بدأت حكايته منذ أيام البكالوريا، حيث كان يحلم بنيلها، ولم يكن يتوقع بأنه سيخفق في المرة الأولى، فأعاد السنة وكله أمل في أن يكون من المتفوقين بمعدل يمنحنه كل رغباته أو يأهله للحصول على منحة للخارج، ولم يتصور بأنه سيفشل مرة أخرى وأي فشل هذه المرة؟ حيث يقول كريم من ورڤلة صاحب الرابع والعشرين سنة ''... كدت أجن تلك الليلة عندما سمعت الخبر، فخرجت أبحث عن الحقيقة وصرت أمشي في الشوارع دون وعي ولا وجهة محددة أمشي وفقط، حتى سمعت آذان العشاء، ولما استفقت وجدت نفسي في صحراء خالية بالولاية، استغفرت الله وعدت إلى البيت، وأنا مثقل بالهموم، ومرضت بسبب المعدل 9,99 مما يعني أن عشر نقطة كان سيأهلني إلى الجامعة، تقبلت الواقع وأنا متأكد أن ظلما ما قد حدث، أعدت التجربة للمرة الثالثة والمعاناة الحقيقية بدأت ذلك العام، بعدما كنت شبه متفوق على زملائي لأنهم يجتازون الامتحان للمرة الأولى، كنت أساعدهم في الدراسة وأهون عليهم الصعاب وأقدم لهم الدروس وفي أحد الأيام، تقدمت منّي فتاة كلها أخلاق كانت تدرس معي وطلبت منّي أن أساعدها في مادة الرياضيات، فقبلت بكل سرور والتقيتها المرة الأولى ثم الثانية ثم الثالثة ... وكانت تقول أن طريقتي في التدريس جيدة وسهلة وأخلاقي عالية، فأحسست حينها أن لي شخصية ثانية مخبأة، فرحت أبحث عنها ...، وذات يوم التقينا كالعادة، ولكن هذه المرة كانت مختلفة نوعا ما، حينما نظرت جيدا إلى الفتاة وإلى عينيها، فكانت ملاكا حقيقيا، ومن كثرة التحديق جعلتها تتهرب منّي فندمت على ذلك التصرف الغريب، لم أجد طريقة أعبّر بها على حبّي لها إلا الكتابة، فأول رسالة كانت بقصيدة عبرت لها فيها عن إعجابي بها، فلم أتصور أنها فرحت بالرسالة ورحبت بي، وكانت كل يوم تنتظر منّي جملا أخرى حول جمالها، وسبب قبولها بي -كما قالت- هو أخلاقي وتصرفاتي العقلانية فتعلقت بها، ووضعنا عهدا على أن ننجح في الباكالوريا سويا، وهذا العهد زرعته في صدري، حتى أكرمني الله بالنجاح أخيرا ...، ولكن لم أكن أتصور النجاح من دونها، حيث سقطت هي مما جعلني لا أتذوق طعم النجاح، بعدما كنت أطمح له سابقا. مجرد علاقة بفتاة غيرت أفكاره وحولت أهدافه وأنقصت من عزيمته، بل أصبحت همه الأكبر بعد كل السعي والمثابرة من أجل الوصول إلى تلك المرحلة من الدراسة التي لم تعد تهمه أكثر من حبيبته. اشتقت إليها وبقيت أنتظر حتى اجتازت الامتحان ونجحت هي كذلك، وكانت فرحتي بها أكبر من فرحتي بنفسي فالتقيتها، و بما أنها كانت ملتزمة بدراستها الجامعية الجديدة، أحسست أني أزعجها، وأصبحت أتجنبها أحيانا كثيرة، لكي لا أكون سببا في فشلها، وبعد ذلك أصبحت تناديني بأخي كريم فأدركت ساعتها أنها تريد فراقي ولم أتحمل ذلك، وأصبحت علاقتنا مجرد سلام، سلام...