وحسب مصادر من وزارة الموارد المائية، فإن سدود الجهة الغربية هي الأكثر عرضة لهذا المشكل، حيث امتلئ نصفها بالأتربة• ويتعلق الأمر بسد "سرقوق "بولاية معسكر، وسد "بوحنيفية" بولاية عين الدفلى، سد "مرجة سيدي عابد" بولاية غليزان، سد" زار دي زاس"، بولاية سكيكدة وسدي "فوم الغرزة" و"القصب"بولاية المسيلة، أن أغلبيتها قديمة• أما السدود المتبقية فهي تعرف مشكلة ترسب الأتربة حتى وإن كانت بنسب أقل من السدود السابقة الذكر، حيث تملأ الأتربة 15 بالمائة من المساحة الإجمالية للسدود، وهذه السدود مرشحة للارتفاع مالم تتخذ التدابير اللازمة• وأشارت المصادر ذاتها، أن أغلبية الترسبات حدثت خلال فصل الخريف الماضي، الذي تزامن وسقوط كميات معتبرة من الأمطار، حيث صبت السيول المحملة بالأتربة والأوحال في الأحواض• ويعد مشكل انجراف التربة المنبع الرئيسي لمشكل توحل السدود، لأن عدم وجود غطاء نباتي، أي الأشجار كنتيجة لتوسع رقعة التصحر، هو الذي يعيق عملية امتصاص المياه بالمساحات التي تمر بها مياه الامطار، مما يؤدي إلى انحدارها المستمر، جارفة معها الأتربة إلى أن تصب بالسد الذي تصله نسبة التربة والمياه متعادلة• ولم ينف الأثر السلبي الذي تتركه الأوحال على الأجهزة الموجودة بالسد؛ حيث تسببت في انسداد العديد من قنوات الصرف وتحويل المياه، كما أن حجز الأتربة لمساحات من السدود يكون دائما على حساب حصة المواطن في التزود بالماء الشروب• بالإضافة إلى هذا، تجعل الأتربة المترسبة العمر الزمني للسد والكائنات الموجودة به محدودة؛ حيث تعيق الأتربة الحياة العادية للأسماك، خاصة إذا كانت المياه غير مصفاة بسبب انسداد بعض القنوات الموجودة على مستوى السد• كما أن فيضان هذه السدود وارد في حالة هطول أمطار معتبرة، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي تعرفها الجزائر، على غرار باقي دول العالم• وعن الحلول التي سطرتها الوزارة لنزع هذه الأتربة، أشارت أنه تم منح الرخص للشركات التي فازت في المناقصات الدولية المنظمة لتطهير هذه السدود الستة المشار إليها سابقا، لأن وضعيتها كارثية، ليتم برمجة عمليات تطهير أخرى حسب درجة تضرر كل سد• وتقود عمليات التطهير وإزالة الأوحال بالسدود الستة شركات وطنية وأجنبية، أسندت لها هذه المهمة بعد فوزها في العروض التقنية والمالية خلال المناقصة الدولية التي تم تنظيمها• وتجدر الإشارة إلى أن مشكل توحل السدود أصبح من المشاكل الجوهرية التي تؤرق الوزارة، خاصة وأن معدلات الترسب ازدادت وتيرتها خلال السنوات الأخيرة، بسبب عدم انتظام سقوط الأمطار نتيجة لارتفاع معدل التساقط وكثافته•