لم يكتف المصريون بإهانة شهداء نوفمبر والتطاول على تاريخ الجزائر وإهانة رموز الدولة، على رأسهم رئيس الجمهورية، ووصف المناصرين ب"الإرهابيين"، حيث قاموا خلال أعمال شغب أمام مقر السفارة الجزائرية ليلة الخميس بمصر، بحرق العلم الوطني، بل تجرؤوا على الدوس عليه وتشويهه وتحريفه، من خلال كتابة عبارات مسيئة بعد تمزيقه في أكبر عملية استفزاز لمشاعر الجزائريين دون استثناء، وذلك ردا على "إهانة " مناصرين جزائريين لراقصات مصريات، تنقلن إلى الخرطوم لمناصرة الفريق المصري. تظهر صور متوفرة لدى ''النهار'' نشرتها أمس وكالات عالمية وصحف مصرية، مصريين وهم يحرقون العلم الوطني أمام مقر السفارة الجزائرية في مصر، وقاموا بتشويهه وتحريفه والدوس عليه بأرجلهم، وذلك على مرأى الحكومة المصرية و تجاهلت وزارة الداخلية المصرية الجريمة، وشددت على أن رد فعل هؤلاء ''شرعي''، وأن ما قام به المناصرون الجزائريون '' عمل إجرامي ''. وجاء تحرك المصريين اللاأخلاقي واللامقبول ''للدفاع عن شرف الراقصات ''، بعد أن نقل مناصرون جزائريين أن أغلب مشجعي المنتخب المصري الذين تنقلوا إلى السودان هم من الوسط الفني، وذهبت شهادات العائدين من الخرطوم في هذا الإتجاه، عندما تحدثوا عن ''اعتداءات'' على راقصات وفنانات أججت المناصرين المصريين (...). أقدم مصريون ليلة الخميس إلى الجمعة في سابقة خطيرة، على حرق العلم الوطني بعد محاصرة مقر السفارة الجزائرية بمصر، وإطلاق شعارات عنصرية ومتطرفة، وطالبوا السلطات المصرية بطرد السفير الجزائري عبد القادر حجار، الذي تعرض إلى وابل من الشتائم والإهانات، ووصفوه بأنه ''عميل'' لبلاده ومتآمر ضد الجزائر. ونقلت مراجع إعلامية مصرية أمس؛ أن حوالي'' 1500 مصري قاموا في وقت متأخر من مساء الخميس، بالتجمع أمام مقر السفارة الجزائرية بحي الزمالك بالقاهرة ''، و تصدر الخبر موقع ''أخبارك''، مرفوقا بصور استفزازية عن حرق العلم الجزائري لمرتين متتاليتين. وأرجعت المراجع الإعلامية هذه السلوكات العنيفة، إلى '' الاعتراض على أحداث العنف التي تعرض لها مشجعون مصريون من طرف مناصرين جزائريين، بعد فوز المنتخب الجزائري ''، كما أشار نفس المصدر؛ إلى تظاهر 500 شخص بميدان ''طلعت حرب '' بوسط القاهرة، للمطالبة بطرد الجالية الجزائرية من مصر. وهتف المتظاهرون ضد الجزائر، وطالبوا بطرد سفيرها وقطع العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر، وإجلاء الرعايا المصريين من الجزائر. وأحرق المتظاهرون المصريون علم الجزائر مرتين أمام السفارة الجزائريةبالقاهرة حسب صحيفة ''أخبار اليوم''، تحت شعارات أبرزها: ''واحد اثنين الحق المصري فين'' وشهدت الشوارع المحيطة بالسفارة تجمعات من المواطنين الغاضبين. وتجمعت أكثر من 500 سيارة بالقرب من مبنى السفارة الجزائرية، حسبما أوردته الصحف المصرية الصادرة أمس، كما أشعلوا الحرائق بالقرب من مبنى السفارة، ووصف موقع إخباري مصري سلوك المصريين ب'' المتحضر والملتزم ''، ونقل عن مصدر أمني قوله:'' إن عددا من المواطنين قاموا برشق مقر السفارة الجزائرية بالحجارة والزجاجات.'' تكالب على حرق العلم الوطني وقال شهود عيان أمس الجمعة لمراسل وكالة ''رويتز''، أن متظاهرين حاولوا خلال الساعات الأولى من صباح أمس، الوصول إلى مقر السفارة الجزائرية في القاهرة ''قاصدين تحطيمها فيما يبدو''، وقدر شاهد عدد المتظاهرين بنحو 2500 شخص. وأضاف أن قوات مكافحة الشغب، أغلقت جميع الشوارع المؤدية إلى مبنى السفارة لمنع المتظاهرين من الوصول إليها، وأضاف أن ''متظاهرين رشقوا قوات مكافحة الشغب بالحجارة، محاولين اختراق صفوفها والوصول إلى مبنى السفارة''. وتابع المصدر القول:'' أن المتظاهرين الذين يحملون علم مصر، كانوا يرددون شعارات مناوئة للجزائر، ويشعلون النار في الغاز المنطلق من أنابيب صغيرة، تستخدم في مكافحة الحشرات. '' ولم تستنكر وزارة الداخلية المصرية حرق العلم الجزائري والاعتداء على السفارة الجزائرية بمصر، واعتبرت ضمنيا أن ما قام به المتظاهرون رد فعل ''شرعي'' على اعتداءات المناصرين الجزائريين، ووصفته ''بالعمل الإجرامي''، بالقول أن ''وزارة الداخلية التزمت بموقف مؤسسات الدولة، وتقديرا لمشاعر جموع المصريين، إزاء ما تعرض له مشجعو الفريق المصري من أعمال إجرامية وغير متحضرة من مشجعي الفريق الجزائري''، قبل أن تتدارك وتضيف:'' أنه في ذات الوقت لا يمكنها التغافل عن انتهاك القانون، أو عن التزامها بحماية المصالح الخاصة والعامة، وهي على ثقة من استجابة المواطنين للالتزام بالسلوك الحضاري في التعبير عن مشاعرهم، انطلاقا من الموقف المتحضر لجموع المصريين، وعلى ثقة من وعي المواطنين بألا يتركوا المجال لكل من قد يبادر باستثمار الموقف لإثارة أعمال شغب أو تحقيق أهداف خاصة، حيث ستكون الشرطة مضطرة إزاء أي تجاوز آخر، على اتخاذ ما تراه ضروريا في هذا الصدد لتنفيذ القانون''. وتجاهل البيان قضية حرق العلم الجزائري، كما لم يتم الإعلان عن اعتقالات، وتطرح هذه الاعتداءات تساؤلات حول فعالية المخطط الأمني، الذي اعتمدته السلطات الأمنية المصرية لتأمين مقر السفارة، بعد أن كانت محل تهديدات سابقة باقتحامها، خاصة وأن الصور المتوفرة تشير إلى أن المتظاهرين وصلوا إلى مقر السفارة، في غياب أي حزام أمني أو حواجز أمنية بشرية أو حديدية. وتعد هذه الحادثة الثانية، حيث سبق لمناصرين مصريين أن أحرقوا العلم الجزائري، و تم تصوير الجريمة وبثها في مواقع ''اليوتوب''، وتمادوا في حربهم القذرة، عندما قاموا بالتشكيك في عدد شهداء ثورة التحرير دون ردعهم.