قال إن الرئيس يشدّد على تنمية الولايات الحدودية خرج وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، نور الدين بدوي، عن صمته بخصوص التنمية في المناطق الجنوبية التي تسير بخطى متثاقلة، وأكد أن المشكل ليس مشكلا ماليا بقدر ما يحتاج إلى تجنّد الجميع من أجل تجسيد البرنامج التنموي الخاص، الذي يدعو الرئيس بوتفليقة إلى تفعيله في القريب العاجل. وفي كلمة ألقاها الوزير بدوي، أمس، لدى افتتاحه أشغال الملتقى الوطني حول المناطق الحدودية، قال إن هذا القرار يؤكد أن المسألة ليست مسألة موارد مالية. داعيا إلى تجنّد كل الإدارات المركزية والمحلية والمنتخبين والمتعاملين الاقتصاديين من أجل تبليغ هذا البرنامج لمقاصده وتثمين نتائجه على أرض الواقع ضمن استراتيجية يعكف اليوم على مناقشتها. واعتبر بدوي قرار الرئيس بإحداث 10 ولايات منتدبة جنوبية ينبع من منطلق إيمانه بقدرات هذه الولايات المنتدبة على أخذ مصيرها بين أيديها وتتطور. مشيرا إلى أن اختيارها لم يكن عبثيا بل يندرج في إطار استراتيجية تهيئة الإقليم المسطرة وتنمية المناطق الحدودية. وفي حديثه عن الملتقى، قال وزير الداخلية إنه يرمي إلى بحث سبل أنجع لتسريع وتيرة تنمية المناطق الحدودية، شأنها شأن كل مناطق الهضاب العليا وجنوبنا الكبير، مشددا على أن التنمية ينبغي أن تمسّ كل شبر من هذا الوطن. وقال بدوي إن الجزائر شهدت منذ سنة 2000 إصلاحات واسعة غير مسبوقة، سمحت لها بتجاوز مظاهر الدمار والهمجية، إلى جانب مسعى تنموي تمثل في مخططات خماسية سمحت بتدارك العجز وتحقيق الإنجازات. وفي سياق حديثه، حذّر الوزير من النزاعات المسلّحة التي أصبحت تنتقل من إقليم إلى آخر، مؤكدا أن بلادنا ليست في منأى عن هذه التحولات، وأنها على أبواب أكثر المناطق تضررا منها وأصبحت تشكل تحديات مضاعفة لتنمية المناطق الحدودية، قائلا: «عقيدتنا الأمنية أصبحت تقتضي الاعتماد على حصانة ووعي مواطنينا بالمخاطر المحدقة بنا على الحدود وفي عمقنا، وأن مستقبل اقتصادنا أصبح يعتمد على القدرات الابتكارية لأبنائنا». واعتبر الوزير المناطق الحدودية نفسا اقتصاديا ثانيا للجزائر في أفق التبادلات الاقتصادية مع البلدان الإفريقية، مشيرا إلى أن الممر الحدودي مع موريتانيا فتح للبلدين آفاق تعاون مثمر استراتيجي وجادّ، وأن الحدود الجزائرية التي تطرح اليوم رهانات التهريب والممنوعات والنزاعات المسلحة يجب أن نحوّلها لحظائر عمرانية نامية ومتطورة ومراكز إشعاع اقتصادي على جوارنا.