لم يكن يتوقع الروائي "ياسين كامل" أن العمل السينمائي الذي قدمه المخرج "أحمد مدحت" تحت عنوان "العالمي" سيكون نذير شؤم على المنتخب المصري رغم تكهنه بنتيجة المباراة وحسمه في فوز الفريق المصري وكذا تأهله للمونديال عبر إهدائه لهدفين وهميين مقابل تصدقه على هدف واحد للجزائر، إلا أن المباراة الوهمية خدمت الواقع الجزائري كونها تؤهله للمونديال في ستاد القاهرة بعيدا عن تكهنات صناع الفيلم. بعد أن تلاشت قيمة الفيلم لدى تحصل المنتخب الجزائري على 7 نقاط مقابل نقطة واحدة للمنتخب المصري، الأمر الذي جعل قصة العمل السينمائي وهمية مصنوعة من نسج خيال المؤلف، الأمر الذي أدى إلى ابتعاد الجمهور عن دور العرض ليعيدوا إحياءه بعد أن تداركوا ما فاتهم من نقص في النقاط بفوزهم في مباريتين خارج الديار ليزرع فيهم أمل الفوز من جديد أمام "محاربي الصحراء" وتأهلهم للمونديال. وتدور قصة فيلم "العالمي" حول المونديال وحلم كل مصري في قهر الجزائر والوصول إلى كأس العالم على حسابها، حيث يسلط من خلالها المخرج المصري "أحمد مدحت" الضوء على المنافسة القائمة بين الفريقين المصري والجزائري اللذين سيتواجهان لحسم النتيجة ووضع نقطة النهاية للصراع الرياضي القائم بين الشعبين الشقيقين، عبر رسمه لصورة من نسج خيال المؤلف "ياسين كامل"، الذي قدم للفراعنة فرحة الفوز بالمباراة ضد الجزائر على الأراضي المصرية وتأهلهم لكأس العالم، وهو الجانب الإيجابي والمفرح للفريق والجمهور المصريين، وإن كانت صورة مزيفة أصحابها من صنع الخيال، كون الواقع الآن يظهر عكس ذلك لأن النتيجة التي زينت صورة الفراعنة في الفيلم تخدم "محاربي الصحراء" خارج العمل وتجعلهم يدخلون العالمية من بابها الواسع بتأهلهم لمونديال 2010 في حال ما إذا كانت النتيجة (2-1). الفيلم يحكي قصة لاعب مصري مبتدىء جسد بطولته "يوسف الشريف" الذي انتقل لفريق "أسكو" في الدرجة الثانية ليتطور أداؤه وتتصارع عليه فرق الدوري الممتاز، ولكنه يختار الانتقال للنادي الأهلي الذي يصبح هدافه الأول ويقوده لإحراز بطولة دوري أبطال إفريقيا، ومن ثم ينتقل للعب في المنتخب المصري ونادي فالنسيا الإسباني، وللإشارة فإن اللاعب العربي الوحيد الذي انضم إلى فريق في الدوري الاسباني آنفا وعلى أرض الواقع هو اللاعب الدولي الجزائري موسى صايب. "فيلم العالمي حكاية المصري في منام" مبروك عليكم الفوز ومبروك علينا التأهل بعد نتيجة مباراة الفيلم، فكرته لعنة المصريين وسبب نكدهم رغم المنافسة الشديدة بين شركات الإنتاج والمخرجين في إصدار أعمال ترقى إلى المستوى والقبول من قبل الجمهور لتحقق أكبر إيرادات في سوق السينما المصرية والعربية، وأمام وجود أفلام لكبار النجوم أمثال عادل إمام والسقا وحلمي ومنى زكي وهاني سلامة وغيرهم، إلا أن صنّاع فيلم "العالمي" الذي لا يصنف أبطاله من نجوم الشباك أصرّوا على أن يدخل هذا الفيلم تلك المطحنة، معتبرينها فرصة ذهبية لا تعوض كون العمل يتناسب مع الواقع الذي يعيشه كل من الجمهور الجزائري والمصري، فالفريقان دخلا في صراع يوميي، على أمل الفوز وضمان تأشيرة التأهل لجنوب إفريقيا 2010، الأمر الذي حفز المخرج والشركة المنتجة "فيلم كلينيك وروتانا ستوديوز"، على عرض العمل في هذه الفترة بالذات، إلا أن هذا الفيلم أضحى اليوم لعنة المصريين التي تنغص حياتهم بفعل النتيجة في الواقع والتي تضمن التأهل للجزائر، ليفقد الفيلم للمخرج الشاب "أحمد مدحت" استحسان الشارع المصري، كون النتيجة التي قدمها في الفيلم والتي تضمن التأهل للفريق الجزائري في أرض الواقع رغم فوز نظيره المصري بفارق هدف واحد عبر تسجيل هدفين في مرمى محاربي الصحراء، الأمر الذي أدى إلى إلغاء العمل السينمائي الحديث الولادة. والمثير للجدل في العمل المقدم من قبل مخرجه "أحمد مدحت" هو الإساءة للجزائريين الذين وضعهم في مدرجات ستاد القاهرة وهم حاملين العالم الجزائر بصورة مزيفة ومشوهة للعلم الجزائري عبر التغيير في تفاصيله، الأمر الذي جعل الشارع الجزائري يهتز غضبا على إثر هذه الصورة المسيئة لرمز من رموز الهوية الجزائرية، إلا أن العمل لم يخدم الشارع المصري رغم جهود صناعه كون الحقيقة تعكس تفاصيل الفيلم لأن نتيجة الفوز بتلك النتيجة تؤهل الجزائر للمونديال خارج مساحة الفيلم.