لا تزال حرب الشوارع متواصلة بأحياء باب الوادي لليلة الرابعة على التوالي، لتتوسع ليلة أمس دائرة العنف إلى أحياء أخرى، فبعدما كانت تجمع المعاركة الدامية التي خلفت عشرات الجرحى الشباب من حي "الكاريار" وشباب من حي مناخ فرنسا، التابعان إلى بلدية وادي قريش، تدخل أمس شباب من حي المجموعتان "ڤروبتان" التابع لبلدية باب الوادي، لحماية حييهم من أي اعتداء، خاصة وأن الأحداث لم تهدأ منذ ثلاثة أيام. اشتبك عشرات الشباب من حي "المجموعتان"، مع شباب من حي مناخ فرنسا، الذين اختبؤوا بحي "المجموعتان"، بعد أن طاردتهم قوات الأمن من حي"تريولي" مكان الاشتباك، ورغم أن أحداث العنف بالمنطقة لا تزال تتواصل وبأكثر حدة، إلا أن مصالح الأمن لم تحرك ساكنا، واكتفت بتطويق المخربين خلال الأيام الأربع، وتركهم يتبارزون بالسيوف والخناجر وبكل حرية لساعات طويلة، ثم تقوم بتفريقهم، لكن حسب مصادر أمنية؛ فقد تلقت هذه الأخيرة أمس تعليمات تفيد باعتقال المخربين وذلك انطلاقا من اليوم. ولمعرفة السبب المباشر الذي كان وراء أحداث العنف تلك، تنقلت "النهار" أمس إلى حي "الكاريار"، أين أفاد السكان أن فتيل الفتنة هو تعرض المدعو "مطلوعة" إلى الاعتداء من طرف 5 شبان من حي مناخ فرنسا، والذي أدخل على إثرها العناية المركزة، لكن أكدوا أنه ليس هو السبب المباشر، بل هو ذريعة لإثارة المشاكل بالبلدية، حسب السكان الذين اعتبروا أن المحيط السكني الذي يعيشون فيه، دافعا كافيا لافتعال المشاكل والاشتباك مع شباب من أحياء أخرى بذات الدائرة الإدارية باب الوادي. وتجدر الإشارة هنا؛ أن حي "الكاريار" يجمع أكثر من 375 سكن قصديري لأكثر من 20 سنة، بالإضافة إلى عمارتان مهددتان بالانهيار تم ترحيل 285 عائلة مؤخرا. وحسب السكان؛ فإن الحصة السكنية التي منحتها الولاية لسكان البيوت القصديرية بحي "الكاريار"، والتي تبلغ 285 سكن لائق، تم منحها منذ شهر ونصف لسكان العمارات التي هي في وضعية ترميم منذ قرابة 5 سنوات، وأشار مصدرنا أن تلك العمارات تم ترميمها عدة مرات، لكن تعرضت للتخريب، وخوفا من حدوث مشكل واكتشاف الأمر، ارتأت الدائرة ترحيل سكان العمارات بدلا من سكان الحي القصديري "سوناطرو"، وتجدر الإشارة هنا أن العمارات المرحلة تحولت إلى مكان للمنحرفين والمجرمين، الأمر الذي حول المنطقة إلى بؤرة فساد، يتحكم بها عصابة تقوم بإثارة المشاكل بقلب العاصمة باب الوادي. وللتذكير؛ فقد شهدت دائرة باب الوادي أحداث عنف متتالية، كان شباب "الكاريار" طرفا فاعلا فيها، فحي "المجموعتان" اشتبك منذ ثلاثة أشهر مع شباب "الكاريار"، وقد خلف الحادث خسائر بشرية و مادية، كما شهد شارع طالب عبد الرحمان منذ قرابة الشهرين إلى اعتداء من طرف شباب من حي "الكاريار"، قاموا بحرق أكثر من 70 سيارة وجرح العشرات، لتشتعل نيران الفتنة من جديد بالدائرة نهاية الأسبوع الماضي، والتي لا تزال متواصلة لحد الساعة. وأخيرا تجدر الإشارة؛ أن المدعو "مطلوعة" صدر في حقه حكم غيابي من محكمة بينام، قاضي بعشر سنوات سجنا، وهذا لتورطه في أحداث العنف التي شهدها حي الطالب عبد الرحمان بباب الوادي. وقد تم توقيفه أول أمس، وهذا بعد تلقيه العلاج بمستشفى مايو، وسيتم عرضه على قاضي التحقيق لمحكمة بينام اليوم للتحقيق معه.