الفقيد أب لأربعة أبناء وتوفي نتيجة نزيف دموي حاد على مستوى الرأس استشهد، مساء أول أمس، حافظ الشرطة، غضاب محمد ناصر، البالغ من العمر 49 سنة، متأثر بالإصابة البليغة التي تعرض لها، الخميس المنصرم، خلال محاولة توقيفه لمبحوث لدى العدالة، وهو الذي قام بضرب الشرطي بواسطة باب خشبي من أعلى منزله. وأكد عميد الشرطة رئيس الأمن الحضري الثاني الذي كان ينتسب إليه الشرطي الفقيد، أنه كان برفقة زملائه بالسلك على مستوى حي المدينة القديمة «لا بلاص دارم»، في حدود الثانية زوالا من الخميس المنصرم، في مهمة عمل تتعلق بالقبض على أحد المبحوث عنهم بإذن من وكيل الجمهورية لتفتيش منزله. وبمجرد دخول عناصر الضبطية القضائية العمارة التي يقطن بها المشتبه فيه، قام الأخير ومن دون سابق إنذار بمهاجمة قوات الشرطة والاعتداء عليهم بواسطة باب خشبي أصاب به الضحية الشرطي غضاب محمد ناصر، حيث سقط الأخير أرضا متأثر بحجم الإصابة التي تعرض لها. مما تطلب تحويله مباشرة إلى الاستعجالات الجراحية بالمستشفى الجامعي وبقي في قسم الإنعاش إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة، في حدود الخامسة وخمس وأربعين دقيقة من مساء أول أمس، متأثرا بالنزيف الدموي الحاد الذي تعرض له على مستوى الرأس، في حين تم توقيف الجاني المتورط في هذه الجريمة الخطيرة. وقد شيع شهيد الواجب إلى مثواه الأخير بمقبرة بوخضرة في جو جنائزي مهيب بحضور المفتش الجهوي للشرطة بالشرق وإطارات مختلف الأسلاك الأمنية بالولاية، بعد إلقاء النظرة الأخيرة عليه من طرف أفراد عائلته وبمقر مسكنه بحي خرازة 2 والصلاة عليه بمسجد خديجة أم المؤمنين في حي بوخضرة. من جهتها، تنقلت «النهار» إلى مسكن شهيد الواجب لتأدية واجب العزاء، حيث ذكر والده أن الفقيد محمد ناصر ابنه الأكبر متزوج ولديه أربع بنات تتراوح أعمارهن بين 6 و11 سنة، مضيفا أن الراحل كان محبا لمهمته وعمله منذ دخوله سلك الشرطة في سنة 1998، مشيرا إلى أنه تعلق بها لتأدية كافة مهامه. أما الشقيق الأصغر للشهيد، فقد قال ل «النهار» إن الفقيد شرف العائلة، مضيفا أنه يحتسبه عند الله شهيدا، مؤكدا بأنه أوصاه قبل وفاته بالوقوف إلى جانب عائلته إن أصابه مكروه، وأنه كان كثيرا ما يطلب منه قراءة القرآن الكريم ويضع يده على رأسه بالمستشفى، مشيرا إلى أنه تلقى فاجعة وفاته بحسرة لكونه كان الأخ الأقرب إليه. من جهته، تأسف رئيس أمن ولاية عنابة في تصريحه لهذا الحادث الأليم، التي قال: «إن جهاز الشرطة تأثر بها قبل عائلة الفقيد، كونه كان عضوا بهذا السلك وراح شهيدا خلال تأدية واجبه المهني»، وهو ما يؤكد أمانة الفقيد وعزمه على تأدية مهامه بإخلاص في حماية المواطن وكرامته من المجرمين، مقدما تعازيه الخالصة باسم كافة منتسبي جهاز الشرطة لعائلته ولبناته.