في الوقت الذي تصدر فيه بريطانيا - الأم الكبرى لإسرائيل قرارا بتوقيف وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني، لمحاكمتها بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وفي الوقت الذي كثر فيه الحديث عن جدار العار- الذي ستشيده مصر لتجويع ومحاصرة الفلسطينيين في قطاع غزة، خرجت المملكة المغربية -أول أمس- بخرجة غريبة وفريدة من نوعها تعد سابقة في العالم العربي، حيث كشفت مصادر إعلامية عبرية النقاب عن قيام صحيفة معاريف ''الإسرائيلية''، بتعيين مراسل صحفي لها في المغرب بصفة دائمة لتكون المرة الأولى التي تتمكن فيها وسائل إعلام صهيونية، من تعيين مراسل صحفي في العالم العربي. وذكر موقع أيس العبري؛ المتخصص في شؤون الصحافة والإعلام، أن إدارة صحيفة معاريف، قررت تعيين نوعام شمعون نير وهو ''إسرائيلي'' الجنسية يعيش في المغرب منذ نحو عشر سنوات مراسلاً لها هناك، بدعوى تغطية كل ما يتعلق بالطائفة اليهودية هناك؛ إلى جانب إرسال تقارير صحفية تتعلق بالأحداث الثقافية والسياحية في المغرب. وأوضح الموقع أن نوعام شمعون ينتظر الآن الحصول على موافقة الجهات المعنية في المغرب، لبدء مهام نشاطه الصحفي، والذي تعهد بأداء واجبه الصحفي بمهنية رفيعة المستوى، كاشفاً عن مخاطبات جرت بين صحيفة معاريف ووزارة الإعلام المغربية في الآونة الأخيرة؛ من بينها خطاب بعث به رئيس تحرير الصحيفة إلى وزير الإعلام المغربي، للموافقة على تعيين شمعون مراسلاً للصحيفة في بلاده، وطلب منه مساعدته في القيام بمهمته الصحفية، ومنحه الأوراق اللازمة للقيام بهذا الأمر. جدير بالذكر؛ أن مراسل معاريف الجديد يعمل في الصحافة منذ التسعينات وسبق له العمل في العديد من الصحف المحلية في ''إسرائيل''، ويجيد التحدث بأربع لغات وهي العربية والعبرية والفرنسية والإنجليزية، ويقوم منذ فترة بإعداد تقارير خاصة عن المغرب، وله مدونة خاصة ينشر فيها كل ما يكتبه. وذكر موقع أيس؛ أنه حصل على معلومات مفادها أن شخصًا يدعى عوفر شطريت، يدير مكتبًا خاصًا للعلاقات العامة، يقف من وراء تعيين شمعون مراسلاً لمعاريف، وذلك بهدف العمل من خلاله على دفع حركة السياحة ''الإسرائيلية'' للمغرب، عبر نشر التقارير عنها في صحيفة معاريف. وأضاف أنه من ضمن المهام الرئيسية، التي سيتولى شمعون القيام بها في المغرب، العمل على دفع العلاقات التجارية والثقافية بين الرباط وتل أبيب.