لتفادي الكشف عن الممنوعات مقابل الحصول على رشاوى العملية أسفرت عن حجز 410 خرطوشة ملفوفة في صفائح فولاذية معبّأة داخل 3 حقائب تمكّنت، الأسبوع الفارط، شرطة الحدود بمطار هواري بومدين من حجز كمية معتبرة من سجائر «مارلبورو» كانت موجهة للتهريب إلى فرنسا، بتواطؤ شرطي السكانير المدعو «ب.خ»، الذي سهل عملية تمرير 3 حقائب معبّأة ب140 خرطوشة من السجائر لاثنين من معارفه. أحدهما تاجر وصاحب مشاريع بالعاصمة، من خلال تعمّده إطفاء جهاز «السكانير» حتى لا تكتشف السلعة المشبوهة التي كانت ملفوفة في صفائح فولاذية بإحكام، غير أن فطنة رئيس المصلحة أطاحت بالشرطي وشريكيه، الذين كشفت التحريات بشأنهم أنهم كانوا في تواصل مع بارون يدعى «ب.حسان» مقيم بفرنسا لا يزال في حالة فرار، الذي كان يتكفل بسفريات المشتبه فيهما ذهابا وإيابا مقابل الخدمة. كشفت جلسة محاكمة ثلاثة متهمين في القضية، ويتعلق ألأمر بشرطي مشرف على جهاز سكانير بمطار هواري بومدين المتابع من قبل النيابة العامة بسوء إستغلال الوظيفة، والمدعو «ب.عمر»، وهو تاجر وصاحب مشاريع ومتعاقد مع شركات وطنية ومستشفيات بالعاصمة وخارجها. والمتهم الثالث «ع.عبد القادر» وهو بطال ينحدر من منطقة بواسماعيل، المتابعين بتهريب بضاعة محظورة، أن الوقائع كشف عنها رئيس مصلحة بمطار هواري بومدين، حين لاحظ حركة مشبوهة يقوم بها شرطي السكانير «ب.خ». من خلال السماح لشخصين بتمرير ثلاث حقائب لشخصين من دون إخضاعها للتفتيش اليدوي، أو تمريرها عبر الجهاز الذي كان يتعمد إطفاؤه خلال تمرير البضاعة محل الشبهة، لتسفر عملية تتبع وتوقيف المشتبه فيهما على مستوى رواق المطار عن ضبط حقيبيتن اثنتين بحوزة المدعو «ب.عمر» تحويان كمية معتبرة من سجائر «مارلبورو» قدرت ب71 خرطوشة. فيما ضبطت حقيبة واحدة بحوزة المتهم الثاني «ع.عبد القادر» بها 69 خرطوشة، وعليه تم اقتياد المشتبه فيهما إلى التحقيق الداخلي بالمطار. كما كشفت التحريات الأولية على مستوى المطار، من خلال تفقد كاميرات المراقبة، أن الشرطي المكلف بالسكانير كان خلال الوقائع يجري اتصالا هاتفيا أثبتت التحريات بشأنه لاحقا أنه كان بينه وبين بارون مختص في تهريب السجائر مقيم بفرنسا يدعى «ب.حسان» المتواجد حاليا في حالة فرار، الذي كان يتلقى منه عمولات مقابل كل عملية تهريب، فتم توقيف الشرطي المشتبه فيه الرئيسي. وكشفت التحريات الأمنية مع المتهم « ب.عمر» الذي يملك سجلا تجاريا لممارسة نشاطه بالعاصمة وخارجها، أنه تسلم الحقيبتين من المدعو «حسان» الذي سبق أن تعرف عليه في فرنسا خلال سفريته في العطلة الصيفية المنصرمة. إلا أنه قطع التواصل معه لمدة 7 أشهر، قبل أن يعاود الاتصال به مصرا عليه لزيارته بفرنسا، طالبا منه تمرير حقيبتين من السجائر مقابل التكفل بتكاليف الرحلة بالكامل، وهو العرض الذي قبله المتهم، وتسلم الحقيبتين المشبوهتين من عنده، بمطار هواري بومدين من أجل تهريبها. أما المتهم الثاني «ع.عبد القادر»، فقد تبين أنه تسلم حقيبة مشبوهة من عند المدعو «حسان» بحظيرة السيارات بالمطار، طالبا منه تتبع خطوات صديقه المتهم الأول «عمر»، ليتكفل بها الشرطي عند الوصول إليه. أما الشرطي فقد أسفرت التحريات بشأنه أن له علاقة وطيدة مع البارون «حسان»، من خلال كشوفات الاتصالات الهاتفية، فضلا عن تلقيه مكالمة من عنده، يوم الوقائع، يأمره فيها بالسماح بتمرير السجائر من دون تفتيشها، إلا أن هذه الوقائع أنكرها المعني خلال جلسة محاكمته بمحكمة الدار البيضاء أمس الثلاثاء، مصرحا أنه لم يقم بتفتيش الحقائب الثلاث بسبب الاكتظاظ وكثرة المسافرين الذين قصدوا المطار في ذلك اليوم. وأنه كان يعاني ضغطا رهيبا لإشرافه على جهازي «سكانير» بمفرده، خاصة أنها كانت الساعة السادسة والنصف مساء، منكرا تسهيله تهريب البضاعة المشبوهة للمتهمين، وأما بخصوص المكالمة الهاتفية التي أجراها مع المدعو «حسان»، أكد الشرطي أنه معتاد على التواصل معه بحكم معرفته المسبقة به. واعترف باقي المتهمين بالأفعال التي ارتكبوها، وأكد «عبد القادر» أنه كان يظن أن الحقيبة تحوي 10 خراطيش «مارلبورو» فقط، أما «عمر» فأصر على أنه لم يكن يعلم بمحتوى الحقيبتين، حيث تسلمهما من عند «حسان» ثم طلب منه الانتظار ريثما يرد على مكالمة هاتفية وردته. من جهته، التمس وكيل الجمهورية عقوبة 4 سنوات حبسا نافذا في حق الشرطي وباقي المتهمين الموقوفين، وغرامة قدرها 500 ألف دج، في حين التمس توقيع عقوبة 7 سنوات حبسا نافذا في حق المتهم الفار «ب.حسان»، مع إصدار أمر بالقبض الجسدي ضده، أما المحكمة فقد أرجأت الفصل في الملف إلى الأسبوع المقبل.