الأولياء وصفوها ب«مدرسة الرعب» وأغلقوها أمس احتجاجا على وضعيتها الكارثية المدرسة مهددة بالانهيار والمسؤولون المحليون أخفوا حقيقتها عن والي الطارف أقدم، أمس، أولياء تلاميذ مدرسة ساحلي العمري بن السعيد بقرية داغوسة بلدية البسباس في الطارف على غلق أبوابها ومنع أبنائهم من الدراسة حتى يتضح للرأي العام ما يحدث داخلها، وما يتسبب فيه عديمو الضمير من أضرار تمس بسلامة فلذات أكبادهم، الذين قالوا عنهم إنهم اكتشفوا أنهم أُرسلوا لتحصيل العلم في «مدرسة رعب» حقيقية. كشف الأولياء خلال مرافقتهم من طرف «النهار» إلى بعض أجنحة المدرسة عن وجود أقسام آيلة للسقوط في أي لحظة، مما قد يتسبب في مقتل تلاميذ. مضيفين أن تلك الأقسام شيدها مقاول ثم اختفى من دون حسيب ولا رقيب، كما كشف الاولياء الغاضبون أن أسقف حجرات المدرسة جرى بناؤها من القصدير. وليت الأمر يتوقف هنا، حيث صدمنا من هول المشهد في دورة المياه، حيث تبرز ديدان لا نراها إلا في أفلام الخيال. بعد ذلك، عرّجنا إلى المطعم فكانت المفاجأة الأخرى، أين وقفنا على طعام تم تحضيره بمياه خزان كان يسبح فيه الأطفال، خلال العطلة الصيفية، وصحون مليئة بالغبار والأتربة، فضلا عن انتشار خردوات في كل الزوايا، مثل بقايا الطاولات والكراسي المهشمة. وفي داخل المدرسة، وقفت «النهار» على علم وطني منكس لأسباب غير معلومة، وقمامة مرمية في كل الزوايا ومحيط خارجي عبارة عن شعاب وخنادق تهدد أرواح التلاميذ. وقال الأولياء إنهم لجأوا هذه المرة إلى غلق المدرسة، بعد سنوات من الاحتجاج والاستغاثة خوفا على حياة أبنائهم، ليحمّلوا السلطات المحلية كل المسؤولية، وطالبوا بلجنة تحقيق في هذه القضية التي اعتبروها قضية فساد من الدرجة الأولى. وفي الجهة المقابلة، برر رئيس البلدية الذي التقيناه في عين المكان وضعية المدرسة بكونها مبرمجة ضمن عمليات الترميم خلال المرحلة الثانية، وفق برنامج وزارة الداخلية الاستثنائي الممنوح لولاية الطارف. كما تجدر الإشارة إلى أن والي الطارف قام، مؤخرا، بزيارات معاينة لأغلب الابتدائيات في إقليم الولاية، لكن هناك من أخفى عنه الحالة الكارثية لهذه المدرسة. وفي انتظار البرمجة وكلام المسؤولين العابر، تبقى حياة التلاميذ الأبرياء في خطر حقيقي، فهل من منقذ؟!