كانت تستعمل مفتاحا مقلّدا يقوم بتشغيل كل المركبات من هذا النوع السيارات المسروقة كانت تنقل إلى البويرة قبل بيعها لشبكة أخرى يعكف قاضي التحقيق بمحكمة حسين داي، في الوقت الحالي، على التحقيق مع أفراد عصابة إجرامية تتكون من خمسة أفراد، أحدهم لايزال في حالة فرار، اختصت في سرقة المركبات من نوع “ماروتي” بإقليم العاصمة، وتحديدا في مناطق الضواحي مثل عين النعجة، السحاولة، بئر توتة وأولاد شبل، وذلك باستعمال مفتاح تشغيل مقلّد، يقوم بتشغيل جميع السيارات من هذا النوع. وقادت التحريات الأولية إلى أن المشتبه فيهم كانوا يتلقون أوامر من المدعو “عيسى الصّوري”، الذي يطلب منهم إخفاء المركبات المسروقة بالمجمّعات السكنية الجديدة بحي الخرايسية، ثم نقلها إلى البويرة لبيعها للمشتبه فيه المدعو “كريم البويري” مقابل مبلغ 10 ملايين سنتيم فقط. جسر قسنطينة، السحاولة وأولاد شبل.. مناطق نشاط الشبكة هذه القضية انطلقت خيوطها عقب شكاوى تلقتها الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بجسر قسنطينة، بتاريخ 17 سبتمبر 2018، على مستوى أحياء سكنية جديدة بأولاد بلحاج في السحاولة، بخصوص سرقات طالت سيارات من علامة “ماروتي”، حيث تمّ تسجيل سيارة “ماروتي 800″، من إقليم السمار في ليلة 30 إلى 31 أوت المنصرم. فيما شهدت ليلة السادس إلى السابع سبتمبر سرقة سيارة أخرى من نفس النوع، بإقليم جسر قسنطينة، ومركبتين مماثلتين من حي أولاد بلحاج ببلدية السحاولة وحي الشعابية ببلدية أولاد شبل. وبعدما فتحت مصالح الدرك تحقيقا في ملابسات تلك الجرائم، اتضح أن هناك شبكة إجرامية مختصة في سرقة هذا النوع من المركبات تنشط على مستوى إقليم ولاية الجزائر. وبعد تكثيف الأبحاث والتحريات وتنشيط عنصر الاستعلامات، وردت معلومات مفادها أن هناك سيارتين من نوع “ماروتي” مسروقتان من إقليم جسر قسنطينة ومن حي الشعابية بأولاد شبل، مركونتين بحي سيدي سليمان ببلدية الخرايسية وسط التجمعات السكانية الجديدة. ليتمّ التنسيق مع الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بالخرايسية، وبعد إذن من وكيل الجمهورية لدى محكمة القليعة تم استرجاع السيارتين محل السرقة. بداية سقوط العصابة وكشوفات الاتصالات الهاتفية تكشف المستور ومكّنت العملية من إيقاف شخص حاول الفرار، ويتعلق الأمر بالمدعو “م. محمد الأمين”، 30 سنة، يقطن ببوڤرة بإقليم ولاية البليدة. وتبين بعد التحقيق مع الموقوف، أنه مسبوق قضائيا. كما أنه اعترف بهوّيات أفراد العصابة التي كان ينشط ضمنها، ذاكرا اسم المتهم “ن. عيسى” المدعو “الصوري”، والمتهم الثاني “أ. عبد الوهاب” المدعو “فيوزة” الموجود في حالة فرار. وكشفت التحريات خصوصا بعد استغلال كشوفات الاتصالات الهاتفية للمشتبه فيهم، أنهم ظلوا على اتصال دائم منذ ليلة السادس إلى السابع سبتمبر الماضي، وكانوا كلهم متواجدين على مستوى حي الشعبية في نفس الوقت، وذلك بداية الساعة الثانية إلى الثالثة ليلا، فضلا عن تنقلهم نحو ولاية البليدة بتاريخ 7 سبتمبر بغرض نقل السيارات المسروقة. وكان من جملة ما اعترف به الموقوف الأول، أنه بتاريخ 7 سبتمبر كان متواجدا بحي البساتين بمدينة بوڤرة، أين تلقى مكالمة هاتفية من المشتبه فيه المدعو “عيسى الصوري” وطلب منه مرافقته على متن سيارة من نوع “رونو كليو”، لأجل إحضار سيارة من نوع “ماروتي” من حي الخرايسية إلى حي بن طلحة، مقابل مبلغ مالي، فأخبره بأن سيارته معطّلة، فألحّ عليه لمرافقته للمرة الثانية لأجل جلب رخصة السياقة وقيادة السيارة من نوع “ماروتي”، فوافق على طلبه، ليلتقيه بعد ساعات بمقر سكنه في بن طلحة. بعد ذلك تنقل الإثنان إلى الخرايسية، وبالضبط إلى حي “حوش الڤازوز”، أين وصلا في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا، وهناك قاما