الوباء الثاني يوجد بالدول التي تنتشر فيها حروب وتعاني من خدمات صحية متدنية 36 حالة إصابة مؤكدة ب«الكوليرا» في مستشفى بوفاريك .. وفاة شخصين والبطيخ المشتبه فيه رقم 1 «مانوفري» من «أحمر العين» ينقل وباء «الكوليرا» من البليدة إلى تيبازة الإشتباه في 3 إصابات ب«الكوليرا» في تيزي وزو وبرج بوعريريج والمدية استنفار للبحث عن «فاردو ماء».. ووزارة الموارد المائية:«إطمئنوا.. نراقب مياه الشرب 3 مرات قبل وصولها إلى حنفياتكم». تشهد المستشفيات حالة من الغليان والفوضى، نتيجة انتشار وباء «الكوليرا»، وذلك بسبب عدم احترام شروط العزل والتقيّد بالتوجيهات الواجب اتباعها في مثل هذه الحالات، حيث يعيش الجزائريون حالة من الهلع، التي دفعتهم إلى التهافت على المياه المعدنية والصيدليات لاقتناء أملاح إعادة التمييه، وكميات من ماء «الجافيل» لتطهير مياه الحنفيات، التي أصبحت المتهم الرئيسي في انتشار المرض. وفي هذا الشأن، صرح مدير الوقاية في وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، الدكتور جمال فورار، بأن الإصابات بوباء «الكوليرا» التي تم تسجيلها في أربع ولايات من الوطن، هي حالات معزولة منحصرة في عائلات، مؤكدا أن الوضع متحكم فيه. وأوضح الدكتور فورار خلال ندوة صحافية نشطها برفقة إطارات في الوزارة والمدير العام لمعهد «باستور»، لإعطاء توضيحات حول حالات الإصابة بوباء «الكوليرا» في أربع ولايات، وهي الجزائر، البليدة، تيبازة والبويرة، التي سجلت 41 حالة من بين 88 حالة مشتبه فيها، أين طمأن فورار بخصوص الحالات المسجلة. مؤكدا أن الوضع لا يدعو إلى القلق ولا يستدعي إعلان حالة الطوارئ، داعيا من جهة أخرى، المواطنين إلى احترام قواعد النظافة المتمثلة في الغسل الجيد لليدين، كونها الناقل الأساسي للعدوى، وكذا الخضر والفواكه قبل تناولها مع تفادي زيارة المرضى المصابين في المستشفيات. من جهته، أكد المدير العام لمعهد «باستور»، الدكتور زبير حراث، أن التحاليل البكتيرية التي أجراها المعهد على عيّنات المصابين، أثبتت أن وباء «الكوليرا» انتقل بسبب غياب شروط النظافة في بعض المواد المستهلكة، مستبعدا أن يكون الأمر له علاقة بالمياه. وأشار في ذات السياق، إلى أن التحاليل الجارية على مستوى معهد «باستور» حول الأطعمة التي تناولتها العائلات المصابة، ستكشف قريبا الأسباب الحقيقية لهذه الإصابات. من جانبه، عرض الدكتور يوسف طرفاني، نائب مدير في وزارة الصحة، مختلف الحالات المسجلة على مستوى الولايات الأربع، حيث أوضح أن 6 منها سجلت في «عين بسام» بالبويرة، حيث أظهرت التحاليل تأكيد 3 حالات، و 50 حالة في البليدة، من بينها 22 مؤكدة، و18 حالة في تيبازة، من بينها 11 مؤكدة، و 14 حالة في ولاية الجزائر، من بينها 5 حالات مؤكدة. وفي ذات الإطار، ذكر مدير الصحة لولاية الجزائر، الدكتور محمد ميراوي، أن 10 حالات من بين 14 حالة التي تم إدخالها إلى مستشفى «القطّار» غادرت المستشفى، فيما ستغادره الأربع المتبقية اليوم. وأكد مدير الصحة لولاية الجزائر، أن مياه