جناح الجزائر في المعرض سوق بوركينافاسو للكتاب فارغة وتحتاج لدعم الناشرين الجزائريين كانت مشاركة الجزائر في فعاليات الطبعة التاسعة للصالون الدولي للكتاب بالعاصمة البوركينافية واغادوغو كضيف شرف قوية ومتميزة، رغم أنها المشاركة الأولى من نوعها في تاريخ عالم النشر الجزائري. * ولإنجاح المشاركة أوفدت وزارة الثقافة نخبة من الناشرين والمحاضرين والمؤلفين الجزائريين الذين قضوا عيد الأضحى المبارك بعيدا عن الأهل لكنهم نجحوا في تمثيل الجزائر لدرجة إبهار الجمهور البوركينافي. * استهلت نشاطات الصالون التي احتضنها المركز متعدد النشاطات للحرف التقليدية بمحاضرة من توقيع الكاتبة والباحثة الجزائرية السيدة زبيدة معامرية التي قدمت مداخلة حول الأدب المغاربي عموما والجزائري خصوصا، وعرفت جمهور الصالون بأهم الأسماء التي سطعت في سماء الأدب الجزائري والمغاربي، خاصة منها الأسماء التي كتبت عن إفريقيا ورفعت صوتها في العالم. وأكدت معامرية أن التجربة الإبداعية الإفريقية تجربة غنية لكنها تحتاج إلى تفعيل أكثر من خلال ربط أواصر التعاون بين الفاعلين في المشهد الثقافي الإفريقي الذين يمتلكون خصوصيات يمكن أن تصل إلى العالمية. * وبعد الافتتاح الرسمي من قبل رئيس الحكومة البوركينافية عقدت عدة ندوات حول الأدب الإفريقي نشطها بالتعاون كتاب ومثقفون وأكاديميون من الجزائر وبوركينافاسو، ولعل أهمها هي الندوة التي تحدثت عن الأدب الإفريقي النسوي، الذي يسير بخطى بطيئة نظرا لفقدان التواصل بين المبدعات الإفريقيات. وفي ذات السياق ذكرت زبيدة معامرية في مداخلتها أن الأدب النسوي الإفريقي هو الذي بإمكانه المساهمة في ترقية المرأة. وفي ذات السياق ذكرت معامرية أن الأدب النسوي الإفريقي بإمكانه المساهمة في ترقية المرأة الإفريقية ثقافيا، لذلك يتوجب تفعيل علاقات التعاون الثقافي بينهن من خلال تبادل التجارب وتشجيع النشر المشترك. * * أكثر من 2200 عنوان في الجناح الجزائري * شهد الجناح الجزائري بالصالون إقبالا جماهيريا كبيرا من قبل الطلبة الجامعيين وتلاميذ الثانويات، وحتى البسطاء الذين انبهروا أمام التنوع الكبير في العناوين خاصة المكتوبة باللغة الفرنسية، وحسب السيد عبد الكريم كشرود الممثل التجاري للمؤسسة فإنه شخصيا لم يكن يتوقع أن تكون المبيعات بذلك الشكل اللافت، حيث أقبل الجمهور على اقتناء كتب مولود معمري ومحمد ديب وعشرات الكتب شبه المدرسية، ما ينبئ بفراغ السوق البوركينافية. * من جهته أكد نور الدين معزوزي المسير بالنيابة للمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية أنه يسعى لتوقيع عقود مع الجهات الرسمية البوركينابية هدفها توزيع منتوج الكتاب الجزائري في السوق الإفريقية التي تحتاج إلى دعم كبير في هذا الجانب، لا سيما فيما يخص الكتاب شبه المدرسي والكتاب التقني والأدبي المكتوب باللغة الفرنسية، مؤكدا أن هذا الفضاء الإفريقي يمكن للجزائر أن تستفيد منه بشكل كبير نظرا لكبره ولما يعانيه من نقص فادح. * نشير إلى أن صالون واغادوغو الدولي للكتاب أضيف له يوم آخر نظرا للإقبال الكبير