بتفقّد مركبتين كانتا مركونتين بين العمارات، الأولى من نوع “ماروتي” رمادية اللون تم سرقتها من حي 600 مسكن “عدل” بعين النعجة، والثانية سوداء اللون تمت سرقتها من حي 3216 مسكن بالشعابية بلدية أولاد شبل. ليضيف المتهم أنه بقي في الانتظار أمام المركبتين إلى غاية الساعة الثالثة صباحا، قبل أن يتلقى اتصالا من المدعو “الصوري”، طالبا منه أن يتوجه إلى الخرايسيىة مقابل الفيلات المشيّدة بحي سيدي سليمان، مخبرا إياه أنه تم سرقة مركبتين من نوع “ماروتي” وقد تم ركنهما بالحي المذكور، في انتظار تحويلهما إلى المشتري المدعو “كريم البويري” عن طريق المدعو “كريم. س” القاطن ببرج البحري. هكذا كان يقوم “عيسى الصوري” ببيع السيارات المسروقة كما كشف المتهم “س. كريم”، وهو رب عائلة يبلغ من العمر 44 سنة ويقطن ببرج الكيفان، الذي تم توقيفه على متن سيارة “كونغو” على مستوى الطريق الوطني رقم “1”، أنه بتاريخ 8 سبتمبر تلقى اتصالا من المدعو “الصوري”، في حدود الساعة الثانية صباحا، يخبره بأن لديه سيارة من نوع “ماروتي” قام بسرقتها ويريد بيعها للمسمى “ب. أمين”، الساكن بأهل القصر في البويرة. وفي حدود الساعة الرابعة صباحا وصل إلى منزله وتنقل معه إلى مدينة البويرة، وعند بلوغهما محطة الوقود بالأخضرية، التقيا هناك بشخصين يجهل هويتيهما، كانا على متن السيارة المسروقة الزرقاء اللون، وهناك تنقلوا جميعا إلى مدينة البويرة. مضيفا أنه وعند وصولهم في حدود الساعة السادسة صباحا، اتصل شخصيا بالمسمى “ب. أمين” وأخبره بأنه أحضر سيارة “ماروتي” مسروقة، حيث حضر المعني على متن سيارة “بيكانتو” برفقة شخص لا يعرفه، فركب معه في سيارته، في حين الشخص الذي كان برفقته صعد ركب “ماروتي” التي كان على متنها، وتوجه بها إلى وجهة مجهولة، في حين بقي مع مرافقه في انتظار أحد الأشخاص المتفق مع “أمين” من أجل شراء السيارة المسروقة. وبعد تلقيه اتصالا من عند المدعو “ب. أمين” تنقل إلى غاية محطة المسافرين والتقى بالمسمى “ب. كريم”، شقيق “أمين”، وهناك اتفقا على مبلغ 10 ملايين سنتيم كسعر للسيارة المسروقة، غير أن “كريم” أخبره بأنه يحوز على مبلغ 8 ملايين سنتيم، متفقا معه على إكمال المبلغ المتبقي في اليوم الموالي، وعقب العملية تنقل إلى العاصمة أين تسلم من المشتبه فيه “عيسى” مبلغ 2 مليون سنيتم مقابل أتعابه. نفس الوقائع أقر بها الموقوف “ن. عيسى”، إذ أكد أنه قام برفقة شريكه المدعو “أ. سليمان عبد الوهاب” المكنى “فيوزة”، بتنفيذ السرقات خلال شهر ماي بأحياء بئر توتة وسيدي لخضر، ثم يقومون بالاتصال بالمشتبه فيه الرئيسي “س. كريم” الذي يتولى بدوره بنقل وتحويل المركبات المسروقة برفقتهم لبيعها في بلدية أهل القصر بالبويرة، للمشتبه فيه المدعو”ب. كريم” وشقيقه المسمى “ب. أمين” المتواجد في حالة فرار. وأفضت التحريات الأمنية من خلال استنطاق المشتبه فيهم الموقوفين، أن هذه العصابة تحترف سرقة السيارات من نوع “ماروتي” باستعمالها مفاتيح تشغيل تقوم بفتح وتشغيل جميع أنواع المركبات من هذا النوع، وهو المفتاح الذي ضبط بحوزة المشتبه فيه “محمد الأمين” أثناء توقيفه، وهو بصدد تشغيل إحدى السيارتين المسترجعتين. وقد تم تقديم المشتبه فيهم أمام نيابة محكمة حسين داي، صدرت في حقهم أوامر بإيداعهم الحبس المؤقت بسجن الحراش، يوم 12 سبتمبر المنقضي، بتهم تكوين جماعة أشرار، بغرض ارتكاب جناية السرقة مع توافر ظرف الليل والتعدد، واستحضار مركبة واستعمال مفاتيح مصطنعة، ويتعلق الأمر بالمتهمين “م. محمد الأمين”، “س. كريم”، “ن. عيسى” و”ب. كريم”. في حين لايزال البحث جاريا عن المتهم “أ. سليمان عبد الوهاب”، بينما تأسس كل من “ش. محمد طارق”، “ك. محمد”، “أ. رشيد”، “و. علي”، “س. حسين”،”ب. عبد الرحمان” و”ب. ياسين”، كضحايا لعصابة السرقة.