ووري أمس جثمان العربي بلخير، وزير الداخلية الأسبق وسفير الجزائر بالمغرب، بمقبرة ''زدك'' بابن عكنون بحضور كبار المسؤولين في الدولة والحكومة وضباط الجيش ورفقاء الرجل سابقا في السلطة، إضافة إلى وفد مغربي يقوده مستشار العاهل المغربي محمد السادس، محمد معتصم، ووزير الخارجية والتعاون الطيب فاسي الفهري، وممثلين عن السلك الدبلوماسي العربي المعتمد بالجزائر. وضمت قائمة المشاركين في تشييع مدير الديوان السابق بالرئاسة، الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، ورئيسي مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني عبد القادر بن صالح وعبد العزيز زياري، والوزير الأول أحمد أويحيى، ورؤساء الحكومات السابقين كبلعيد عبد السلام وأحمد بن بيتور وعلي بن فليس الذي فضل البقاء خارج المقبرة بسبب الاكتظاظ. كما حضر المراسم وزراء في الحكومة الحالية ووزراء سابقون وضباط في الجيش يتقدمهم قائد أركان الجيش الفريق فايد صالح، وعبد المالك فنايزية وعدد من رفقاء الجنرال بلخير كاللواء خالد نزار ومحمد تواتي وكبار الضباط المتقاعدين، إضافة إلى ممثلي الطبقة السياسية منهم أبو جرة سلطاني رئيس حركة حمس، وجمال ابن عبد السلام أمين عام حركة الإصلاح الوطني. وقد تمت مراسم التشييع وفق التقاليد العسكرية، حيث قدمت له التحية. وبالمناسبة ألقى العميد نذير متيحي، مدير الإعلام والاتصال بوزارة الدفاع الوطني، كلمة تأبينية أشاد فيها بنضال ومحاسن الرجل مؤكدا بأن الجزائر ''بطلا من أبطال الوطن''، مستذكرا لحظات من سيرة العربي بلخير الشخصية المولود في عام 1938 الذي التحق بالثورة سنة 1958 تولى خلالها قيادة فيلق من فيالق جيش التحرير على الحدود. وذّكر بمختلف المسؤوليات التي تولاها في الجيش الوطني الشعبي منها قائد الناحيتين العسكريتين الرابعة والثانية، ومدير مدرسة المهندسين المعروفة ''إينيتا'' ثم وصفه ب''العسكري المنضبط والقائد القدوة''. وأضاف ''تخطفك المنون والوطن في أمس الحاجة إليك، وأن الجيش الذي حلمت به يبكيك اليوم''. بدوره، نوه محمد معتصم، مستشار العاهل المغربي، بدور السفير الجزائري بالمغرب في تعزيز العلاقات بين البلدين، وقال إن الفقيد الراحل ربطته بالمغرب وشائج متينة، واعتبر ذلك دليلا على ما يربط الشعبين. ويضم الوفد المغربي أيضا المستشارة زليخة نصري ووزير الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري. وحمل الوفد المغربي رسالة تعازٍ إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وإلى عائلة السفير السابق بالمغرب. وأشاد العاهل المغربي في برقية التعازي بالمناقب الإنسانية الرفيعة، وخصال رجل الدولة الكبير المتحلي بروح المسؤولية العالية، حيث عمل على توطيد علاقات الأخوة الصادقة وحسن الجوار بين بلدينا الشقيقين، التي كان الفقيد الكبير من المتشبثين بحتمية المصير المشترك بين شعبينا الجارين في نطاق اتحاد المغرب العربي''.