يؤكد معد ومقدم برنامج “صدى الملاعب” في قناة “أم، بي، سي”، مصطفى الآغا، في هذا الحوار الهاتفي على صدمته الشديدة من رد فعل الشارع الرياضي الجزائري تجاهه في المدة الأخيرة، وخاصة بعد مباراة مصر الأخيرة في أنغولا “أشكر طاقم الهدّاف على المساعدات التي قدمها ل أم. بي. سي وراضية صلاح في أنغولا” “سماح عمار لم تكن موفدة صدى الملاعب في أنغولا وما قالته لا يجُوز” “الأمور بين مصر والجزائر خرجت عن السيطرة ولو أراد السياسيون إنهاء الأزمة لأنهوها في ليلة واحدة” “تصلني 35 ألف رسالة إلكترونية يوميا ولا توجد قرية جزائرية لم يُذكر إسمها في برنامجي” “تلقيت دعوة شفهية من ميهوبي إلى زيارة الجزائر، لكن الظرف غير مناسب” “تغطية صدى الملاعب ل وفاق سطيف لم تكن حتى لناد سعودي” “ما تعرض له ڤندوز إرهاب رأي” --------------- بلغنا أنك “شويّة” منزعج من رد فعل الجزائريين معك في المدة الأخيرة؟ بصراحة، أنا لست منزعجا من الجزائريين ولكني أكثر من منزعج. ماذا حدث بالضبط؟ ماذا تريدني أن أوضّح، فقد حاولنا أن نكون محايدين إلى أقصى درجة في تغطية كل المنتخبات العربية في كأس الأمم الإفريقية، ومنها المنتخب الجزائري والذي ضمنا له تغطية مميزة، وكان حضور كاميراتنا في حافلة المنتخب، في المطعم وفي غيرها من الأماكن. ولم نبحث عن ثقل إعلامي أو غيره، وحتى قبل كأس أمم إفريقيا في قضية الجزائر- مصر “كنا ماشيين على الحياد”، ولم يكن لنا أي رأي في موضوع الإعتداء على “باص” منتخب الجزائر، وفي ما حدث بأم درمان. وأين المشكل إذن؟ أظن أننا غطينا كأس أمم إفريقيا أحسن تغطية وكانت لنا الكثير من الحصريات، وليست مشكلتي إن قال ضيفي في الحصة كلمة لم تعجب الجزائريين، وأصبحت الشتائم توجه لي بشكل غير قابل للسيطرة. الشتائم والإحتجاجات عليك تعود إلى طريقة التغطية، أو إلى تحليل ڤندوز، إلى ماذا بالضبط؟ يا أخي، ڤندوز مواطن جزائري جاء إلى الحصة وقال رأيه، وأنا لا أصادر آراء الآخرين، فهل لو قلت رأيي في جريدة “الهدّاف” فهل هذا معناه أنه الرأي الصحيح، فالأكيد أن الرأي لا يلزم إلا ّمصطفى الآغا، وزيادة على ذلك ف ڤندوز مواطن جزائري أم أجنبي!؟ أكيد أنه جزائري؟ جزائري وكان قائد المنتخب، وكرّس حياته كاملة من أجل المنتخب الجزائري وضحّى بدمه من أجل الجزائر في الثمانينيات، وإن كان له رأي لم يعجب الجزائريين هل أصادر رأيه، وزيادة على ذلك هل كنت أعلم أنا ما في قلب ڤندوز. لكن ڤندوز انسحب من الحصة قبل نهاية كأس أمم إفريقيا؟ موضوع الإحتجاج عليّ كان بعد مباراة مصر والحكم كوجيا، إذ كان الجزائريون يريدون مني أن أنصب نفسي ضد الحكم، وأن أقلّل من قيمة الفوز المصري، وأن أشتم الحكم، وأن أقول إن هناك مؤامرة... هذا كلام غير مقبول ومن حقي أن أقول ما أريد، مثلما من حقكم أن تقولون ما تريدون. ولكن كيف يسمح برنامجك للمصرية سماح عمار أن تقول “إرهابية الجزائريين” وعلى المباشر؟ “اسمع كويّس”، سماح عمار لم تكن موفدة “صدى الملاعب” ولكنها كانت موفدة “النيل للرياضة” ونقلت لنا الحدث بصفتها إعلامية مصرية وتحدثت كمنسقة للإتحاد المصري لكرة القدم. لكن هذا لا ينفي أنها مراسلة “صدى الملاعب” من مصر ولا يسمح لها أن تقول ما قالته في برنامجك؟ كانت تعطينا آخر أخبار المنتخب المصري وتحت إسمها عبارة “إعلامية مصرية”، ولكن لما قالت رأيها حتى أنا قلت لها وعلى المباشر “هذا الكلام لا يجوز”، وفي ثاني يوم طلعت هي على المباشر واعتذرت من الجمهور، ولكن أنا لا أوجد لأحاسب. ولكن مصطفى الآغا لم يتفاعل مع تأهل الجزائر إلى المونديال، مثلما تفاعل مع تتويج مصر في أنغولا؟ كيف!؟ إلتزمت الحياد بين مصر والجزائر في تأهل الجزائر التاريخي إلى كأس العالم؟ “ليش” تأهل الجزائر تاريخي، فالجزائر عادت فقط إلى وضعها الطبيعي لأنها تأهلت من قبل مرتين إلى كأس العالم، لكن الفترة التي أعقبت مواجهة الجزائر ل مصر بأم درمان، وما رافق المباراة من حرب إعلامية، تركنا نتعامل مع الحدث بكثير من الذكاء لأن الموقف كان جد حساس، ولكن ماذا فعل الآغا مع المنتخب المصري بعد تتويجه القاري حتى أتلقى كل هذا اللوم من الجزائريين. أعطيت المصريين بعد أنغولا أكثر مما أعطيت الجزائريين بعد أم درمان؟ مصر تُوّجت بطلة لإفريقيا، هل تريدونني أن “أزعل” وأبكي على الهواء، ف 85 مليون مصري وكل العرب فرحوا للإنجاز المصري، ولو كانت الجزائر هي البطلة لفعلت معها أكثر مما فعلت مع مصر، وأريد أن أسألك. تفضّل؟ هل يوجد تلفزيون جزائري يقوم بحفل إذا فازت مصر أو فازت العراق على الجزائر. أكيد لا؟ نحن في “صدى الملاعب” عملناها، واحتفلنا بتتويج العراق على السعودية بكأس أمم آسيا 2007، رغم أننا تلفزيون سعودي... من يفعل من العرب ما فعلناه، فنحن دوما مع الإنجازات العربية ونثمّن التتويجات في 22 دولة عربية. إذن ضميرك مرتاح بين الجزائر ومصر؟ أنا ضميري أكثر من مرتاح، لأنني قمت بواجبي. ألست متأثرا بتغيير نظرة الجزائريين نحوك، وأنت الذي كنت تمتلك مكانة خاصة عند الجزائريين؟ مكانة خاصة، لا أظن ذلك، فأنا أقوم بواجبي فقط، ولا أعتقد أنه توجد مكانة خاصة أو أي شيء من هذا القبيل. علمنا أنه لك دعوة من الحكومة الجزائرية، وأيضا من نادي وفاق سطيف لزيارة الجزائر، فهل تقبل الدعوة؟ لا توجد أي دعوة رسمية، فقد وصلتني دعوة شفهية من عز الدين ميهوبي وزير الإتصال الجزائري، وكانت كلامية فقط ولا توجد أي دعوة رسمية. وإذا وصلتك الدعوة بصفة رسمية، هل تقبلها؟ مبدئيا أرى أن زيارتي إلى الجزائر غير مناسبة في الوقت الحالي، خاصة مع ما يحدث معي في المدة الأخيرة، رغم أنني كنت دوما أتمنى زيارة مدينة سطيف. على ذكر وفاق سطيف، تم تكريمك من طرف أنصاره، ما تعليقك على المبادرة؟ قبل الحديث عن هذه المبادرة، فوفاق سطيف من الفرق التي تفاعل معها برنامجي بشكل جد خاص، وهذا ليس لأن الفريق إسمه وفاق سطيف، لأننا نتفاعل مع كل الأندية العربية التي تحقق نتائج دون إستثناء، لكن وفاق سطيف نال من التغطية الإعلامية في حصة “صدى الملاعب” ما لم ينله حتى نادٍّ سعودي. لكن الفريق فرض نفسه إقليميا وعربيا؟ هذا أكيد، وهو الأمر الذي جعلنا لا نكتفي بتغطية وفاق سطيف من الأستوديو فقط، بل كنا أول من أرسل فرقتين من “صدى الملاعب” واحدة بقيادة حسن زيتوني من باريس، والذي أجرى “روبورتاج” عن المدينة والوفاق، وعاد وغطى أجواء الإحتفال بتتويج الوفاق بالكأس العربية، والفرقة الأخرى من دبي مع راضية صلاح لتغطية أفراح وفاق سطيف بلقب بطولة الجزائر في 2007. وبالأمس فقط كنا نحتفل بتتويج أهلي طرابلس الليبي بلقب الفريق العربي الأكثر شعبية ونحن محطة سعودية، وحتى لاعبكم عنتر يحيى توج بلقب أفضل لاعب عربي وعلى حساب أبو تريكة، أين نحن من الاتهامات ضد الجزائر، هل اختيار عبد الرحمان محمد لاعب المنتخب الإماراتي لأغنية من الأغنيتين المبرمجتين يوم تتويج المنتخب المصري يعتبر احتفالا بتتويج مصر، بصراحة “وين الاحتفال”. وبالنسبة للتكريم؟ في السنوات السابقة كانوا ينادونني “أبو صطيف” لأن اسمي مصطفى، وعندما أراد الأخ بدر الدين رتمة تكريمي نيابة عن أنصار الوفاق، أنا من طلب أن يكون التكريم على المباشر، لأنني فخور بما تلقيته من هدايا من أنصار الوفاق وخاصة رمز عين الفوارة. ولكن توجد نقطة أخرى نلومك عليها في الجزائر، يوم فازت الجزائربأم درمان وكان موفدكم إلى السودان عمار علي يؤكد لك أنه لم يحدث أي شيء بعد المباراة، بقيت أنت تسأله بإلحاح إن حدث شيء؟ أين المشكل في هذا، “شو رأيك” هل تريدني ألا أسأل؟، فأنا بقيت أؤكد له السؤال حتى يؤكد لي الإجابة، بصراحة وصلت إلى قناعة أنه في العالم العربي وب 22 دولة عربية يجب عليك أن لا تقول رأيك، ولكن تنتظر أن يملوا عليك ما يريدونه وبطريقة “شو بتحبو نحكي عشان نحكي إحنا بالهوا”، ولكنكم عاتبتموني على سؤالي ل عمار علي ولم تلوموني على وزير الشؤون الخارجية السوداني. ما به وزير الخارجية السوداني؟ في الوقت الذي كانت كل مصر تقول حدثت أشياء في أم درمان، أنا طلّعت معي وزير الشؤون الخارجية السوداني وقال إنه لم يحدث شيء، ماذا تريدونني أن أفعل... أن لا أسأل؟ بصفتك عربيا، ما رأيك فيما يحدث منذ أشهر بين الجزائر ومصر؟ أنا اليوم (يقصد الإثنين) كتبت مقالا في جريدة “الشرق الأوسط” ورأيي موجود فيها، وكتبت في السابق أكثر من 10 مقالات في هذا الموضوع... يبدو لي أن الأمور خرجت عن السيطرة وإذا تعاطينا مع الموضوع برويّة فالإعلام في البلدين هو المتهم الأول، ومن الجانبين وليس فقط من الإعلام المصري، هم المصريون لم يقصّروا وأنتم الجزائريون لم تقصروا أيضا في زيادة لهيب الأزمة. ولكن الجزائر لا تملك فضائيات كالطرف الآخر؟ صحيح أن الفضائيات المصرية أكثر تأثيرا وساهمت بشكل سلبي، لكن الكلام الكثير الذي يكتب في الجزائر أيضا ساهم في تعفن الوضع، وأظن أن السياسيين لن يتدخلوا وإن تدخلوا ففي الإتجاه السلبي، ولو كانت هناك نية سياسية لإنتهى الموضوع في ليلة واحدة. تقصد أن صمت القيادتين السياسيتين زاد من مدة الأزمة طولا؟ أنا لم أقل القيادتين، بل قلت السياسيين، رجاء لا تدخلني في متاهات. أين يكمن دور السياسيين في رأيك؟ لو أرادوا إنهاء الموضوع لإنتهى حالا، وكما لاحظنا قبل مباراة الجزائر - مصر في أنغولا كانت الأمور هادئة وهناك تهدئة من كل الأطراف، وهو ما يدل على وجود نية سياسية. ماذا تقول للجزائريين الآن؟ أنا أقول أنظروا إلى الأمام وابتعدوا عن نظريات المؤامرات، فالمنتخب الجزائري هو الوحيد الذي يمثل العرب في المونديال، شئتم أم أبيتم، فالعرب معكم في جنوب إفريقيا. عذرا نقاطعك، هل وصلتك “إيمايلات” من الجزائر؟ وصلتني أكيد، فأنا في اليوم يصلني ما بين 30 إلى 35 ألف إيمايل في بريدي الإلكتروني، وأنا أقرأ ما يمكن قراءته، لأنه لا يمكنني أن أقرأها كلها، وربما لم تلاحظوا أنه لم تبق قرية في الجزائر لم أذكر إسمها ببرنامجي من كثرة الإيمايلات التي تصلني من الجزائر. أكمل رسالتك للجزائريين. أنظروا إلى الأمام ولا تنظروا إلى الخلف توج من توج، فاز من فاز، ابتعدوا عن الأخطاء التحكيمية لأنها تحدث في كل بلدان العالم، فحتى فرنسا تأهلت إلى المونديال بخطأ تحكيمي فماذا فعلت إيرلندا، هل شاهدتم حربا إعلامية بين إيرلندا وفرنسا أو شتما لشعبي البلدين أكيد لا، فالجزائر في الأساس بلد محبوب وليس له مشاكل مع الغير سواء في السياسة أو في الاقتصاد، ولكن أن يعتزل الأخ محمود ڤندوز التحليل ويعتزل الكلام ولا يقول رأيه بعد الحملة الشرسة عليه، فهذا ما كتبت عليه موضوع “إرهاب الرأي”، فأنا الآن يمارس عليّ ما مورس على ڤندوز وأكثر، ولماذا يتحول الآغا إلى ضد الجزائر رغم أن لاعبكم سمير لا أعرف “شو اسمه”.. تقصد سمير زاوي؟ نعم هو، وقال يوم تتويج عنتر بلقب أحسن لاعب عربي، بأن مصطفى الآغا وجه السعد على الكرة الجزائرية والمنتخب الوطني الجزائري، والآن صرت وجه الشؤم، والحقد، أنعت من قبل الجزائريين بالنذل، والحقير والتافه، والمنافق والمرتزق وتشتم أمي، هل هذا هو الذي كنتم تستنكرونه عندما كان المصريون يشتمونني بعد أم درمان، والبعض يقول لي إنهم قلة من الجزائريين، وأنا أراهم كثرة وليسوا قلة بالنظر إلى كثافة الرسائل الإلكترونية التي تصلني من الجزائر. إذن أنت منزعج كثيرا؟ نعم منزعج ولم أتوقع هذا ومحبط كثيرا. بعد كل هذا، كيف ستكون تغطية “صدى الملاعب” للجزائر في كأس العالم؟ الجزائر ممثلنا العربي الوحيد وكل طاقاتنا وإمكاناتنا ستكون في خدمة تغطية خاصة ومميزة للممثل الوحيد للعرب في كأس العالم. شكرا في النهاية على قبولك الحوار في هذا الظرف الخاص. لا شكر على واجب، أنا من أشكر طاقم “الهدّاف” على المساعدات التي قدمها للزميلة راضية صلاح في أنغولا.