حرس السواحل اعترضوا سبيل باخرة شحن وعثروا على مخدرات صلبة داخل حاويتين تمكنت، أول أمس، مصالح المخابرات العسكرية بالتنسيق مع سرية الأبحاث للدرك الوطني وحرس السواحل بوهران، من إحباط محاولة لتهريب ما يزيد عن 700 كلغ من الكوكايين الخام، وهو مخدر من النوعية الرفيعة. وحسب مصادر «النهار»، فإن العملية تمت في عرض البحر على بعد بضعة أميال بحرية من ميناء وهران، أين جرى اعتراض سبيل باخرة «فيڤا ميركوري» التي كانت راسية بمغطاس وتحمل علم ليبيريا، وهي قادمة من إسبانيا وعلى متنها حمولة من اللحوم نصف المجمّدة مصدرها البرازيل. قالت مصادر النهار إن قوات حرس السواحل قامت باغتراض الباخرة في البداية، ليتم تحويلها إلى اليابسة وتحديدا إلى ميناء وهران، أين تم إخضاعها للتفتيش الدقيق، بمشاركة عناصر من الدرك والأمن العسكري إلى جانب الجمارك والشرطة، وإخضاع طاقم الباخرة للتحقيق. وقد أفضت عمليات تفتيش الحاويات على متن الباخرة إلى اكتشاف كميات ضخمة من مخدرات الكوكايين كانت مخبّأة داخل حاويتين للحوم المجمّدة، حيث بلغ وزن المخدرات المحجوزة أكثر من 7 قناطير كانت مخبأة بإحكام داخل الحاويتين. وقد أفضت التحقيقات الأولية لمصالح الدرك الوطني بعد توقيع وكيل الجمهورية لدى محكمة وهران لقرار تمديد الاختصاص لاستكمال التحريات، إلى توقيف أربعة أشخاص يعتبرون من شركاء المستورد الرئيسي للحوم نصف المجمّدة الذي ينحدر -حسب مصادر مطلعة من الجزائر العاصمة – وكانت عملية تمريره لحمولة اللحوم المستوردة من البرازيل أول صفقة للمتعامل تتم عبر ميناء وهران، التي كانت ستحول إلى الميناء الجاف بالسانية. وحسب بعض المصادر الموثوقة، فإن الباخرة كانت راسية لفترة على بعد أميال من ميناء وهران، قبل ترصدها من قبل القوات البحرية استغلالا لمعلومات تفيد بمحاولة إدخال بضاعة مشبوهة إلى الجزائر عبر ميناء وهران، فتمت محاصرتها وإجبار طاقمها على الرسو بالميناء، لتتم الاستعانة بالكلاب المدربة وإخضاع الحاويات المحملة باللحوم نصف المجمدة للتفتيش. فيما تقول معطيات أخرى إن مصالح خفر السواحل الإسبانية أبلغت نظيرتها الجزائرية بوجودة باخرة تحمل شحنة من المخدرات متجهة نحو الجزائر، قبل أن يتم اعتراضها. ولحد كتابة هذه الأسطر، ما تزال التحقيقات متواصلة، وسط تكتّم كبير بخصوص شحنة المخدرات الصلبة التي تم العثور عليها بباخرة «فيڤا ميركوري» البرازيلية من قبل مصالح الدرك الوطني، والتي تم وضعها تحت الحجز إلى غاية انتهاء التحقيقات القضائية. فيما راحت مصادر أخرى تتحدث عن وجود تلاعب بالحاويات، حيث أشارت إلى أن صاحب شركة استيراد اللحوم «دنيا ميت»، قال خلال التحقيق معه إن الرقم السري لفتح الحاوية جرى تغييره، وأنه ليس الرقم الذي تسلمه من الشركة البرازيلية التي يتعامل معها، مما يرجح فرضية أن تكون الحاويات قد تم تغيير محتوياتها في عرض البحر. وتتبع باخرة «فيڤا ميركوري» لشركة نقل بحري معروفة ومرموقة يقع مقرها في هامبروغ الألمانية، حيث اتصلت «النهار» بمسؤوليها، أمس، للحصول على روايتهم حول ما جرى، لكن من دون رد. وفي آخر التطورات، أفادت مصادر مطلعة ل«النهار»، أن رجل الأعمال صاحب شحنة اللحوم المجمّدة «كمال.ش» المعروف في وسط عالم الأعمال وفي حي القبة بالعاصمة باسم «كمال البوشي»، وهو شاب من مواليد الأخضرية عام 1978، قد جرى توقيفه والتحقيق معه ووضعه تحت الرقابة القضائية.