توصلت التحريات التي باشرتها مصالح مكافحة الإرهاب عقب العمليات الإنتحارية التي استهدفت كل من مقر المجلس الدستوري، ومقر المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة، إلى إيقاف الإرهابي "ل.ب" المكنّى لكحل، والذي كشف عن العناصر التي تقف وراء كل هذه التفجيرات، مميطا اللثام عن كل الأهداف التي سطرتها القاعدة. لعب الإرهابي لكحل الدور الأساسي في عمليات التفجير التي استهدفت المجلس الدستوري والمفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة، وكشف هذا الأخير عن كل الأهداف التي سطرتها جماعته خلال 11 ديسمبر 2007، مشيرا إلى أنها كانت تهدف لضرب 15 هدفا، من أهم الأهداف العسكرية والسياسية بالعاصمة. وصرح الإرهابي لكحل في محاضر استجوابه أمام الضبطية القضائية، أنه قدم فيديوهات حية وأشرطة مسجلة، وأخرى مأخوذة عن الموقع الإلكتروني "قوقل إيرث" خاصة بمواقع كل تلك الأهداف، لكل من الإرهابيين "أ.س.سالم" المكنى حمزة، الإرهابي "س.مخلوف" المكنى أبو مريم الذي توفي إثر تنفيذه لعملية انتحارية، وكذا الإرهابي "ب.فاتح" المكنى عبد الفتاح أبو بصير، وذلك قبل إلقاء القبض عليه شهر سبتمبر 2007. وأكد ذات الإرهابي؛ أنه كان على اتصال بالمسمّى "أ.س.سالم" مدبّر عملية تفجير قصر الحكومة ومقر الأمن الحضري بباب الزوار، إلى جانب أبو مريم وعبد الفتاح أبو بصير، الثلاثة الذين كلفوه بترصد 15 موقعا يمكن استهدافها مع نهاية السنة، حيث كانت بداية التخطيط لذلك، مباشرة عقب أحداث قصر الحكومة بحوالي شهرين أي شهر جوان. وقال لكحل في مجمل تصريحاته؛ أنه استلم هاتفا نقالا مزودا بكاميرا مكنته من تصوير كل الأهداف التي كلف بها، في حين لجأ إلى الموقع الإلكتروني "قوقل إيرث"، بخصوص المواقع التي لم يتمكن من تصويرها بالهاتف، مشيرا إلى أنه كان يتنقل في كل مرة إلى معاقل الجماعات المسلحة للقاء كل من الإرهابيين حمزة وأبو بصير، بغرض تسليمهما الصور وإحاطتهما بكل المعلومات عن الظروف الأمنية الخاصة بالهدف. وأنهى قاضي التحقيق سماعه لثلاث متهمين في قضية الحال، من بينهم عون أمن بإقامة الدبلوماسيين البريطانيين البريطانيين ببن عكنون، أين تم إحالة القضية على غرفة الإتهام، بغرض الفصل في طبيعة التهم الموجهة لهم، وكان المتهم "ط.ج" عون الأمن المتابع في قضية الحال، يسلم كل المعلومات الخاصة بدخول وخروج سفير بريطانيا، عدد الحراس وطبيعة الحراسة مشيرا إلى أن ذلك كان بطريقة عفوية، وأنه لم يكن يعلم بنوايا هذا الأخير. من جهة أخرى استطاع الإرهابي لكحل، وفضلا عن تزويد الجماعات الإرهابية بكل تفاصيل الأهداف المرجوة، جند كلا من المتهمين "ح.س" وكذا "ط.ج"، اللذين مكناه من سهولة التحرك وجمع المعلومات، فيما ساهم المتهم الأول في تصوير مقر المفوضية السامية للاجئين بحيدرة، وكذا نقل الإرهابي المكنى حمزة إلى غاية مقر سفارة الدانمارك لمعاينتها.