الحنفيات ليست مصدرا لوباء «الكوليرا»، وأنها مياه صالحة للشرب، موضحا أن ولاية الجزائر ليست مصدرا لهذا الوباء، وإنما تم نقله من طرف أشخاص كانوا قد سافروا إلى البليدة والبويرة، وهما الولايتان اللتان ظهر فيهما هذا الوباء. كما أعلن مدير الصحة لولاية البليدة، أحمد الجمعي، بدوره، أن 12 حالة من بين 74 إصابة بهذا الوباء، غادرت مستشفى بوفاريك، مضيفا أن حالة بقية المصابين تشهد تحسنا مستمرا وستغادر المستشفى خلال الأيام القليلة القادمة. 36 حالة إصابة مؤكدة ب«الكوليرا» في مستشفى بوفاريك .. وفاة شخصين والبطيخ المشتبه فيه رقم 1 كشف مدير الصحة لولاية البليدة، أحمد جمعي، أن مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك بالبليدة، استقبلت 89 شخصا أصيبوا بأعراض تسمم حاد مصحوب بالغثيان والإسهال الحاد، ومن بين الحالات تم تأكيد 36 حالة إصابة بداء الكوليرا الذي أدى إلى وفاة المدرب الوطني للملاكمة عثمان دحماني البالغ من العمر46 سنة المنحدر من مدينة بوعرفة بالبليدة، والذي نقل العدوى من خلال تواجده رفقة صديقه المريض بالمستشفى. فيما سجلت حالة وفاة ثانية لسيدة تدعى «ف. م» من مواليد 1965 بالمستشفى والقاطنة بحي بن بولعيد، والتي لم تؤكد طبيعة وفاتها بعد إلا بعد ظهور نتائج معهد باستور حسب ذات المتحدث. وبشأن الحالة الثانية التي سجلتها المصلحة للسيدة المصابة بداء السكري والتي توفيت، ليلة أول أمس، فلم يتأكد بعد إذا ما كانت الوفاة بسبب إصابتها بداء الكوليرا، في انتظار ظهور نتائج تحاليل معهد باستور، ولهذا السبب تم نقل جثتها إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى فرانتز فانون، ولم يتم تسليم جثتها إلى ذويها إلا بعد ظهور النتائج كإجراء وقائي. وأضاف المتحدث أن الحالات التي تم استقبالها بمستشفى بوفاريك قادمة من أربع ولايات وسطى وهي البويرة والجزائر العاصمة وتيبازة والبليدة، التي سجل بها لوحدها 50 حالة تسمم حاد مصحوب بالغثيان والإسهال، وكشفت النتائج الأولية إصابتهم بداء الكوليرا، حيث مازالوا يقبعون تحت المراقبة الطبية. مضيفا أنه تم تشكيل خلية أزمة فور الإعلان عن الداء القاتل، بتجنيد طاقم طبي يضم أزيد من 18 طبيبا مختصا وأساتذة وأطباء مختصين في الوقاية، فيما تم إرسال طاقم طبي لعائلات المصابين إلى منازلهم ومنحهم أدوية مضادة، تحسبا لظهور أعراض أخرى، مع التكفل التام بجميع المصابين. وأضاف المتحدث أنه غادر، صبيحة أمس، 18 شخصا إلى منازلهم بعد تلقيهم العلاج، أما الذين لايزالون تحت العناية المركزة وتحسبا لانتقال العدوى إلى عائلاتهم، فقد تم منع الزيارة عنهم وعزلهم في غرف خاصة مع غلق المؤسسة الاستشفائية. بدوره، أكد المدير العام لمعهد باستور الدكتور زبير حراث، أن التحاليل البكتيرية التي أجراها المعهد على عينات المصابين أثبتت أن وباء الكوليرا انتقل بسبب غياب شروط النظافة في بعض المواد المستهلكة، مستبعدا أن يكون الأمر له علاقة بالمياه، مشيرا إلى أن التحاليل الجارية على مستوى معهد باستور حول الأطعمة التي