تداركت نفسها بعد نضجها وأدركت أن غلطتها الكبرى ساقتها إلى خطيئة أعظم حينما خلّفت ابنتها في المستشفى الذي وضعتها فيه، وصحوة ضميرها التي أتت نوعا ما متأخرة جعلتها تفتح دفتر ماضيها وتقلب صفحاته التي كتبت كلماته بحبر التهور واللا مسؤولية بعدما طوته ووضعته في رف الغلطة التي لن تتكرر. كان أول شاب في حياتها وبكلماته المعسولة بنى لها قصورا وهمية وأسكنها فوق السحاب، صدّقته وظنت أن الحظ ابتسم لها وهي في عمر الزهور، حيث لم تتجاوز حينها عتبة 17 سنة وهذا عام 1996، أين أخذ يحدثها عن المستقبل وكيفية تكوين الأسرة المثالية ومازاد من تعلقها به هي وعوده لها بالزواج وأنها ستكون امرأة حياته وأم أولاده.ما جعل"أمال"تبتلع الطعم بسهولة لأنه كان من حقها الطبيعي أن تحلم بالأمومة مع شاب كانت واثقة من أنه سيمنحها هذا الامتياز، إلا أن"محمد"وفى بوعده لكن من دون زواج، حيث ساقها إلى إقامة علاقة غير شرعية كانت ثمرتها حملها، قبل أن يتخلى عنها وتنقطع أخباره وبقيت الفتاة لوحدها تتخبط في مياة عكر صفوها الخوف من الفضيحة والندم على ما أقدمت عليه وفلذة كبدها التي تجهل حتى الآن مصيرها بعدما تركتها في مستشفى مصطفى باشا. وهي فصول القضية التي تطرقت إليها الغرفة الجزائية لمجلس قضاء العاصمة،أمس، وفي جلسة سرية مثل فيها المتهم الرئيسي "ب.محمد" البالغ 47 سنة والمتابع بجرم تحريض قاصر على الفعل المخل بالحياء في حق لضحية"م.أمال"البالغة من العمر حاليا23 سنة، حيث وحسب مصادر مطلعة فان الضحية أودعت شكوى ضده عام 1996 أي مباشرة بعد وضعها لحملها كما رفعت دعوى قضائية عليه وحكم عليه غيابيا لمدة سنتين سجنا نافذا، إلا انه لم يسلم نفسه سوى شهر ديسمبر الفارط ما جعل"أمال"تصر على فتح الملف مرة أخري حتى يدفع ثمن ما خلفه لها من دمار جراء تلاعبه بعرضها.