كرهت كل شيء بسبب تصرفاتها ولم أعد أتحمل فراقها، فكتبت لها رسالة لأخبرها بأني أريد ترك الدراسة لكي لا تراني، بعد ذلك فاضطررت للإلتحاق بجامعة أخرى، واجتهدت ولم أخفق حتى يوم التخرج، وأنا الآن أدرس في السنة الأولى ماجستير، ولم أخبرها بذلك، ولم أرها منذ ذلك الحين، لكن مؤخرا تذكرتها عندما وجدت بعض الرسائل والأشعار التي كتبتها لأجلها، فشدني الحنين إليها وتذكرت كل الأحداث التي جرت بيننا، والهدايا التي وصلتني منها، وقررت أن أبحث عنها من جديد، وأن أعاود الاتصال بها فرفضت أن تكلمني، وأخبروني بأنها صارت مخطوبة فصدمت بذلك الخبر، إلى حد أني صعدت إلى الجبل، وناديتها وصرخت بكل قوتي أملا في أن تسمعني....لكن هيهات لا أمل بعد اليوم ولا صراخ ولا عشق، لقد مات كل شيء وأدركت أني ضيعتها وتركتها لشخص آخر لا تحبه وخطفها مني بسبب سحر جمالها... ااااااااااه على الزمن الضائع وعلى السنين الضائعة، منذ ذلك الحين؛ وأنا لا أكاد أعرف نفسي لا أكل ولا شرب ولا نوم، وتغير كل شيء بالنسبة لي، وأثر ذلك حتى على دراستي التي لم تعد تهمني، وحتى الحياة لم يعد لها طعم من دونها وأظن أني ضيعت حلم حياتي، وجزيل الشكر والعرفان لكم وأعانكم الله في مهمتكم النبيلة، وأرجوك أخي فيصل أن تساعدني على الخروج من هذه الأزمة ... لا تعجبو من حال كريم ضحك الزمن عليه وبكى وبقي يبحث عن حب قديم أبى أن ينسى أو يترك وأراد إحياء عظام رميم وحبا لم يكن مشتركا بينه وبين ملكة تقيم داخل رأسه لا في مملكته الرد : لقد أرجعت الكثير من الناس إلى أيام خلت بقصتك هذه، وأنا صراحة تأثرت بها، ليس لأنك على حق، وإنما لأننا نحن كذلك حرمنا من أشياء كثيرة في حياتنا، وعشنا مثل هذه التجارب الصعبة، لكنها والحمد لله سرعان ما مرت، فمنا من نساها ومنّا من يتذكرها من حين لآخر، ومنّا من يزال متشبثا بها ويبكي عليها، مع علمه بأنه لن يجد كل ما يريده في هذه الدنيا، وبأنه لا خير إلا فيما اختاره الله سبحانه وتعالى، ولهذا يجب على الطفل الذي حرم من شيء كان يحلم به، أن يبكي ويتأسف ويشعر بالحزن، لكن عندما يكبر ويصبح شابا لا يبقى يبحث دائما عن الأشياء نفسها؛ مثل الحلوى واللعب وغيرها ، وإنما يغير من متطلباته، وكذلك عندما يصبح شابا ويتطلب أشياء ويحبها ويحرم منها، لا يجب أن يبقى يبحث عنها حتى يصبح رجلا أو شيخا، وإنما يغير من متطلباته ورؤيته للأشياء، كذلك أنت يجب أن تعلم أن تلك الفتاة هي حلم من أحلام الصغر لم تحققه، فعليك أن تنساه وتنظر إلى متطلبات الوقت الحالي ولا تكن مثل ذلك الشيخ الذي يبكي على الحلوى التي حرم منها في الصغر، وإنما يجب عليك النهوض بنفسك والسعي لكسب ما تحتاجه الآن ...