تناولتها العائلات المصابة ستكشف قريبا الأسباب الحقيقية لهذه الإصابات. إجبار العمال والأطباء على ارتداء ألبسة الوقاية في مستشفى بوفاريك وفي مستشفى بوفاريك، لا تزال مصلحة الأمراض المعدية تشهد حالة استنفار قصوى وسط طاقمها الطبي، تفاديا لانتقال العدوى القاتلة من داء الكوليرا الذي يعد وباء شديد العدوى، حيث ينتقل المرض عن طريق الطعام والمياه الملوّثة، ويتسبب في الموت بسبب الإسهال الشديد وفقدان كميّة كبيرة من سوائل الجسم وبالتالي الإصابة بالجفاف. وللوقاية من المرض الخطير والقاتل، ألزمت مديرية الصحة بالبليدة كل طاقمها الطبي من ممرضين وأطباء وحتى أعوان الإدارة بارتداء اللباس الوقائي الخاص، ووضع أقنعة الفم والأنف تفاديا لانتقال العدوى أثناء منح الأدوية للمصابين على سبيل الاحتياط، لمنع نقل العدوى إلى خارج المؤسسة الاستشفائية. شقيق المرأة المتوفاة «للنهار»: «رفضوا منحنا جثة أختي.. والمرحومة تناولت فاكهة البطيخ» صرح شقيق السيدة المتوفاة «فتيحة منصوري» ل«النهار» أن شقيقته التي تعيش بمفردها تناولت رفقة صديقتها، ليلة نقلهما على جناح السرعة إلى مستشفى بوفاريك، فاكهة البطيخ. مضيفا أنهما تعرضتا لإسهال حاد مصحوب بحالات غثيان، وفور وصولها إلى مصلحة الأمراض المعدية وبالرغم من التكفل الطبي بحالتيهما إلا أن شقيقته توفيت نتيجة التسمم الحاد الذي لم يتأكد بعد إذا ما كان ناجما عن الإصابة بداء الكوليرا، في انتظار ظهور نتائج تحاليل معهد باستور. وأوضح نفس المتحدث أن صديقة شقيقته المتوفاة ترقد بمصلحة العناية المركزة نتيجة التسمم الحاد الذي تعرضت له؛ مضيفا أن إدارة المستشفى رفضت تسليم عائلته جثة الراحلة لدفنها إلا بعد ظهور نتائج التحاليل. وفي آخر التفاصيل، علمت «النهار» أن عينات من فاكهة البطيخ التي كانت آخر ما تناولته الضحيتان، قد جرى نقلها إلى معهد باستور لإجراء تحاليل حولها، ومعرفة ما إذا كانت مصدر بكتيريا الكوليرا. «مانوفري» من أحمر العين ينقل وباء الكوليرا من البليدة إلى تيبازة تعيش ولاية تيبازة حالة طوارئ حقيقية، بسب تأكد إصابة شاب في نهاية عقده الثالث ينحدر من منطقة احمر العين بوباء الكوليرا، وهو الأمر الذي جعل مصالح مديرية الصحة تسارع إلى عزل أفراد عائلته ونقلهم إلى مستشفى بوفاريك، أين تأكد إصابة ثلاثة آخرين منهم بهذا الوباء. وباء الكوليرا الذي وصل إلى تيبازة عن طريق عدوى نقلها شخص ينحدر من أحمر العين يدعى «ل.أ» ويعمل في إحدى ورشات البناء بولاية البليدة، حيث تأكد ذلك يوم الأربعاء، إثر التحاليل التي أجريت بمعهد باستور بالعاصمة، أين تم نقل المصاب إلى مستشفى بوفاريك، في الوقت الذي تم عزل أفراد عائلته المقدرين ب8 أفراد، والذين تبين فيما بعد إصابتهم بالداء، حيث تم تحويلهم هم أيضا إلى المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأمراض المعدية ببوفاريك. وعقب تأكد مصالح ولاية تيبازة من إصابة الشخص المنحدر من احمر العين بوباء الكوليرا، أعلنت حالة طوارئ حقيقية، وأوفدت لجنة تحقيق مشكلة من مديرية الصحة