أختي صحفية كبيرة أتمنى منافستها في المنصب... أرجو أن يسرعوا في دراسة ملفي لأتابع دراستي خارج الزنزانة لم أعد أعشق المحاماة لأن المحامي يمكن تضليله... أتمنى دراسة الحقوق حتى لا أقع في الخطأ مرة ثانية. عذرا هناك تعليمة تقضي بعدم تصوير المساجين أو ذكر أسمائهم أو العقوبة المسلطة عليهم، عدا ذلك يمكنكم أن تسألوا عن أي شيء بالسجن، "هي من حريات النزلاء ومن حقهم رفض التصوير"، هي كلمات ذكرها مدير المؤسسة العقابية ل "الحراش"، بعد تنديدات من بعض المساجين الذين نشرت صورهم في صفحات الجرائد دون تغطية وجوههم، وإدراج أسمائهم بالبنط العريض في الصفحة الأولى، وجهتنا للمؤسسة كانت قصد رصد بعض الحقائق التي جعلت نزلاء مقيدي الحرية يظفرون بشهادة عجز عن نيلها الأحرار. أتمنى دراسة الحقوق حتى لا أقع في الخطأ مرة ثانية الرحلة بدأت من جناح السجينات، حيث وقفنا على تصريحات الحائزات على شهادة البكالوريا فيما لم نوفق في الحديث إلى الراسبة الوحيدة. "السيدة س" 29 سنة من البويرة، "تحصلت على البكالوريا قبل دخولي السجن سنة 2000، ثم حصلت على دبلوم في الإعلام الآلي، التحقت بالجمارك، لأنني كنت بحاجة إلى العمل، بعدها تزوجت، وبعد شهرين فقط من الزواج بدأت المشاكل مع زوجي، دخلت بعدها السجن..... تبكي بحرقة، لما دخلت السجن وجدت من يساعدني على الدراسة، فالتحقت بشعبة الآداب، وحصلت على الشهادة العام المنصرم بمعدل 10.20، وهذه السنة حصلت على معدل 11.98، كما حصلت على شهادة الدراسات التطبيقية فرع قانون الإعلام، كما حصلت على شهادة إعلام آلي في المؤسسة العقابية..... تسكت وتسرح بعيدا، ثم تعود وتسترسل في الحديث "من الجانب النفسي دائما مقلقة..... هل زوجك على علم بأنك حصلت على البكالوريا، توفي رحمه الله، لهذا السبب أنا هنا، لا أستطيع أن أستوعب ما فعلت، حتى والداي لم يصدقا الجميع يشهد لي بأنني "بنت فاميليا"، ربي يغفر لي. بعد شهرين فقط من زواجي بدأت المشاكل، وبعدها حدثت الكارثة لم أكن أظن يوما أنني استطيع أن أقوم بفعل مثله " تقصد القتل "..... في الحقيقة، قسمت وقتي في الفترات الأولى بدأت مراجعة المواد المتعلقة بشهادة الدراسات التطبيقية، لأنني اجتزها قبل أسبوع من امتحانات البكالوريا، كنت ابدأ المراجعة من الساعة الثامنة صباحا إلى غاية منتصف النهار مع زميلاتي الست، كنا نراجع لبعضنا، ثم نؤدي فرض الصلاة بالنوافل، ونفطر ثم نعود إلى المكتبة للدراسة من جديد إلى غاية الرابعة مساء، وفي الليل أصلي التهجد يوميا، ثم انهض مع الفجر لأصلي واتبعها بالمراجعة إلى غاية الصباح، أتمنى دراسة الحقوق حتى لا أقع في الخطأ مرة ثانية. الحمد لله انه وفقني، لقد نذرت أن حصلت على البكالوريا أن أصوم شهرين متتابعين، وأصلي 100 ركعة يوم اسمع النتيجة، لقد صليتها، وأنا الآن في الأيام الأولى لصيام النذر، من المفروض أن لا أخبرك حتى لا تدخل في الرياء، ولكن كل ذلك بفضل ربي ومهما فعلت لن أوفيه حقه. أختي صحفية كبيرة أتمنى منافستها في المنصب "ع.ن" 23 سنة، "حصلت على الشهادة بمساعدة زميلاتي والمسؤولين عنا، لقد اجتزته مرتين قبل دخولي السجن ولم أوفق في الحصول على الشهادة، ثم وفقني الله وحصلت عليها بمعدل 11 من 20، أتمنى دخول عالم الصحافة،... تضحك، أختي صحفية كبيرة في مؤسسة إعلامية، أتمنى أن أكون مثلها، وأنافسها في المنصب، "كنت حايبة ندير محاماة وتراجعت .... أخاف أن أدافع عن أشخاص مذنبين، أنا مررت من هذا الباب يمكنك أن تكذبي على المحامي ويصدقك، وفي بعض المرات يدفعك هو للكذب حتى يثبت براءتك، لا استطيع فعل ذلك، لم أعد اعشق المحاماة..... اعرف بأنني أخطأت وندمت على خطئي، -تتكلم ببراءة- ... لدي دبلوم في الطرز أصبح لدي الوقت للعمل تعلمت الصبر، "راني نخدم برنوس تع طهارة، بديت نوجد باش ندير حفافة"، في سنة واحدة لدي دبلومين. أرجو أن يسرعوا في دراسة ملفي لأتابع دراستي خارج الزنزانة "الآنسة.