حتى لا تضيعه، وتبقى تبكي عليه فيما بعد، ولكل وقت متطلباته، ونحن لا ننال كل متطلباتنا في هذه الدنيا، وإلا ما الجدوى من الجنة إذا؟ لا تجعل من الأمور الدنيوية الزائلة حلمك الأكبر، لأن الإنسان ليس له في الأخير إلا ما كسب، وليس عليه إلا ما اكتسب، ولن يكون بخير ولا تطمئن نفسه، ولا يرجع إلى ربه راضيا ولا مرضيا، إلا إذا رضي بما أعطاه الله، وحاول أن يرضيه بما يعطيه، وأنت الآن في طور جد متقدم من الدراسة، وتكاد تحقق أحلامك الكبرى، وتكاد تصل إلى درجة من الرقي لم ينعم بها جميع الناس، وتريد أن تضيعها كلها، من أجل أبسط الأسباب، وتكون نهايتك مثل نهاية قارون، الذي إعطاء الله سعة في المال وبسطة في الجسم ثم قتلته بعوضة، أنك أقوى من ذلك، فعسى أن تكره شيء وهو خير لك، وعسى أن تحب شيء وهو شر لك، والله يعلم ونحن لا نعلم، حيث قال نبينا صلى الله عليه وسلم: '' إن العبد لَيشرف على حاجة من حاجات الدنيا، فيذكره اللَّهُ من فوق سبع سموات، فيقول: ملائكتي إن عبدي هذا قد أشرف على حاجة من حاجات الدنيا، فإن فتحتها له فتحت له باباً من أبواب النار لكن أزوها عنه، فيصبح العبدُ عاضاً على أنامله، فيقول: من دهاني؟ من سبقني؟ وما هي إلا رحمة رحمه الله بها.'' . ... لا خير في قوم لا يتناصحون ولا يقبلون النصيحة قصيدة : الحلم الأكبر بسم الله نرفع القلم ونصلي ونسلم على خير البشر سيدنا محمد الي علم الناس بلي الي يحب يقدر وعلملنا بلي لبنادم قدما يخدم وقدما يهدر ربي سبحانو دايما يحكم على حساب النية الي فالصدر خاطرالنية تخليك تخمم والتخمام يخليك تقرر والقرار يخليك تخدم باش لحياة تبدى تتغير وقدما تخدم تزيد تتقدم كل يوم خير من يوم وحداخر تحقق حلم من بعد حلم حتى تلحق للحلم الاكبر ما يهمش انك تلحق تم تم وما يهمش انك تلحق متاخر انما المهم راك تتقدم هنا معنتها ما راكش توخر والحلم هو صديق لبنادم تربط بيناتهم علاقة الصبر اما عدوهم هو التشاؤم لما تقول مارانيش قادر ولا تقول قادر نخدم لكن خايف نعثر ونخسر لا نتقدم ومن بعد نندم وتبقى تخمم والوقت يمر ولا تبقى تقارن وتلاوم وتقيس روحك بوحد اخر هو يمشي وغير يتقدم وانت تدور غير فالصفر ولا تولي كي تتكلم تقول انا ماعنديش الزهر انا ما نقدرش نتسقم انا حزين و انا مدمر ولا تشوف الحال مغيم تبدى تقول ربي يستر نهار اليوم يفوت مظلم ويفوت النهار كيما تهدر ولا تشوف كاش بنادم تقول ذا وجهو يعيط للشر و لو النهار يكون مسقم دير في بالك رايح يخسر ولا تخير كاشي رقم وتقول هاذ الرقم كي يظهر يجيبلي النحس وغير الشؤم تولي تشوفو كثر من وحدوخر على خاطر كيما تتكلم تولي تحس تولي تفكر تولي تقرر تولي تخدم وكلشي يخرج كيما تهدر وعلاش ماشي خير تتعلم تحط الخير في عوض الشر تحط الحلم في عوض الهم وتقول