“النهار” تروي القصة الكاملة لمأساة باخرة «يونس 2» لا تزال عائلات سبعة بحارة من بينهم اثنان من مدينة القل غربي ولاية سكيكدة، تنتظر، مند خمس أيام، الكشف عن مصير أبنائها الذين انقطعت أخبارهم، منذ عصر الجمعة الماضي، في ظروف لا تزال مجهولة، وهذا بعدما انطلقوا عائدين من رحلة إصلاح ومراقبة سفينتهم «يونس 2» المختصة في صيد «التونة». واستنادا إلى مصادر «النهار»، فإن سفينة «يونس2» كان على متنها سبعة بحارة وانطلقت، قبل أيام، إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية ومعها سفينة «يونس 1»، حيث خضعتا إلى عملية إصلاح وترميم ومراقبة داخلية، وكان مبرمجا أن تنطلقا معا من الجزيرة الإيطالية، يوم الإثنين الماضي، غير أن أمورا تقنية عطلت الانطلاق وأخرته إلى الجمعة، حيث انطلقت «يونس 1» وبعد ساعات قليلة انطلقت «يونس 2»، وظلتا على اتصال في عرض البحر، قبل أن تنقطع الاتصالات بينهما حسب مصادر «النهار»، بعد حوالي ساعتين من الإبحار من الجزيرة الإيطالية وعلى متنها البحارة السبعة، من بينهم الميكانيكي «مشري جمال» 48 سنة وهو من مدينة القل، و«العايب ياسين» 35 سنة من قرية بن زويت ببلدية كركرة. وعلى الفور سارع قائد سفينة «يونس 1» إلى إخطار المصالح المختصة بخبر انقطاع الاتصالات بينه وبين قائد سفينة «يونس 2» عبد اللطيف بن سلامة، 53 سنة، والذي يملك خبرة في السواحل تزيد عن 30 سنة، وهذا بالرغم من المحاولات العديدة بشتى الطرق، وعلى الفور تم اتخاذ كل التدابير العاجلة من قبل قيادة خفر السواحل الإيطالية والتونسية بمشاركة مروحية جزائرية، سارعت إلى تمشيط سواحل الحدود الشرقية الجزائرية والتونسية، بينما سخرت السلطات الإيطالية كل الإمكانيات المادية والبشرية ومروحيات قصد الكشف عن مصير السفينة المفقودة في ظروف لا تزال غامضة. عائلة «مشري» تطالب السلطات بالكشف عن مصير ابنها أكدت عائلة البحار «مشري جمال» 48 سنة الذي يعمل ميكانيكيا في سفينة «يونس2 «، والتي تقطن بحي رامول عبد العزيز بالقل غربي ولاية سكيكدة، أثناء استقبالها ل«النهار» ببيتها العائلي بقلب محروق على اختفاء أبنها المتزوج وأب لطفلين، بأنها تنتظر أخبارا من السلطات التي ترفض الرد على اتصالاتها، بالرغم من إلحاحها قصد إطفاء نار الحرقة خوفا على مصير ابنها وباقي البحارة، حيث قالت زوجته إن زوجها اتصل بها يوم الجمعة وأكد بأن السفينة انطلقت من الجزيرة الإيطالية، وأن وصولهم إلى ميناء عنابة سيكون بعد 12 ساعة من الإبحار من دون انقطاع، على أن يكون مع زوجته وأفراد عائلته في اليوم الموالي، قبل أن تنقطع الأخبار والاتصالات في المساء، حيث تخشى عائلة «مشري» أن يكون مكروه قد أصاب ابنها، وهو نفس حال عائلة «العايب» بقرية بن زويت في كركرة، التي تنتظر بشغف معرفة مصير ابنها البحار الذي لا يزال غامضا، في الوقت الذي أجمعت العائلتان على ضرورة تدخل السلطات الجزائرية سريعا لمعرفة مصير طاقم السفينة الذي اختفى لأسباب مجهولة.