الذي شهده منذ انطلاقه، كما نشير إلى أن وزارة الثقافة قررت منح كميات الكتب الصادرة عنها هدية لوزارة الثقافة البوركينافية كعربون محبة من كل الشعب الجزائري لهذا القطر الإفريقي الفتي، والذي يفتح ذراعيه للثقافة بشكل لافت للانتباه. كما نشير أيضا إلى أن من ضمن دور النشر المشاركة في هذه التظاهرة هي "داليمان، أبيك، الشهاب، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، منشورات وزارة الثقافة"، وأكد جميع ممثليها أنهم على استعداد للتعاون من أجل خلق سوق جزائرية في واغادوغو إذا ما توفرت الظروف الملائمة لذلك. * * زهيرة ياحي تربط الجزائر ببوركينافاسو ثقافيا * أكدت السيد زهيرة ياحي، مديرة ديوان وزارة الثقافة ورئيسة الوفد الجزائري الذي نزل ضيفا على صالون الكتاب بواغادوغو، أن الوقت قد حان لتعود الجزائر ثقافيا بقوة إلى المشهد الإفريقي، على اعتبار أن الأقاليم الإفريقية هي امتدادها الطبيعي، مؤكدة أن هذه المبادرة التي جاءت بعد توقيع عقد رسمي بين الوزارتين خلال السنة الماضية سيكون لها أثر إيجابي جدا على مستقبل العلاقات الثقافية الجزائرية والبوركينافية، كما أشارت إلى أن وزيرة الثقافة خليدة تومي تولي اهتماما بالغا لهذه المسألة باعتبارها نقطة انطلاق حيوية لتقريب الأفارقة إبداعيا، مشيرة إلى أن السنوات القادمة ستكون خلالها التجربة أكثر عمقا من خلال إشراك ناشرين آخرين وكتاب جزائريين من جميع الأصناف. * من جهتها أكدت فتيحة عقاب مدير التعاون الخارجي بوزارة الثقافة أن تجربة المشاركة في صالون الكتاب الدولي بواغادوغو هي خطوة قوية لتوطيد علاقات التعاون الثقافي مع الأفارقة، خاصة بعد الغياب الذي ميزها خلال السنوات الماضية، وهو ما ترك المجال واسعا للمنافسين الذين يتواجدون بشكل لافت في بوركينافاسو وفي أغلب الدول الإفريقية الأخرى. * أما حاج ناصر، مدير الكتاب بالوزارة، فقد كشف تسطير برنامج دائم للتعاون في مجال الكتاب مع الناشرين المحليين بواغادوغو، كما أشار إلى أن تجربة احتضان الجزائر للباناف كشفت عن الكثير مما تخفيه الثقافة الإفريقية الثرية. * * .. وسميرة نقروش تتألق شعريا * على هامش فعاليات الصالون ضبطت أجندة نشاطات ثقافية وأدبية منوعة منها ما خصص للمشاركين الجزائريين، وقد تميزت الطبيبة الشاعرة سميرة نقروش في أجواء واغادوغو حيث شاركت في أكثر من نشاط شعري، فقرأت مجموعة من القصائد التي قاربت فيها المواضيع الإنسانية والفلسفية على حد سواء، وقد نجحت في استقطاب أسماع العدد الهائل من الجمهور الذي لم يتخلف عن الحضور في كل النشاطات المبرمجة منذ اليوم الأول. وأشارت سميرة صاحبة الكتب التسع المنشورة إلى أن تجربتها بواغادوغو تجربة مميزة، وأنها غيرت في ذهنها الكثير من الأشياء حول بلدان إفريقيا. * من جهته شارك المبدع الموهوب جمال بوشناف صاحب الجائزة الأولى في مسابقة "فيبدا" للشريط المرسوم في تنشيط ورشات الرسم للأطفال، والتي احتضنها الجناح المخصص لذلك، كما قدم لجمهور الأطفال البوركينافيين كتابه الصادر عن دار داليمان "جلول البحري"، المعد على شكل شريط مرسوم.