ومديرية الموارد المائية ومصالح شركة «سيال» إلى مدينة احمر العين جنوب ولاية تيبازة، حيث تم إجراء التحاليل اللازمة للمياه وقنوات الصرف الصحي. وقال مصدر من اللجنة إنه تم تتبع مسار المياه من الخزان إلى غاية المنزل الذي عرف انتشار هذا الوباء، كما تم أخذ عينيات من المياه الخاصة بقنوات الصرف الصحي، وتبين أن لا وباء فيها ولا في المياه التي تستعملها العائلة وباقي سكان الحي، وهو ما عزز من فرضية أن العدوى تم نقلها من طرف الشخص المصاب. مياه الحنفية التي تصل العائلة المصابة باحمر العين سليمة طمأنت مديرية الموارد المائية لولاية تيبازة حول مياه الحنفيات، وأكدت أنها صالحة للشرب والاستهلاك، ودعت المواطنين إلى عدم الخوف، أين أكد مدير الموارد المائية أن مياه الحنفيات التي تصلهم عبر مختلف المنشآت والشبكات العمومية عبر كل بلديات الولاية سليمة وصالحة للشرب والاستهلاك، ولا داعي للخوف منها. وأشار ذات المصدر إلى أن هذه المياه تخضع يوميا لتحاليل عديدة، وفق المعايير التي تمليها نصوص القانون، ووفقا لمقاييس المنظمة العالمية للصحة. وكانت ذات المصالح قد أجرت تحقيقات على المياه التي وصلت أفراد العائلة المصابة بداء الكوليرا، أين تم التأكد من سلامة المياه التي تصلهم عبر الحنفيات. أول مصاب يغادر مستشفى بوفاريك وإخضاع 30 شخصا آخرين للفحوصات أكد مدير الصحة لولاية تيبازة الدكتور جسيم عمراني، أن الشخص المصاب بداء الكوليرا بتيبازة قد غادر مستشفى الأمراض المعدية ببوفاريك في ولاية البليدة، بعد تماثله للشفاء بصفة نهائية، فيما لا يزال تسعة أشخاص تأكدت إصابتهم بالعدوى يمكثون بالمستشفى تحت العناية المركزة، وأظهرت التحاليل التي أجريت على أربعة أشخاص آخرين نجاتهم من العدوى. فيما ينتظر ظهور نتائج خمسة أشخاص. كما أكد مدير الصحة أن مصالحه حاصرت الوباء على مستوى بلدية احمر العين التي ينحدر منها المصابون، وقامت بنقل 30 شخصا من الذين احتكوا بالمرضى الى مستشفى بوفاريك لإجراء التحاليل وظهرت النتائج الأولية سلبية، مشيرا إلى أن مصالحه في حالة تأهب قصوى منذ إصابة أول شخص. الإشتباه في 3 إصابات بالكوليرا في تيزي وزو وبرج بوعريريج والمدية قامت المصالح الاستشفائية بتابلاط في ولاية المدية، بتحويل طفل يبلغ من العمر 4 سنوات، على جناح السرعة إلى مستشفى القطار، بعد الاشتباه في إصابته بداء «الكوليرا» بعد زيارته إلى عائلته التي تقطن البليدة. وحسب المعلومات المتوفرة لدى «النهار»، أمس، فإن الطفل يبلغ من العمر 4 سنوات، ظهرت عليه أعراض وباء «الكوليرا»، وتم تحويله إلى مستشفى القطار مباشرة بعد قدومه إلى مستشفى المدية. وقال مدير الصحة بالمدية، إن الطفل المصاب بمرض الكوليرا، هو قريب لعائلة أصيبت بالمرض في ولاية البليدة، وحسب معلومة مؤكدة، فإن عائلة الطفل التي كان أهله في زيارتها بالبليدة أصيب أفرادها بداء «الكوليرا». الاشتباه في إصابة طفلة ب«الكوليرا» بمستشفى تيزي وزو استقبلت مصلحة الأمراض المعدية في المستشفى الجامعي ندير محمد بمدينة تيزي وزو، مساء