ح" 26 سنة، "عندي باك برا وهذي المرة الثانية، قريت عامين بيولوجيا وحبست... وواصلت بجامعة التكوين المتواصل، تخصص قانون أعمال، وهذه السنة حصلت على البكالوريا بمعدل 11.15 ، أتمنى منحي خيار الترجمة، فأنا مهوسة باللغات، لم يصدر الحكم بشأني وأتمنى أن يطلق سراحي، أتعلمين أعشق اللغات ... كنت أتمنى دخول الكلية لدراستها لكن شهادة البكالوريا الأولى كانت علمية لذلك رفضوا اختياري، الفضل في نجاحي يعود بالدرجة الأولى لوالدي، ثم لأعوان المؤسسة، لقد استغليت وقتي بأكمله للدراسة رفقة زميلاتي... تسكت... لو كنت خارج السجن لما فكرت مطلقا في معاودة التسجيل للشهادة، اليوم الأول من الامتحان كان الجو عائليا، طبعا مع الكثير من الخوف والتوتر، الأسئلة هذه السنة كانت سهلة وفي متناول الجميع، خاصة بإدراج موضوعين اختياريين. أرجو من السلطات القائمة على دراسة ملفات المساجين الإسراع في دراسة ملفي، لأتابع دراستي خارج أسوار الزنزانة، أنا هنا منذ ثلاث سنوات ولم يفصلوا في قضيتي بعد، - تضيف بلهجة عاصمية - كيما يقولوا ياما في السجن مظاليم... "أتمنى أن أكون قاضية وأعكس الأضواء كما وقفت متهمة أقف قاضية" "س.ح" 28 سنة تحصلت على معدل 11.41 شعبة آداب وعلوم إنسانية، "كنت أدرس قبل دخولي السجن وحاولت مرات عدة دون جدوى، هذه السنة وبعد دخولي السجن حصلت على شهادتين، شهادة عادية وشهادة في التكوين المتواصل... أتمنى أن أكون قاضية لا أحب المحاماة، أريد أن أكون قاضية وأعكس الأضواء كما وقفت متهمة، أقف قاضية، لم يبق لي الكثير للخروج من السجن هي أربعة أشهر، لا أظنني سأستفيد من العفو لأنني استأنفت الحكم..." راني حايبة نخرج في جال ماما ما عندي غيرها في الدنيا". الفتيات كلهن يثنين على مساعدة الضابطة يسمينة، وتأثرن كثيرا لرسوب زميلتهم الوحيدة التي لم تحصل على الشهادة... لن أتوقف عن اجتياز البكالوريا حتى أحصل على معدل 15 من 20 في الجانب الآخر من الزنزانات التي كان فناؤها يشهد حركة دؤوبة وتزيينات مختلفة للقاعة تحضيرا لاحتفالات تكريم المتفوقين من قبل وزير العدل حافظ الأختام الطيب بلعيز اليوم. شباب وكهول في أعمار مختلفة بقاعة كبيرة، يتجاذبون أطراف الحديث، هم الحاصلون على شهادة البكالوريا، 76 ناجحا من أصل 98 مترشحا. "ب.م" 28 سنة، من ولاية وهران، حصل على البكالوريا بمعدل 13.55 أحسن معدل على مستوى المؤسسة العقابية للحراش، شعبة آداب وعلوم إنسانية، "اجتزت الامتحان قبل دخولي السجن وحصلت على معدل 10 من 20، ثم ترشحت حرا وحصلت عليه، أتمنى أن أسجل في تخصص ترجمة، حصلت على معدلات ممتازة في اللغات 14.5 في الأدب العربي، 15.5 في اللغتين الفرنسية والانجليزية. ليس لدي مجال للجلوس مكتوف اليدين، أحب الدراسة وقراءة الكتب، سأعيد اجتياز الامتحان مرة أخرى حتى أحصل على معدل 15 هذا ما أصبو إليه "حتى نجيب 15 باش نحبس"... شيء آخر أتمنى أن يمنحني قاضي الجلسة الوقت الكافي للدفاع عن نفسي، لأنني لم استفد من وقت كاف هذا هو سبب حبسي "محاكمة عادلة هذا ما أرجوه "عاشور عبد الرحمن لم يكلم غير نزلاء سركاجي" شاب آخر يروي أيام دراسته خلف قضبان سجن الحراش، حاصل