال بشيىء من الألم وهو يسترجع تفاصيل المأساة، أنه انتابه شعور غريب أشبه بالغربة والحنين إلىالعائلة والوطن كانت الساعة تشير إلى العاشرة ليلا، كان هناك 13 شابا مع المرشد عندما توغلوا في الغابة سيرا على الأقدام عبر الجسر فوقوادي، وكانت تلك الليلة ممطرة، ويضيف ''توقفنا ثلاث مرات الأولى لتناول الطعام والثانية لرصد تحرك الأكراد كونهم منقطاع الطرق الذين ينشطون داخل الغابة، أما المرة الثالثة التي توقفوا فيها فكانت في حدود الساعة الثالثة صباحا لرصد تحركاتقوات الأمن اليونانية التي تلاحق ''الحراڤة'' وأكد بلال أن المكان كان ملغما وتنقل مع رفقائه بحذر وتمكنوا من الخروج من الغابةفي حدود الساعة السابعة صباحا ودخلوا بلدة ''أورسياد'' اليونانية وكان المرشد يرافقهم. بلال أخيرا في بلدة ''أورسياد'' اليونانية عند الوصول إلى نهاية الغابة ظهرت بلدة ''أورسياد ''اليونانية، وهنا شعر بلال حسب روايته بارتياح ''بقينا عند مخرج الغابةمختبئين وسط الأحراش للتخطيط للتنقل إلى ''أثينا'' ''وتفرق الجميع وظل هو مع صديق جزائري الجنسية يدعى ''أمين''، يرتقبوصول القطار الذي سينقلهما نحو منطقة ''ألكسندرو بولي''. وفي حدود الساعة السابعة والنصف صباحا، يقول بلال ''لاحظتشابا يترصدنا ويلاحقنا، غيرنا المكان وبعد حوالي نصف ساعة تمت محاصرتنا من طرف رجال الأمن اليوناني'' ويعترفبلال أنه حاول الفرار لمسافة 25 مترا قبل أن يهدده أحد عناصر الأمن باطلاق النار عليه، ليتم اقتياده نحو المركز وخضعللاستجواب'' قلت لهم فلسطيني الجنسية وجئت من تركيا للبحث عن لقمت العيش ''وظل محتجزا لمدة خمسة أيام مع ''حراقة'' آخرين من جنسيات مختلفة مغاربة وتونسيون وجورجيون، حيث كنا نتحدث عن مشاكل الحياة وطريقة إلقاء القبض علينا وتارةأخرى نثير مواضيع سياسية واجتماعية. هجوم الأكراد وفرار الجيش التركي بعد أيام من السجن، تم ترحيل ''الحراڤة'' على متن زورق من اليونان ليتم إنزالهم في الواد المحاذي للغابة ليتحولوا إلى ''حراڤة '' مزدوجين من تركيا إلى اليونان و من اليونان إلى تركيا بعد طردهم باتجاه تركيا وتنقلوا مشيا على الأقدام لساعات ليلا قبل أنيصطدموا بالأكراد ''فررنا في اتجاهات مختلفة وأنا تبعت المرشد الذي توغل وسط الأحراش والأشواك''وبعد حوالي ساعتين من ذلك، تدخلت قوات الجيش التركي ونصبت كمينا ''للحراڤة'' داخل الغابة على الحدود التركية ''اختبأناوسط الأحراش، فقال لنا المرشد ''يجب أن تفروا عند اقتراب الجيش منكم بأمتار باتجاهات مختلفة'' ويواصل بلال بشىء منالضحك ''كدت ألفظ أنفاسي خاصة بعد سماعي كلمة ''غال'' أي توقف بالتركية لمدة ساعة من الزمن ولم أتوقف عن الركض،ونجوت من قبضتهم وخرجت من الغابة واختبأت مع الناجين داخل بيت كان عبارة عن ورشة بمنطقة أيديرنا ننتظر وصولالقطار نحو إسطنبول''ويواصل بلال سرد قصته ''وصلنا إلى محطة القطار في حدود الساعة الخامسة صباحا بإيديرنا بعد اختبائنا بالمسكن ننتظروصول القطار في حدود السابعة والنصف صباحا المتوجه نحو إسطنبول وفي حدود الساعة السابعة، قرر المرشد أن يأخذ معهشابين لاقتناء تذاكر السفر حيث ذهب معه جزائري ومغربي تم رصدهما من طرف عناصر الأمن التي ألقت القبض على الشابالجزائري وفر المرشد والمغربي نحو الورشة، قال لنا المرشد يجب أن نذهب جميعا لركوب القطار والمغامرة بدون تذاكر وكانذلك''. ركب ''الحراڤة'' القطار، وبعد انطلاقته بحوالي ساعة جاء القابض فقال له المرشد أن نقطة بيع التذاكر كانت مغلقة ''فتركناوذهب فحمدت الله كثيرا على نجاتنا مرة أخرى من قبضة الأمن التركي وفي الفندق استرجعت جواز سفري بعد محاولة فاشلةللوصول إلى الحلم الضائع بقيت حوالي خمسة أيام أخرى سياحة في تركيا ثم عدت أدراجي نحو مسقط رأسي دلس وأنا أعملحاليا في التجارة''.