أول أمس الخميس، حالة مستعجلة لطفلة تبلغ من العمر 13 سنة، بعدما جرى الاشتباه في إصابتها بوباء «الكوليرا». وحسب مصادر مطلعة، فإن الطفلة أصيبت بأعراض شبيهة بأعراض الإصابة بالوباء القاتل، حيث ظهرت على الطفلة التي تقطن في سور الغزلان التابعة لولاية البويرة، أعراض الإسهال الحاد والإصابة بالدوار والقيء. وفيما تنقل وفد من مصالح مديرية الصحة والشرطة إلى المستشفى للحديث إلى الطاقم المشرف على علاج الطفلة، قالت مصادر مطلعة ل«النهار»، إن الحالة المشتبه فيها التي يجري التكتم عليها وسط سرية بالغة، لم تظهر نتائج التحاليل الخاصة بها، وهو ما يؤجل نفي أو تأكيد إصابة الطفلة بوباء «الكوليرا». إصابة شاب بإسهال حاد والاشتباه في إصابته بالكوليرا في برج بوعريريج استقبلت مصلحة الاستعجالات بمستشفى بوزيدي لخضر بولاية برج بوعريريج حالة شاب أصيب بإسهال حاد، مما جعل ذات المصالح تشتبه في إصابته بداء الكوليرا بسبب هذه الأعراض التي تشبه كثيرا أعراض الإصابة بالمرض المعدي، خصوصا أن المعلومات المتداولة، تشير إلى أن الشاب عاد نهاية الأسبوع من وليمة فرح بولاية البويرة، التي سجلت بها حالات إصابة بالداء. كما كشفت معلومات أخرى متوفرة بأن الإصابة لا تدعو إلى القلق، كون حالة المصاب تتعلق بإسهال حاد يقترب في أعراضه من داء الكوليرا، مشيرة إلى أخذ الجهات الطبية المعنية الاحتياطات اللازمة من قبل الطاقم الطبي بالمستشفى، بعد استقبال المريض مباشرة، خصوصا بعد الإعلان عن حالات الإصابة بالداء المعدي، حيث تم تحويله على جناح السرعة إلى مصلحة الإنعاش لتقديم العلاج المناسب، ليتم بعدها وضعه في غرفة العزل واتخاذ كل الإجراءات المطلوبة في هذا الشأن. استنفار للبحث عن «فاردو ماء».. ووزارة الموارد المائية:«إطمئنوا.. نراقب مياه الشرب 3 مرات قبل وصولها إلى حنفياتكم». عاشت الجزائر العاصمة وعدد من المدن والولايات المجاورة لها حالة استنفار قصوى مباشرة بعد إعلان وزارة الصحة، عن انتشار وباء «الكوليرا» في أربع ولايات، على غرار العاصمة والبليدة وتيبازة والبويرة، حالة استنفار قصوى على مستوى الفضاءات التجارية والمحلات والصدليات في رحلة البحث عن المياه المعدنية، ومواد التعقيم وأملاح التمييه خوفا من الإصابة بالكوليرا. وحسبما اطلعت عليه «النهار»، أمس الخميس والجمعة، فقد عاشت أغلب المحلات والفضاءات التجارية المنتشرة في العاصمة، ضغطا كبيرا نتيجة للطلب المرتفع من قبل الزبائن على المياه المعدنية، وهذا مباشرة بعد إعلان وزارة الصحة عن تفشي وباء الكوليرا في أربع ولايات بصورة رسمية وثبوت إصابة 41 شخصا، حيث شرع المواطنون في اقتناء من اثنين إلى ثلاثة حزم من المياه لكل عائلة، وهو ما جعل أغلب مخزون هذه الفضاءات من المياه ينفذ خلال ساعات قليلة من مساء يوم الخميس. وهو ما جعل أغلب هذه الفضاءات تطلب كميات كبيرة من هذه المياه من عند المموّنين، صبيحة الجمعة، وهو ما وقفت عليه «النهار «في عدة أحياء ومدن من الجزائر العاصمة، على غرار الجزائر الوسطى وباب الوادي وبئر مراد