أعلنت مختلف مصالح الأمن منذ يومين، حالة استنفار أمني قصوى، وتم رفع درجة الحذر إلى الأقصى، وتلقى أفراد الأمن من شرطة ودرك، تعليمات صارمة للتحلي باليقظة، وتكثيف عمليات تفتيش المركبات والأشخاص، مع رفع عدد الدوريات المتنقلة وتفعيل العمل الإستعلاماتي. وتمكنا أمس خلال جولة ميدانية؛ من معاينة تشديد الإجراءات الأمنية، حيث تم رفع عدد نقاط المراقبة والتفتيش والحواجز الأمنية الثابثة، خاصة بمنافذ العاصمة من الجهة الشرقية ببومرداس، وسجلت نفس التعزيزات بالجهة الغربية بتيبازة، مع تكثيف عدد الحواجز التابعة لأفراد الجيش، حيث اعتمدت قيادة الجيش على الحواجز المتنقلة، لعدم رصد تحركات أفرادها، وكانت هذه الاستراتيجية فعّالة في عمليات مكافحة الإرهاب. وسجل نصب حواجز عسكرية بمحيط معاقل الإرهاب، موازاة مع مواصلة عملية التمشيط وتوغل أفراد الجيش، مدعمين بفرق القوات الخاصة وفصائل الأمن والتدخل، و ذلك لإحباط أية محاولة فرار لإرهابيين محاصرين. إلى ذلك؛ تم رفع عدد الحواجز الأمنية التابعة لمصالح الدرك والشرطة، مع تعزيزها بأجهزة الكشف عن المتفجرات، وأيضا بالفرق السينوتقنية ( الكلاب المدربة على تحديد السلاح والمتفجرات) خاصة ببومرداس ومداخل العاصمة، كما امتد التفتيش الجسدي إلى ركاب الحافلات والمركبات، وسجلنا أمس إجراءات ''استثنائية''، في تفتيش العديد من المشتبه فيهم في عدة أحياء بالعاصمة من طرف أفراد شرطة، حيث تم تحويل العديد منهم على مراكز الأمن، لتحديد هوياتهم، مقابل تكثيف الدوريات المتنقلة. وعلمت ''النهار''؛ أنه تم تجنيد العديد من أفراد الأمن بالزي المدني، في الأماكن العمومية، كما تم تعزيز الحراسة في محيط العديد من المنشآت الحساسة بالعاصمة، التي يحتمل أن تكون مستهدفة من طرف الجماعات الإرهابية، كما تم وضع حواجز أمنية مدعمة بكواشف عن المتفجرات بمقربة منها، وعرفت مقرات الأمن تعزيزات أمنية إضافية. وعلق مسؤول أمني بالعاصمة؛ على هذه الإجراءات بأنها:'' تدابير أمنية وقائية، وتندرج في إطار المهام التقليدية لمصالح الأمن ''، لكن مصادر مؤكدة أفادت ''النهار''؛ أن مصالح الأمن تلقت تعليمة لتطويق العاصمة وغلق منافذها وتكثيف المراقبة والتفتيش، تحسبا لاعتداءات إرهابية محتملة، قد يخطط لها التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تحت إمرة عبد المالك درودكال ( أبو مصعب عبد الودود) للتشويش على احتفالات الفاتح نوفمبر. وأكدت ذات المصادر؛ أن مصالح الأمن تكون تتوفر على معلومات عن تخطيط التنظيم الإرهابي، لتنفيذ اعتداءات إرهابية بالعاصمة أو ضواحيها تحقق صدى إعلاميا، خاصة وأنه سبق لمصالح الأمن، أن أحبطت اعتداءات إرهابية منها انتحارية، كان يخطط لها التنظيم الإرهابي خلال احتفالات 5 جويلية من العام الجاري، حيث تمكنت مصالح الأمن من إحباط مخطط إرهابي، بناء على معلومات أدلى بها إرهابي سلم نفسه ببومرداس، و أفاد المحققين؛ أن حذيفة أبو يونس العاصمي أو ''حذيفة الجند''، أمير المنطقة الثانية ( منطقة الوسط)، كان قد خطط لتنفيذ اعتداء انتحاري بضواحي العاصمة، في ذكرى عيدي الاستقلال والشباب، واختفى عن الأنظار مؤخرا بعد فشله الذريع، وتراجع نشاطه. ولايستبعد سعي الأمير الإرهابي مجددا للتشويش على الإحتفالات، خاصة في ظل الظروف التي يعيشها التنظيم داخليا وخارجيا، خاصة بعد حل اللجنة الإعلامية التي أبرزت الخلاف بين درودكال وأمير اللجنة الإعلامية محمد أبو صلاح، إضافة إلى موجة التوبة والعمليات العسكرية النوعية، التي أسفرت عن القضاء على أبرز وأقدم قياديي التنظيم الإرهابي. وتحاول قيادة درودكال استغلال أية فرصة، لضمان عودتها إلى واجهة الأحداث، وتنفيذ اعتداء بضواحي العاصمة لتحقيق الصدى الإعلامي، بهدف رفع معنويات أتباعها ووقف نزيف التوبة وتفعيل خلايا التجنيد.