دعا أول أمس الدكتور يوسف القرضاوي الشعبين الجزائري والمصري إلى إخماد الفتنة التي اندلعت بسبب المباريات التي جمعت بين فريقيهما لكرة القدم خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم، والتي استطاع فيها الخضر الفوز بتأشيرة جنوب إفريقيا، مبينا في الوقت ذاته أن الدعوة التي وجهها لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة دون الرئيس مبارك قبل مباراة أم درمان، لاعتبارات منها أن الرئيس الجزائري صاحب مبادرات وتربطه علاقة قريبة به، ومضيفا أنه يؤيد ما قاله عبد العزيز بلخادم. وقال القرضاوي خلال برنامج ''الشريعة والحياة'' التي تبثه قناة الجزيرة القطرية ''يؤسفنا أشد الأسف ما جرى بين البلدين من تعصب بعد المباراة، وهو من الجاهلية''، داعيا إلى إنشاء أهداف كبرى في جميع الدول الإسلامية. وذكر القرضاوي أنه كان قد أصدر بيانا عقب مباراة الجزائر ومصر في القاهرة تدعو إلى التهدئة والتعقل ونبذ التعصب، إلا أن بعض وسائل الإعلام امتنعت عن نشر ذلك البيان، وأعابت عليه توجيه الدعوة إلى الرئيس بوتفليقة وعدم توجيهها إلى مبارك أيضا، ووصفته بالمنحاز إلى بلده الأصلي، مبينا أنه لم يكن يوما مع التعصب. وأضاف القرضاوي أنه خاطب الرئيس الجزائري كون أن هذا الأخير هو رجل المبادرات، بالنظر إلى ما قام به في بلاده لوأد الأزمات التي ألمت بالبلاد خلال التسعينات، مشيرا أيضا أن دعوته أتت بناء على قربه من بوتفليقة الذي نقله إلى المستشفى العسكري بعين النعجة لتلقي العلاج عندما كان مريضا، وأرجعه إلى دياره من خلال وضع طائرة خاصة تحت تصرفه. وأشاد القرضاوي بخطاب وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم الذي دعا فيه إلى التعقل وسد باب الفتنة والنار بين الشعبين الشقيقين، داعيا في الوقت ذاته العقلاء والحكماء في البلدين إلى التدخل ووضع حد لخطاب الشحن والتعصب التي تصدر من الجانبين خاصة وأن التاريخ المشترك للبلدين أكبر من حادثة كرة قدم، وملقيا مسؤولية كل الذي حدث على وسائل الإعلام التي قامت بتأجيج الوضع. ورغم إجازته لأي طرف أن يناصر منتخبه الوطني، إلا أنه حذر من المبالغة والتعصب، وتوسيع القضية إلى جوانب خارجة عن نطاق الرياضة، مبينا أن هذا التعصب لا علاقة له بالإسلام الذي حرم ذلك، ونبذ التعصب وربطه بطباع الجاهلية. كما أعاب القرضاوي على كل متفاخر بحسبه وماضيه، مشيرا أن الناس يفتخرون بما قدموه من أعمال صالحة، وليس بما قدمه آباؤهم.