في قرار جديد من السلطات بعد صعوبة تحويل رسوم عجلات السيارات إلزام الجماعات المحلية التي تسجل فائضا في الإيرادات بدعم نظيرتها المحرومة ستعتمد وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، اعتبارا من السنة القادمة، على الرسوم المفروضة على اللحوم المستوردة، وتلك المفروضة على مختلف عمليات الاستيراد خاصة المتعلقة منها بالرسم على القيمة المضافة في تدعيم البلديات. تجسيدا لرغبة رئيس الجمهورية الرامية إلى تحقيق تنمية في مختلف مناطق الوطن وخاصة المحرومة منها، وبعد تسجيل صعوبات في تحويل المداخيل الناتجة عن رسوم الأطر المطاطية لفائدة ميزانيات البلديات من طرف مصالح الجمارك. لاسيما على مستوى الموانئ، فقد قررت وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية تحويل الرسم الصحي على اللحوم المستوردة والرسم على القيمة المضافة بالنسبة للعمليات، التي تتم عند الاستيراد لفائدة صندوق التضامن والضمان للجماعات المحلية. كما سيتم إلزام الجماعات المحلية التي تسجل فائضا سنويا معتبرا في إيراداتها المؤجلة من سنة إلى أخرى، استغلال هذا الفائض في التضامن المحلي، بغية تقليص الفوارق بين الجماعات المحلية، خاصة تلك المحرومة وكذا ضمان توازن ميزانياتها. وقد كشفت الدراسات التي قامت بها مصالح الوزارة في وقت سابق عن إحصاء ألف بلدية فقيرة موزعة عبر التراب الوطني في حاجة إلى موارد مالية من أجل تنميتها. وكان المسؤول الأول على القطاع قد ترأس، مؤخرا، لقاءً وطنيا حول التنمية في المناطق الحدودية حضره وزراء عدة قطاعات مختلفة، أكد خلاله أهمية تحقيق مطالب الرئيس بوتفليقة القاضية بتنمية المناطق، حيث كلّف «أي الرئيس» الحكومة بالشروع على إعداده في القريب العاجل. فيما أوضح الوزير بدوي بأن المسألة ليست مسألة موارد مالية، داعيا إلى تجند كل الإدارات المركزية والمحلية والمنتخبين والمتعاملين الاقتصاديين من أجل تبليغ هذا البرنامج لمقاصده وتثمين نتائجه على أرض الواقع ضمن استراتيجية يعكف اليوم على مناقشتها. واعتبر بدوي بأن قرار الرئيس إحداث 10 ولايات منتدبة جنوبية ينبع من منطلق إيمانه بقدرات هذه الولايات المنتدبة لأن تأخذ مصيرها بين أيديها وتتطور، مشيرا إلى أن اختيارها لم يكن عبثيا بل يندرج في إطار استراتيجية تهيئة الإقليم المسطرة وتنمية المناطق الحدودية. وقال بدوي إن الجزائر شهدت منذ سنة 2000، إصلاحات واسعة غير مسبوقة سمحت لها بتجاوز مظاهر الدمار والهمجية، إلى جانب مسعى تنموي تمثل في مخططات خماسية سمحت بتدارك العجز وتحقيق الإنجازات.