رايس. وفي سياق ذي صلة، شهدت أغلبية الصيدليات بنفس المناطق طلبا كبيرا ومرتفعا على مواد التعقيم التي يتم استخدامها لمنع انتشار عدوى الكوليرا في المنازل والأماكن التي تجمع عدة أشخاص، فضلا عن الأملاح المعدنية التي يتم استخدامها في معالجة أعراض الإصابة بالكوليرا، والتي تتسبب بجفاف جسد الإنسان وإفراغه من المياه والأملاح المعدنية. ووزارة الموارد المائية:«إطمئنوا.. نراقب مياه الشرب 3 مرات قبل وصولها إلى حنفياتكم». أثبتت التحاليل التي أجرتها مصالح وزارة الموارد المائية ووزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، بأن المياه الشروب الموزعة في حنفيات المواطنين على مستوى 48 ولاية وحتى الولايات التي ظهرت فيها بؤر «الكوليرا» هي مياه صالحة للشرب، وبالتالي فلا وجود لأي خطر على المواطنين من استهلاكها وشربها. وكشفت المكلفة بالإعلام والاتصال بوزارة الموارد المائية في حديث إلى «النهار»، أمس، بأن المياه الشروب تخضع قبل توزعيها على المواطنين لثلاثة تحاليل، أولها على مستوى محطة المعالجة الموجودة على مستوى السدود المائية، بعدها يتم إجراء تحاليل على مستوى خزانات التجميع على مستوى البلديات والولايات، فيما تجرى عملية تحليل على مستوى الحنفيات التي تصل إلى المواطنين نهائيا، وهذا من أجل اختبار مسار المياه الموزعة من السدود وإلى غاية وصولها إلى الحنفية. وأكدت ذات المتحدثة في اتصال مع النهار، بأن مياه الشرب صالحة ولن يتم قطع المياه عن المواطنين، معتبرة أن ما يتم الترويج له بخصوص انتشار الوباء عن طريق المياه لا أساس له من الصحة، خاصة وأن كل التحاليل التي أجرتها مصالح وزارة الموارد المائية ووزارة الصحة قد أثبتت ذلك. وأكدت وزارة الموارد المائية في بيان لها، أمس، نشرته على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، أن مياه الحنفيات التي تصلهم عبر مختلف المنشآت والشبكات العمومية مياه سليمة صالحة للشرب والاستهلاك ولا داعي للخوف منها. وأشارت الوزارة إلى أن هذه المياه تخضع يوميا لتحاليل عديدة وفق المعايير التي تمليها نصوص القانون ووفقا لمقاييس المنظمة العالمية للصحة، وأضافت الوزارة أن كل محطات معالجة المياه والتي يفوق عددها 90 محطة عبر التراب الوطني تتوفر على مخبر يتابع كل مراحل المعالجة. وبهذا لا تضخ المياه في الشبكات إلا بعد التأكد من سلامتها، كما تتوفر كل ولاية على مخبر لمراقبة صلاحية وجودة مياه الاستهلاك عبر الخزانات وشبكات التوزيع، وعلى هذا الأساس، تؤكد الوزارة مرة أخرى صلاحية مياه الحنفية للاستهلاك. وفاة رضيعين بوباء «البوحمرون» والعدوى تنتقل إلى العشرات في بسكرة! أحدثت وفاة رضيع عمره 11 شهرا، أول أمس، حالة طوارئ في مستشفى بشير بن ناصر ببسكرة، بعد أسبوع من وفاة رضيع آخر بداء «البوحمرون»، مع تسجيل عشرات الإصابات بنفس الداء بين أطفال مرضى أغلبهم رضع، على مستوى مصلحة طب الأطفال بمستشفى الحكيم سعدان في عاصمة الولاية. وعلمت «النهار» أن المصالح الاستشفائية بالولاية، دخلت في حالة استنفار