إلا أن مساهمتها في تنمية الاقتصاد الوطني تبقى ضعيفة، خاصة مع تفضيل الجزائريين المقيمين بفرنسا السوق الموازية في عملية تحويل العملة الصعبة. وبحسب الأرقام التي نشرها مؤخرا ديوان إحصائيات الجاليات الأوربية "أورو ستات"، فإن قيمة التحويلات التي قامت بها الجالية الجزائرية نحو الجزائر قد انخفضت بمليون أورو مقابل تلك المحولة سنة 2005، وبالرغم من ذلك فهي تبقى بعيدة عن الأرقام المسجلة بالنسبة للجالية المغربية المقيمة بفرنسا والتي قامت بتحويل 785 مليون أورو المفترة نفسها، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف ما حوله الجزائريون، وهنا المفارقة بحيث أن عدد أفراد جاليتنا يفوق بخمسة أضعاف عدد الجالية المغربية بفرنسا. وما يشجع الجزائريين على تبني الطرق غير الرسمية، غياب فرع للبنوك الجزائرية في فرنسا، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الصرف في السوق السوداء على ما هو في السوق المالية الرسمية (البنوك)، وبصفة أقل، فإن "أوروستات" أوضحت أن الجزائريين متواجدين منذ فترة طويلة بفرنسا بمعية أفراد أسرهم، وبالتالي فإنهم ليسوا بحاجة إلى تحويل مبالغ مالية نحو الجزائر، عكس الجاليات الأخرى الذين يقومون بتحويل أموال معتبرة لعوائلهم في بلدانهم الأصلية. واستندت أورو ستات إلى عدد من الدراسات الاقتصادية التي أنجزت خلال السنوات الخمس الفارطة، والتي تشير إلى تحويلات المهاجرين من العملة الصعبة لبلدانهم، حيث تساهم بنسبة كبيرة في تغطية عجز ميزان التجارة الخارجية للدول التي لها جاليات مغتربة في البلدان المصنعة، وجاءت في ذات الدراسات حول هذا الموضوع، بناء على? ?إحصائيات? ?نشرت،? ?أن? ?المواطنين? ?المهاجرين? ?من? ?بلدان? ?مثل? ?تركيا? ?ويوغسلافيا? ?حولوا? ?إلى? ?بلدانهم? ?بين? ?سنوات? ?2000? ?و2005? ?أكثر? ?من? ?27? ?مليار? ?دولار? ?أمريكي?. ? كما بلغ حجم التحويلات من العملة الصعبة للمغتربين من الجارة المغرب لبلدهم من فرنسا لوحدها بين سنوات 2000 و2005 حوالي 5.5 مليار أورو. وبعد أن كانت تحويلات المهاجرين الجزائريين خلال السبعينيات موردا هاما للعملة الصعبة، انخفضت هذه التحويلات بشكل? ?مذهل? ?لتصل? ?إلى? ?مستويات متدنية،? ?رغم? ?ارتفاع? ?مدخرات? ?الجالية? ?الجزائرية? ?بفرنسا? ?وحدها? ?لأكثر? ?من? ?12? ?مليار? ?أورو. ?
