شيعت بلدية ديدوش مراد بقسنطينة عصر الإثنين، جثمان شهيد الواجب الوطني العريف "رجم رفيق" البالغ من العمر 21 سنة، والذي لفظ أنفاسه عقب حادثة انحراف طائرة "هرقل"، وانشطارها إلى نصفين بمطار بسكرة صبيحة أول أمس. الجنازة المهيبة حضرها الآلف من المشيعين من مختلف بلديات ولاية قسنطينة، وحتى من بعض الولايات المجاورة، تتقدمهم السلطات المدنية والعسكرية، وجموع المواطنين الذين أبوا إلاّ المشاركة في تشييع جنازة الفقيد في أجواء جنائزية مهيبة، انطلاقا من بيت الفقيد بحي كاف صالح ببلدية ديدوش مراد باتجاه مقبرة البلدية. شهيد الواجب الوطني "رفيق رجم" من مواليد 28 فيفري سنة 1997 (21 سنة)، وهو حسب جيرانه ومعارفه شاب رياضي وطموح، تألق في حياته في ممارسة رياضة "الفول كونتاكت" وحصل على لقب البطولة الوطنية فيها سنة 2014، إلا أنه لم يتمكن من مواصلة مشواره الرياضي بعد توقفه عن الدراسة والتحاقه بصفوف الجيش الوطني الشعبي صائفة 2016، بصفته عريفا متعاقدا بسلاح القوات الخاصة. ولشهيد الواجب الوطني "رفيق رجم" شقيقان اثنان وشقيقة واحدة، نزل عليهم خبر استشهاد شقيقهم كالصاعقة. خاصة وأن العائلة التي تناول معها رفيق وجبة الإفطار أمسية السبت الماضي أي يوما فقط قبل حادث انحراف الطائرة، لم تكن تدري أن ابنها لن يعود إليها مرّة أخرى حيا يسير كعادته على الأقدام، بل أن القدر كتب له العودة محملا في تابوت خشبي على الأكتاف ليشيع إلى مثواه الأخير تحت زغاريد النسوة ودموع الرجال الذين تأثروا لرحيله في هذه الأيام لمباركة من رمضان. وأجمع جيران شهيد الواجب الوطني وأصدقاؤه من الذين ترعرعوا معه في مسقط رأسه ببلدية ديدوش مراد بقسنطينة، أن "رفيق" كان منذ صغره خلوقا وهادئا، بعد ما تربى في فريق رياضي، لأنه كان يعشق ممارسة الرياضة بعدما تألق في الرياضات القتالية بعد حصوله على لقب البطولة الوطنية في "الفول كونتاكت" ما عبّد له الطريق واسعا كي يكون ضمن الفرق الخاصة في صفوف الجيش الوطني الشعبي وتحديدا ضمن فرقة المظليين، التي يتميز عناصرها بالشجاعة والشهامة والجرأة في القتال دفاعا عن الوطن. فقدان الشهيد "رفيق رجم" في أيام هذا الشهر الفضيل، خلّف حسرة وأسى كبيرين لدى عائلته وكل سكان منطقة ديدوش مراد الذين ومنذ سماعهم بخبر استشهاد الفقيد حتى توافد المئات منهم على بيت عائلته بحي صالح لكحل لتقديم واجب العزاء، وإبداء تضامنهم الواسع مع العائلة المفجوعة في فقيدها والتي نزل عليها خبر وفاته كالصاعقة. وكانت طائرة عسكرية من نوع "هرقل" قد انحرفت عن مسارها بمدرج القاعدة الجوية بالناحية العسكرية الرابعة ببسكرة، صبيحة أول أمس الأحد، ما تسبب في إصابة راكبيها بجروح مختلفة، من بينهم الشهيد "رجم رفيق" الذي توفي في مستشفى بن ناصر ببسكرة في مساء نفس اليوم متأثرا بالإصابات والجروح الخطيرة التي تعرض لها، جرّاء انقسام هيكل الطائرة، إلى شطرين، وفور وقوع الحادثة الأليمة تنقلت السلطات المحلية مدنية وعسكرية إلى القاعدة الجوية ببسكرة، للوقوف على مخلفات الحادثة، قبل التنقل إلى مستشفى بسكرة للاطمئنان على حالة المصابين، من الجرحى، الذين أعطيت الأوامر بضرورة التكفل الأمثل بهم، كما فتحت قيادة الجيش تحقيقا حول ظروف وملابسات الحادثة.