بربي نشاء الله نقدر ولما تشوف الحال مغيم قول نشا الله خير واستبشر ويلا ما لقيتش واش تتكلم قول راه رايح يطيح لمطر وحتى لما تكون تخمم قول انايا عندي الزهر وكل حاجة تقدر تتسقم لوكان الواحد برك يقرر ولما تشوف كاش بنادم قول بنادم وماشي كثر لما تفوت عليه اتبسم وسلم عليه ايلا تقدر ولما تعمل حاجة اكتم واقضيها فالكتمان والسر ما تقولهاش حتى تتخدم وكي تفريها تقدر تهدر ولازم تشد هذاك الفم وديما قبل ما تهدر فكر ودير فبالك اعضاء الجسم ملي تنوض غير فيه تنهر وما لازمش تكون متشاءم ا تفاءل خير قدما تقدر ودير في بالك بلي بنادم ربي فضلو على وحداخر واحلم قدما تقدر تحلم والي يحلم ماعندو ما يخسر ويقولو بلي هاذ العالم ملك للي يحلموا كثر المهم برك لبنادم يخدم وما يقعدش غير يفكر ويحاول يعيش كل دايم مابيد يلحق نهار وحداخر يرفد مالماضي واش تعلم والباقي كامل يعطيه بالظهر ولما يشوف روحو يتالم يقول الي يمشي هو الي يعثر والي يسعى والي يخدم هو الي تصيبو يغلط كثر والي حابس وقاعد التم هذاك يتسمى راه يوخر والفارس لما يكون متحزم فالمعركة لما يخسر من ديك المعركة يتعلم كيفاش يربح الحرب فاللخر ولازم عمرو ما لبنادم ما يقول ما عنديش الزهر الزهر ماشي هو الي يحكم هو بروحو راهو مسيؤ ما كان شواف ما كان منجم ماكان عراف ما كان ساحر ماكاش حتى افتح يا سم سم الي قالولنا تفتح لحجر كلمة السر راهي فلبنادم حاسب روحك وش راك تهدر ز شراك ناوي وش راك تخمم والي يحب دايما يقدر ومهما الهم عليك تلايم مهناه الله يحبك اكثر اذا حب قوم ابتلاهم واعطاهم مفتاح سماه الصبر ويحب لبنادم الي يعزم او من درك يبدى يغير الاهم قبل المهم والمهم قبل وحدوخر ويحب تانيت ذاك لبنادم الي ينوض صبح ويبكر يحب لبنادم الي يخدم ويشقى ويتعب باش يدبر يحب لبنادم الي يتعلم حاجة ويعلمها لوحدوخر يحب لبنادم لي عندو دراهم وقدما يصدق يزيدلو كثر يحب الفقير الي يحلم ويحمل الفقرويحمد ويشكر يحب لبنادم الي يندم وكلما يغلط يعاود يستغفر يحب لبنادم الي يحكم عقلو وقلبو ويبدى يامر ويقول اناهو الحاكم وفهاذ الجسم انا الي نقرر ولما نحب نقدر نتسقم نشوف روحي كيفاش نفكر كيفاش نضحك كيف نتبسم كيفاش نمشي كيفاش نهدر كيفاش نولي نسامح او نرحم او نتعاون عالتقوى والبر ننصر المظلوم عالظالم وننهى عن الفحشاء والمنكر ونامر بالمعروف ونسلم لما نفوت على وحداخر كيف نولي نصرف الدراهم ما نبذر وما نتمسمر نشوف الصاحب ايلا يوالم ونجبد لا كان يدير الشر وفي عوض ما نبقى نتكلم وفي عوض ما نبقى غير نهدر بكل بساطة نولي مسلم لا اقل ولا اكثر.... ولو انو هاذ العالم ما راهوش رايح يتغير لكن ممكن انو بنادم يعاود يولي بنادم وحدوخر تأليف فيصل كرشوش كل الحقوق محفوظة