مصادر قضائية تكشف عن إفادات مثيرة أدلى بها ربان الباخرة وأفراد طاقمه التحقيقات أثبتت أن حاوية الكوكايين تم فتحها بعد قطع حزام قفلها بآلة حادة قبطان الباخرة: «لم أكن حاضرا عندما فتحت حاوية الكوكايين بميناء فالنسيا الإسباني» كشف ربان الباخرة المسماة «فيڤا ماركوري» التي كانت تنقل حاويات اللحوم المجمّدة القادمة من البرازيل، والتي ضبط على متنها أزيد من 700 كيلوغرام من الكوكايين، بأنه لم يحضر عملية فتح الحاويات من أجل المراقبة التي تمت على مستوى ميناء فالنسيا في إسبانيا، رغم أن الإجراءات القانونية تقتضي حضوره برفقة كل طاقم الباخرة. حاوية الكوكايين نقلت في باخرة MSC AMALF من البرازيل إلى إسبانيا وفي باخرة VEGA MERCURY من إسبانيا إلى وهران وحسب المعلومات التي تحوزها «النهار» نقلا عن مصدر قضائي، فإن التحقيقات قد كشفت أن حاويات اللحوم القادمة من البرازيل التي تعود ملكيتها لشركة «دونيا ميت»، من بينها الحاوية التي ضبطت فيها شحنة الكوكايين، قد تعرضت لعدة عمليات فتح ومراقبة على مستوى موانئ البرازيل وإسبانيا. وكشف ذات المصدر أن شحنة اللحوم التي عثر فيها على الكوكايين نقلت من البرازيل إلى إسبانيا على متن باخرة MSC AMALFI، عبر الرحلة التي تحمل رقم 817R، وهذا إلى غاية ميناء فالنسيا، أين تم إعادة شحن كل حاويات اللحوم في باخرة أخرى تسمى، VEGA MERCURY، بعد أن خضعت الحاويات إلى عملية فتح وتفتيش من قبل الجمارك الإسبانية، قبل أن تشدّ الرحال إلى ميناء وهران. حزام قفل حاوية الكوكايين تمّ قطعه بآلة حادة وحسب نفس المصدر الذي أورد الخبر ل«النهار»، فإن التحقيقات التي باشرتها المصالح المختصة من خلال معاينة الحاوية التي كانت معبّأة بالكوكايين، قد كشفت الخبرة التي تم إجراؤها على قفل الحاوية على مستوى المعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام للدرك الوطني، أن القفل مصنوع في إسبانيا، وهو مزوّد ببطاقة حزامة CARTE FERME، حيث تم تركيبه بميناء فالنسيا بإسبانيا، عقب المعاينة الروتينية للحاوية من طرف مصالح الجمارك الإسبانية، كما بينت المعاينة المجهرية بأن طرفي الحزامة الخاصة بالقفل البلاستيكي قد تم قطعها بآلة حادة من جهتين، وهو ما يطرح أكثر من تساؤل حول الجهة التي قامت بهدا الفعل! قائد الباخرة: «لم أحضر عملية فتح الحاوية بميناء فالنسيا ولاعلم لي بتغيير القفل» وأكد مصدر «النهار» بأن قائد سفينة «فيڤا ماركوري» المسمى «بينس ألفران»، وهو فليبيني الجنسية، ويبلغ من العمر 51 سنة، أكد بأنه لم يحضر عملية فتح الحاوية بميناء فالنسيا نهائيا، مؤكدا بخصوص الحاويات محل التحقيق الخاصة بشركة «دنيا مايت»، أنه لم يلفت انتباهه أي تغيير عليها عند شحنها بميناء فالنسيا، كما أنه لم يكن يعلم بعملية تغيير القفل. وحسب مراجع «النهار»، فإن قبطان الباخرة قد أكد بأن شركة MSC التي يعمل لديها هي من تقوم ببرمجة مسار الحاويات، وأي عملية فتح ومراقبة للحاويات تكون بحضور ممثل عن الشركة، كما أن طاقم الباخرة لم يسجل أي تغيّر لدرجة حرارة الحاويات. مساعد ربان الباخرة: «لم نعلم بفتح الحاوية ولم أعد مراقبتها بسبب كثرة الحاويات» وكانت تصريحات الضباط والتقنيين المكونين لطاقم الباخرة تصب كلها في سياق واحد، حيث قال المسمى «ألفريد أنجيلادا»، وهو ضابط بباخرة «فيڤا ماركوري»، والذي كان ضمن طاقم الباخرة في رحلتها بين فالنسيا وميناء وهران، إنه كان يشرف على مراقبة الحاويات وعلى وجه الخصوص مراقبة أقفالها، وأن الحاوية التي ضبطت فيها مادة الكوكايين التي تحمل رقم GESU9383733، قد خضعت لمراقبة عادية، على غرار باقي الحاويات التي كانت على مستوى الباخرة، أما المراقبة الدورية للحاويات فهي من مهام القبطان الثاني المساعد للسفينة المسمى «زارڤوسا تيوريكو»، والذي نفى بدوره أن يكون له أي علم بإجراءات فتح الحاويات على مستوى ميناء فالنسيا من قبل مصالح الجمارك الإسبانية، بما فيها الحاوية التي كانت محمّلة بالكوكايين. كما قال إنه تغاضى عن عملية المراقبة الدقيقة للحاويات بسبب عددها الكبير وعدم قدرته على ذلك، مشيرا إلى أنه قام بالمراقبة الدورية للحاويات خلال الرحلة في عرض البحر، غير أنه لم يشاهد أي شخص غريب عن الطاقم داخل الباخرة، كما أنه لم يشاهد أي حركة غير عادية داخل الباخرة طيلة الرحلة. من جهته، قال «مونتينيڤرو جران» وهو أحد الكهربائيين بالباخرة، إن درجة حرارة الحاوية التي عثر فيها على الكوكايين لم تتغير أثناء عملية الشحن، وأن الأمور بقيت على حالها إلى غاية وصولهم إلى ميناء وهران.