عالجت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة، أمس، ملفا تورط فيه ثلاثة شبان استفاد البعض منهم من تدابير السلم والمصالحة الوطنية غير أنهم قرروا مواصلة دعم الجماعات الإرهابية، حيث يكشف ملف الإرهابي (ل.ب) المكنى ب ''لكحل'' وشركائه عن كيفية التخطيط لاستهداف مواقع حساسة على رأسها قصر الرئاسة بالمرادية ومقر الأمن الوطني وسفارتي كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية والدانمارك . فصول القضية بدأت عقب التفجيرات الأخيرة التي استهدفت كل من مقري المجلس الدستوري، والمفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة بحيدرة في ديسمبر ,2007 حيث توصلت التحريات التي باشرتها مصالح مكافحة الإرهاب إلى إيقاف المدعو (ل.ب) المكنّى لكحل والذي كشف عن العناصر التي تقف وراء كل هذه التفجيرات، مميطا اللثام عن تفاصيل العمليات وكل الأهداف التي سطرتها الجماعة السلفية. وصرح لكحل أنّه كان على اتصال بالإرهابي (أ.س.سالم) مدبّر عملية تفجير قصر الحكومة ومقر الأمن الحضري بباب الزوار، إلى جانب (أبو مريم) و(عبد الفتاح أبو بصير)، الذين كلفوه بترصد مواقع يمكن استهدافها مع نهاية السنة، حيث كانت بداية التخطيط لذلك عقب تفجير قصر الحكومة بحوالي شهرين، أي خلال شهر جوان. وحسب اعترافات لكحل فقد ، تم تحديد 15 هدفا أهمها قصر رئاسة الجمهورية بالمرادية، حيث تم رصد مواقف السيارات التابعة للرئاسة، ومواقع عناصر الشرطة، إضافة إلى سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية بالجزائر، والتي تم تصويرها عن طريق الموقع الإلكتروني ''غوغل إيرث'' وسفارة الدانمارك التي كان من المقرر تفجيرها يوم 11ديسمبر، إلا أن العملية باءت بالفشل بعد تدخل الأمن وتفكيك السيارة المفخخة. كما تضم القائمة مقر المجلس الشعبي الوطني وفندق الجيش ببني مسوس ومطعم قريب من البريد المركزي بالجزائر العاصمة، يقصده الأجانب وميدان الغولف والتنس بالمركب الرياضي محمد بوضياف، الذي يتردد عليه الكثير من الأجانب أيضا. إلى جانب الثكنة العسكرية ببني مسوس، ومقر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بالشرافة ومقر شركة ''بريتيش بتروليوم'' بحيدرة. وخططت الجماعة السلفية أيضا لاستهداف مقر إقامة الدبلوماسيين البريطانيين ببن عكنون، وهو الموقع الذي استطلعه لكحل وجمع كل المعطيات والمعلومات المتعلقة به بواسطة المسمى (ط.ج)، أحد أعوان الحراسة بالإقامة. وتضم قائمة الأهداف التي شارك في رصدها لكحل، وتم تنفيذ عملياتها، مبنى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بحيدرة، ومبنى المجلس الدستوري ببن عكنون، وهما الموقعان اللذان تعرضا لتفجير انتحاري بتاريخ 11ديسمبر .2007