على 4 شهادات للبكالوريا أولاها علوم دقيقة سنة 96، سجل بها في تخصص وقاية وأمن بجامعة باتنة، والثانية سجل بها في تخصص الرياضيات، الثالثة في الحقوق بجامعة بومرداس، حيث أحرز عملا هناك كضابط في الجمارك، محكوم عليه ب21 شهرا بقي منها 15 شهرا، "سأكملها حرية نصفية" "كنت ضعيفا في الفلسفة، غير أن مساعدة سجين تونسي لنا في التدريس جعلني افتك نقاطا لا باس بها، كنا نتعاون في الدراسة، هنا في هذه القاعة اجتزنا الامتحانات، رفقة عناصر من سجن سركاجي، كانوا متحالفين، عاشور عبد الرحمن اجتاز الامتحان معنا، ولم يكلم أحدا من مساجين الحراش يراجعون مع بعضهم البعض ويكلمون بعضهم فقط، وعن رغبته والخيار الذي يود تحقيقه قال الشاب انه يتمنى دخول عالم الإعلام من بابه الواسع مقتديا ببراعة حفيظ دراجي في التعليق، "حفيظ دراجي هو الثورة تع التلفزة، علابالي بلي راح للجزيرة الرياضية مصح يعاود يرجع لبلادو". " اتمنى أن يشملني الرئيس بالعفو لأنني الوحيد الذي حصل على هذه الشهادة " "ي.س" 28 سنة حصل على شهادة التعليم الأساسي، "طلعت النيفو شوية عندي بزاف ملي حبست القراية، منذ سنة 1992، راني حايب نخرج ونتزوج المرا راهي تستنى" اتمنى أن يشملني الرئيس بالعفو لأنني الوحيد الذي حصل على هذه الشهادة بهذه المؤسسة، على كل حال الكمال لله، والإنسان يمكن أن يخطئ المهم أن لا يقع في الخطأ نفسه". متابع في قضية إرهابية "نصيحتي لمن هم في الجبل أن يفصلوا الدين عن السياسة" حالة خاصة هي حالة "ك.ن" 44 سنة متابع في قضية إرهابية، حصل على البكالوريا بمعدل 11.77 شعبة آداب وعلوم إنسانية، سألناه عن السبب الذي جعله يترشح لاجتياز هذه الشهادة قال "شاهدت الإعلان في إدارة المؤسسة، اتصلت بالمصلحة وسجلت، جوزت الباك سنة 1991، ولم أنل الشهادة، الشعبة كانت صعبة – علوم دقيقة -، وبما أن فترة الدراسة غير محددة يجب على الإنسان أن يدرس في كل زمن وفي كل مكان "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد"، الإنسان يجب أن يتعلم في جميع الظروف، لدي أربع زملاء متابعين في قضايا مماثلة حصلوا على الشهادة، اتمنى دخول كلية الحقوق أو العلوم السياسية، أحسن شيء في امتحانات هذه الدورة هو المواضيع الاختيارية، باستثناء مشكل الانجليزية الذي تفطن له مدير المركز". وماذا عن نصيحتك للشباب والأشخاص الذين هم في الجبل... يسكت ثم يجيب بتأني "ماذابيهم ما يديروش مشاكل لأن السجن ماشي مليح، الإنسان الذي لا يحب المشاكل، لا يجب أن يتدخل في أمور السياسة، نصيحتي لمن هم بالجبل هو أنه يجب عليهم فصل الدين عن السياسة، يجب التفريق بينهما لان الجمع بينهما غلط..." مدير سجن الحراش: ملف تمرد مساجين "الحراش" على مستوى العدالة وأي شكوى ضد الأعوان ستحيلهم على الضبطية القضائية وذكر مدير المؤسسة العقابية ل "الحراش" السيد "م.م" أن الاستقرار في شخصيات المساجين والتكلم معهم بعمق هو الحافز الذي خلق لديهم رغبة في رفع التحدي، أغلبهم ليس لهم ميولات إجرامية، بقدر ما كانوا ضحايا انفعالات، مشيرا إلى رفع قيمة الوجبة الغذائية إلى 80 دينار. وبخصوص المتابعات القضائية في حق أعوان السجن قال المتحدث أنه لحد الساعة لم ترد أية شكاوى ضدهم متعهدا بإحالة المتورطين على الضبطية القضائية لاتخاذ الإجراءات اللازمة في حقهم. وعن حركة التمرد التي شهدها السجن، من قبل المتابعين في قضايا إرهابية، أوضح المدير أن الملف على مستوى العدالة للفصل فيه إلى جانب ملف النزيل الذي توفي بالسجن وذكرت مصادر أنه مات مقتولا.