تشهد أحياء مدينة بشار هذه الأيام تذبذبا ونقصا واضحا في عمليات التزود بمياه الشرب انطلاقا من سد جرف التربة ببلدية القنادسة وذلك بعد الترسبات الطينية والأوحال التي سببتها الأمطار الأخيرة تاركة وراءها قواعد طينية مترسبة ومشاكل بالجملة مما اجبر القائمون على الوضع وقف عمليات ضخ وتوزيع المياه باتجاه أحياء بشار تجنبا لأي مشاكل قد تسجل بهذا الشأن إلا أن هذا الطرح لا يكاد يفهمه المواطن البشاري الذي تفاجأ بهذه الانقطاعات في عمليات التزود بالمياه في الوقت الذي ارتفع فيه منسوب مياه السد وهو الأمر الذي بعث حالات استياء واضحة لاسيما بعد اتخاذ مصالح البلدية سياسة التوزيع عن طريق الصهاريج للحد من المشكل ويبقى بذلك المواطن البشاري سيما ببشار الجديد بين رغبة الجزائرية للمياه في وقف عمليات التوزيع وبين سندان المكعب البلدي الذي يتبع سياسات مختلفة ومتعددة ليرضى عنه هذا المواطن . للإشارة يقع سد جرف التربة غرب مدينة بشار على بعد 35 كلم وهو يعد من اكبر السدود في الجزائر ،يتغدى هدا السد من عدة أودية كبيرة وصغيرة آتية اغلبها من المغرب الأقصى وأكبرها وادي زلمو ويطلق عليه سكان المنطقة وادي قير يبلغ طول مجراه حوالي 550كلم حيث يلتقي هذا الأخير بوادي الساورة بمنطقة اقلي وقد قام الرئيس الراحل هواري بومدين بوضع حجر الأساس لانجاز هذا السد سنة 1965 واستغرقت مدة انجازه 6 سنوات ودشن سنة1971 .وتقدر طاقة استيعابه 360,00 مليون متر مكعب وهو الآن يزود مدينتي القنادسة وبشار بالمياه الصالحة للشرب ، كما يزود سهل العبادلة الممتد على مسافة 70 كلم بالسقي الفلاحي طول الموسم ويعتبر من الأماكن السياحية الجميلة بالمنطقة بطبيعتها المتنوعة بالحيوانات والنباتات وتأتي إليه الطيور المهاجرة من عدة مناطق وتجري به عدة نشاطات من الملاحة والقوارب الشراعية ويعد قبلة العديد من هواة الصيد القاري بالإضافة إلى كونه مشروع مهم لتربية عدة أنواع من الأسماك . فعلى الرغم من كل هذه الامتيازات يبقى الشغل الشاغل للمواطن البشاري رغبته في التزود بمياه الشرب في أسرع وقت ممكن وهو ما يتوازى مع تعليق احد الشيوخ الذي صرح قائلا :" الوقت لي يروى فيه السد ...نعاني نحن من أزمة عطش ."