تعيش أحياء باب الوادي، بالعاصمة، في الفترة الأخيرة على وقع حرب عصابات أبطالها تجار ومدمنو مخدرات في حي ديار الكاف المشهور''بحي لكريار''، من جهة وحي ''مناخ فرنسا'' من جهة أخرى، وهما من أقدم الأحياء الشعبية التي شيدها الاستعمار الفرنسي وتعيش فيها آلاف العائلات، استفاد القليل منها من سكنات جديدة. الوضع في المنطقة بات جد متأزم والسكان يستيقظون يوميا على وقع مشادات بين أبناء الحي ممن يحترفون السرقة والمتاجرة بالمخدرات وتشكيل عصابات لتصفية الحسابات فيما بينهم. ورغم المداهمات اليومية لأجهزة الأمن وتوقيف العديد من المشتبه بهم، إلا أن المراقبين يؤكدون أن التحكم فيما بات يعرف ب''إرهاب الشوارع'' في الأحياء الشعبية للعاصمة، أصبح شبه مستحيل نظرا لعودة المجرمين لأفعالهم الإجرامية مباشرة بعد انتهاء قضاء مدة الحكم في السجون. الجديد في حرب العصابات التي تشهدها المنطقة هو مقتل شاب منذ أيام يقطن بحي مناخ فرنسا الشعبي على يد جماعة من أبناء حي ''كريار''، على خلفية معاكسته لفتاة تقطن بحيهم كلفته حياته. وقد قامت الأجهزة الأمنية بعد ذلك بتطويق كل من حي مناخ فرنسا التابع لبلدية وادي قريش وحي كريار'' ديار الكاف''، خوفا من وقوع مشادات بين أبناء المنطقة عقب وصول معلومات تتعلق بمحاولة شباب حي مناخ فرنسا الانتقام من الجناة المتواجدين في حالة فرار منذ ثلاثة أيام بعد مقتل الشاب. تفاصيل القصة وقعت قبل أيام عندما حاول شاب يقطن بحي مناخ فرنسا، معاكسة فتاة من حي''كريار جوبار''، وبعد مضايقاته اليومية لها، أبلغت الفتاة أحد رفقائها من أجل ردعه، حسب رواية أحد أبناء الحي ل ''البلاد''، وذلك عن طريق نسج خطة محكمة، حيث طلبت الجماعة من الفتاة استدراج الشاب إلى مكان محدد من قبل، والتقت الفتاة مع الشاب بضواحي حي مناخ فرنسا في ساعة مبكرة، عندها طوقت الجماعة المشكلة من ثلاثة أفراد الشاب وانهالت عليه بالضرب باستعمال سلاح الأبيض وقاموا بتمزيق جسده أمام مرأى ومسمع الفتاة التي لم تتوقع وصول المسألة إلى غاية القتل، الأمر الذي دفع بها إلى الارتماء عليه قصد ردعهم لكن الجماعة واصلت في طعن الشاب حتى أصابت الشابة بطعنة على مستوى الظهر، وهي الرواية المتداولة بين أوساط شبان الحي، بعدها فرت الجماعة تاركة الشاب والفتاة وسط بركة من الدماء، لكن الفتاة رغم الإصابة حاولت جر الشاب وسط الطريق من أجل لفت أنظار المارة، حيث تم نقلها إلى المستشفى في حين نقل الشاب المتوفى إلى مصلحة حفظ الجثث لتشريح جثته. وفتحت مصالح الأمن تحقيقا في القضية وكشفت الفتاة عن أسماء الجناة المتواجدين في حالة فرار. وخلال مراسيم تشييع جنازة الشاب، اضطرت مصالح الأمن إلى تطويق المنطقة بعد توعد أبناء مناخ فرنسا وهم عصابة معروفة بنشاطها في المنطقة، الانتقام من الجناة وشهدت الجنازة حضورا مكثفا لأسر وعائلات الأحياء المجاورة، مما أدى إلى تأجيج نزعة الانتقام. وأفادت تقارير أمنية أن هذه العصابات باتت تتحرك بدعوى الانتقام أو تصفية حسابات فيما بينها. وكانت المنطقة قد شهدت مؤخرا مشادات باستعمال السيوف والخناجر والعصي بين حيي كاريار وباب الواد على خلفية تعرض شاب من حي كاريار لاعتداء وتتحرك هذه العصابات كلما تم المساس بأحد أفرادها أو أفراد الحي الذي تنتمي إليه فيما أصبح يسميه سكان تلك الأحياء بمحاولة إقامة دولة خارج القانون.