قصوى تخوفا من مضاعفات سلبية على صحة الأطفال المرضى نزلاء مستشفى الدكتور سعدان، على خلفية تعرض العديد منهم للإصابة بداء «البوحمرون» بعد دخولهم المؤسسة الصحية المذكورة للعلاج من أمراض أخرى غير خطيرة. لينتهي بهم الحال إلى الإصابة بعدوى «البوحمرون» بسبب قرب جناح علاج الأخير من مصلحة طب الأطفال، الأمر الذي أثار غضب وتذمر أولياء المرضى، الذين نددوا بالوضعية وطالبوا الجهات المعنية بضرورة التحرك عاجلا لتقليص دائرة انتقال «البوحمرون». حيث أكد بعضهم أن أبناءهم يدخلون المستشفى للعلاج من أمراض مألوفة لدى الأطفال، خصوصا الرضع، وغير خطيرة على حياتهم، ليغادروا المستشفى قبل العودة إليه مصابين ب«البوحمرون» الذي أودى بحياة رضيعين خلال أسبوع، مع تسجيل حالات أخرى تتواجد تحت الرعاية الطبية من طرف المختصين على مستوى المصلحة المعنية. من جهة أخرى، أكدت مصالح الصحة ببسكرة، أن عدد حالات الإصابة ب«البوحمرون» عرفت تقلصا في الأشهر الأخيرة، حيث سجلت أكثر من 1700 حالة إصابة منذ بداية انتشار الداء قبل بضعة أشهر، فيما يشتكي المواطنون من أولياء الأطفال المصابين من نقص التكفل الصحي وعدم توفر اللقاح بالشكل الكافي. الكوليرا يضرب الجزائر بعد 22 سنة.. ! عاد وباء «»الكوليرا»» للظهور بالجزائر بعد أكثر من 22 سنة من آخر حالة سجّل فيها في عام 1996، وفي عام 1986 تم تسجيل 4600 حالة «كوليرا»، حيث يعتبر وباء «الكوليرا» مرضا خطيرا وفتاكا ويُصنف ضمن أمراض الفقر وينتشر في البلدان الفقيرة وذات الدخل المنخفض، وكذا التي تكون فيها الخدمات الصحية متدنية، وهذا في 47 بلداً، والموطن الأصلي لانتشار هذا الوباء هو الهند ومنه انتشر في أرجاء العالم مع حركة التجارة. أما عن تاريخ انتشار وباء «الكوليرا»، عالميًا فمن المرجح حسب الباحثين في المجال الوبائي، أن انتشار البكتيريا المسببة لمرض «الكوليرا» يرجع إلى شبه القارة الهندية، ومع وجود نهر «الغانج» الذي كان من الأنهار الملوثة، انتشر الوباء عن طريق التجارة بين البر والبحر لروسيا ثم إلى غرب أوروبا ثم إلى أمريكا الشمالية، ويعد «الكوليرا» من التهديدات الخطيرة على الصحة في الدول النامية. بدأ وباء «الكوليرا» الأول عام 1816-1826، ثم انتشر في جميع أنحاء الهند بداية من عام 1820 ومات حوالي 10 آلاف فرد من القوات البريطانية وأعداد لا تحصى من الهنود، ثم انتقل الوباء إلى الصين وأندونيسيا، ومات في جزيرة جاوة 100 ألف وتم حصر أعداد الموتى من عام 1817 إلى غاية 1860 في أكثر من 15 مليون شخص، ومن عام 1860 إلى غاية 1917 لقي 23 مليون شخص حتفهم. أما في روسيا فتجاوزت الوفيات 2 مليون، وبدأ وباء «الكوليرا» الثاني في العام 1829 واستمر إلى 1851، ووصل الوباء إلى روسيا والمجر، حيث توفي فيها 100 ألف شخص، أما لندن فمات فيها 55 ألف شخص عام 1830، وفي باريس عام 1832 لقي 20 ألف مصرعهم من أصل 600 ألف، وفي مصر 150 ألف وفي مكة المكرمة 15 ألفا. وكان التفشي الثاني للمرض عام 1849 في باريس ومنه إلى لندن، حصد المرض فيه حوالي 14 ألف