يبدو أن قدر الجزائر مع ڤندوز هو أن تتشوه فقط، وكأن هذا الرجل غير قادر بعد أن أفنى عمره في خدمة المنتخب الجزائري أن يطبق النصيحة الذهبية التي تقول "قل خيرا أو أصمت"، فبعد أن وصف المدرب سعدان بأنه لا شيء، وقلل كثيرا من إنجازات المنتخب المتأهل إلى كأس العالم، الذي يتحدث عنه مثلما لا يحلل المحلل المصري اليومي الذي يبدو لنا أكثر جزائرية منه، وبعد أن أفرغ ما في جعبته من أحقاد والسبب معروف جدا وهو علاقته المسمومة مع الناخب الوطني، أطل علينا صوته أول أمس من قناة "أم.بي.سي" التي كانت تصفق له وهو يرقص، ليؤكد أنه قرر اعتزال التحليل الرياضي، وهو ما يبقى ربما أفضل قرار يتخذه الرجل في مسيرته منذ أن توقف عن ممارسة كرة القدم، خاصة أن الجزائريين صاروا لا يقوون على سماع المزيد من اطروحاته الغريبة، التي يغذيها الحقد الأعمى، ولو أن الطريقة التي أعلن بها خبر انسحابه من شأنها أن تزيد من تشويه صورة الجزائريين أمام الرأي العام، لا سيما أنه بررها في برنامج "صدى الملاعب" الذي يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة في الوطن العربية بتلقيه ضغوطات وتهديدات خطيرة، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول حقيقة هذه الإتهامات التي صورت الجزائريين على أنهم أناس همجيون متخلفون، ما جعل المذيع مصطفى الأغا يتحدث عن التحضر والإرتقاء بالفكر الى مستوى تقبل الرأي الآخر، دون أن يعرف أصلا من أطلق هذه الإتهامات إن وجدت أصلا. يعيش في بروج مشيدة، فمن يهدده؟ ڤندور الذي أرسل الجزائريون في حقه 5 آلاف "إيميل" إلى القناة، يطالبون فيها باستبعاده من التحليل، لأنه لا يليق أن يتحدث باسم الجزائر، وفي خرجة غريبة لا تشذ عن خرجاته الأخرى، تحجج بتلقيه ضغوط وتهديدات، حتى من نساء، في وقت يعيش هو في الإمارات التي يدرب بها نادي الجزيرة، فمن يكون وراء هذه التهديدات التي يتحدث عنها، لأن قلة قليلة تعرف أين يقيم حاليا، فما بالك بالوصول إلى رقمه الهاتفي الذي يصعب حتى على الصحفيين العثور عليه، ولو أن حاجة أخرى في نفسه تكون قد أملت عليه هذا القرار، لأنها في نظرنا حتى أسباب انحسابه الذي يريحنا كلنا، فيها تجني على الشعب الجزائري الذي صار يكرهه كره المرء للموت، لكن دون أن يتصرف معه إلا بإرسالات "الإيميلات" التي تطالب باستبعاده من البرنامج في أسلوب حضاري للإحتجاج، وقد ثبت أن الخروج الدائم عن القاعدة ومحاولة سرقة الأضواء بطريقة الغناء خارج السرب أمر لا يحبذه خاصة إذا تعلق الأمر بالمنتخب الوطني الذي صار خطا أحمر وبالعريض، ممنوع تجاوزه، لكن ڤندوز الذي تصور أنه بأمجاده كلاعب يحق له أن يقول كل شيء داسه، فخسر كل محبة الجزائريين الذين يعرفون حقيقة واحدة وهي أن هذا الشخص لو كان مساعدا للمدرب سعدان، لكان يشيد به اليوم ويشيد بالمنتخب الذي أعاد أمجاد الكرة الجزائرية، وما دام أنه بعيد عن هذا الحلم فمن حقه أن يفرغ سمومه القاتلة في من يراهم أعداءه تطبيقا للمثل الشعبي: "عدوك مول خبزتك".