قامت أجهزة الأمن بتشديد الإجراءات الأمنية ورفع درجة التأهب، تحسبا لفترة ما بعد المباراة وخروج المناصرين إلى الشوارع. وعلم أن هناك "استنفار أمني شديد" في ولايات الوطن خاصة في العاصمة وضواحيها. وانتشر أفراد الشرطة بكثافة في المواقع الحساسة ومحيط المؤسسات العمومية، حيث شوهدت دوريات تابعة للشرطة القضائية قرب هذه المواقع، كما سجل انتشار أفراد الشرطة بالزي المدني في الأماكن التي كان يتجمع بها المناصرون لمتابعة المباراة في جماعات وتم فرض حصار أمني مشدد على مقرات تجميع الرعايا المصريين. وجندت قيادة الدرك الوطني مجموعات التدخل والاحتياط للتدخل في أي طارىء. كما سجلنا اعتماد مخطط أمني غير ظاهري ومرن، وأوضح مسؤول في الشرطة، أنه تم تفعيل المراقبة الإلكترونية من خلال تجنيد العديد من أجهزة الكاميرا لرصد التحركات المشبوهة. وقال إنه تم توجيه تعليمات لجميع الوحدات العاملة في الميدان للتحلي باليقظة ساعة إجراء المباراة، على خلفية أنها الفترة التي يتم استغلالها من طرف إرهابيين للتسلل أو تنفيذ اعتداء إرهابي وكذلك لصوص يستغلون انشغال مصالح الأمن لتنفيذ عمليات سطو وسرقة. وسجل خفض عدد الحواجز الأمنية ونقاط التفتيش مقارنة بمناسبات سابقة، واستفسرت "النهار" لدى أحد مسؤولي الأمن عن نتائج هذه الإجراءات التي قد يستغلها الإرهابيون للتسلل إلى العاصمة خاصة، لكنه أوضح أنه تم "تجنيد العديد من الدوريات وكذلك مروحية تنسق مع قاعة العمليات والوحدات العاملة في الميدان للتدخل في أي طارىء". وشدد على أن رفع بعض الحواجز الأمنية الثابثة "خضع للدراسة ويهدف إلى تسهيل حركة المرور بعد خروج مواكب المناصرين". وأشار مسؤول في قيادة الدرك الوطني، أنه تم تجنيد جميع الوحدات وتفعيل سرايا أمن الطرقات وفصائل الأمن والتدخل ومجموعات التدخل والاحتياط والشرطة القضائية، واعتبر أن "المخطط وقائي" يهدف إلى التخفيف من الأضرار و ليس ردعيا. كما شدد على أن المخطط الأمني الذي تم اعتماده "مزدوج" يهدف إلى مكافحة أعمال الشغب والتخريب وتنظيم حركة المرور وأيضا مكافحة الجريمة بأشكالها، وقال مسؤول الدرك أن "الشبكات الإجرامية تسعى للتحرك وقت المباراة ووسط المناصرين، خاصة المهربين". وتم في هذا السياق، توجيه تعليمات إلى وحدات حرس الحدود خاصة بالجهة الجنوبية الغربية ببشار لتكثيف الكمائن والدوريات لإحباط محاولات تهريب خاصة المخدرات. كما تم تعزيز الحواجز الأمنية والدوريات بالكلاب البوليسية المدربة على مكافحة تهريب المخدرات والسلاح. ومقابل التعزيزات الأمنية، تلقت مختلف وحدات الأمن تعليمات لعدم استخدام القوة والعنف مع المناصرين "ومواجهة الوضع بحكمة". من جهة أخرى، جند العديد من أصحاب المحلات التجارية الواقعة قرب المحلات التجارية المصرية. وفي العديد من الأحياء، أعوان حراسة لإحباط أعمال شغب وتخريب وأيضا استغلال الوضع للسطو والسرقة، وعُلم أنه تم تجنيد حراس بمحلات الحميز شرق العاصمة وكذلك بالمنظر الجميل بالقبة.