شخص وانتشر بعدها في إيرلندا، حيث لقي العديد في المجاعة الإيرلندية الموت، وانتشر المرض في أمريكا الشمالية في هذه الفترة من حياة الرئيس الأمريكي، جيمس بولك، حيث جاءت العدوى من السفن البريطانية عبر نهر المسيسبي، مما أسفر عن وفاة 4 آلاف شخص في سانت لويس وثلاثة آلاف في نيواروليانز والآلاف في نيويورك، فضلا عن انتقال المرض إلى المكسيك عام 1849 عن طريق ولاية كاليفورنيا، وفي الفترة من 1849 إلى 1855 لقي 150 ألف أمريكي مصرعهم. أما الوباء الثالث لمرض «الكوليرا» كان في الفترة من 1852-1890 وأثر هذا التفشي بشكل مباشر على روسيا، حيث حصد أكثر من مليون شخص وانتشر منها إلى أندونيسيا ثم الصين واليابان وانتشرت العدوى في كل من الفلبين وكوريا الجنوبية عام 1859، ثم انتقل إلى العراق والسعودية وإيران، أما الوباء الرابع في الفترة من 1863-1875 فانتشر في كل من إفريقيا وأوروبا، مات فيه من 30 إلى 90 ألف حاج بمكة المكرمة، وانتشر المرض مع الحرب الروسية النمساوية وقتل 165 ألف شخص في النمسا والمجر، وفي بلجيكا لقي 30 ألف شخص مصرعهم، وفي هذا الفترة مات 113 ألف شخص في إيطاليا. وبدأ وباء «الكوليرا» الخامس عام 1869 1881 ومات على إثره 250 ألف شخص في أوروبا و50 ألف في أمريكا و269 ألف في روسيا و120 ألف في إسبانيا و90 ألف في اليابان، وفي مصر 58 ألفا، وبدأ وباء «الكوليرا» السادس في الفترة من 1899 إلى 1923، ولم يكن له أي أثر يذكر في أوروبا بسبب التقدم في مجال الصحة العامة، ولكن مات 500 ألف في روسيا، وفي الفترة من 1902 إلى 1904 حصد الوباء 400 ألف شخص و20 ألف حاج وقتل الوباء السادس بالهند 800 ألف شخص. بدأ الوباء السابع في أندونيسيا ووصل إلى شمال إفريقيا عام 1973 وتفشى من عام 1991 إلى 1994 في أمريكا الجنوبية بسبب سفن التفريغ الثقيل، وظهرت مليون إصابة في بيرو وحوالي 10 آلاف وفاة، وبدأت معدلات انتشار المرض تنخفض منذ عام 1995 نظرًا لانتشار العقاقير والحياة الصحية النظيفة في عدد من دول العالم. أما بخصوص الإصابات الحديثة لانتشار «الكوليرا»، فحسب الإحصائيات الرسمية لمنظمة الصحة العالمية هناك 140 ألف حالة وفاة عام 2000 في إفريقيا، وتمثل إفريقيا 87 من المئة من الحالات، وانتشر الوباء عام 2007 في العراق وأعلنت الولاياتالمتحدة عن وفاة 4569 حالة، وفي عام 2008 تم تأكيد موت 644 حالة بالعراق وتفشي الإصابة في مخيمات اللاجئين في الكونغو، وما مازال المرض منتشرا في البلدان النامية التي تعاني من فقر الخدمات الصحية، خاصة في دول إفريقيا. وقد تفشت «الكوليرا» في اليمن 2017، في 10 محافظات يمنية، في ظل تعطل أكثر من نصف المنشآت الصحية في البلاد عن العمل بسبب الحرب في البلاد واستحوذت العاصمة صنعاء على النصيب الأكبر من إصابات «الكوليرا» بما يقارب 34.6 من المئة من الحالات، وخلال الفترة ما بين 27 أفريل و18 ماي 2017 انتشر المرض إلى حوالي 20 محافظة في جميع أنحاء البلاد، وقد تسبب تفشي الوباء منذ أكتوبر 2016 في 180 ألف حالة اشتباه وأكثر من 1200 حالة وفاة.