تمر، اليوم، 40 سنة على رحيل الرئيس هواري بومدين، والذي وافته المنية بتاريخ 27 ديسمبر 1978. يعد الرئيس الراحل هواري بومدين، ثاني رئيس للجزائر المستقلة، واسمه الحقيقي محمد إبراهيم بوخروبة، ولد بتاريخ 23 أوت 1932. مع اندلاع الثورة الجزائرية و في الفاتح من نوفمبر 1954، انضم إلى جيش التحرير الوطني في المنطقة الغربية، حيث أشرف على تدريب وتشكيل خلايا عسكرية. وقد تلقى في مصر التدريب، حيث اختير، هو وعدد من رفاقه لمهمة حمل الأسلحة. ومنذ سنة 1957، أصبح مشهورا باسمه العسكري “هواري بومدين”، تاركا اسمه الأصلي بوخروبة محمد إبراهيم وتولى مسؤولية الولاية الخامسة. تدرجّ في رتب الجيش، إلى أن أصبح قائدا للغرب الجزائري، تولى قيادة وهران من سنة 1957 إلى سنة 1960، ثمّ رئاسة الأركان من 1960 حتى الاستقلال سنة 1962. وعيّن بعد الاستقلال، وزيرا للدفاع، ثم نائبا لرئيس مجلس الوزراء سنة 1963 دون أن يتخلى عن منصبه كوزير للدفاع. تولى بومدين الحكم في الجزائر من 19 جوان 1965 إلى غاية ديسمبر 1978. وكان في أول الأمر رئيسا لمجلس التصحيح الثوري، تم انتخابه رئيسا للجمهورية الجزائرية عام 1975. عرفت الجزائر ازدهارا وتطورا كبيرا على كافة الأصعد خلال فترة حكمه، كما جعل لها صيتا في المحافل الدولية، حيث كان أول رئيس تحدث باللغة العربية في الأممالمتحدة يعتبر الراحل بومدين صاحب المقولة الشهيرة وشعار للجزائر حتى الآن نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، وكان من دعاة رفع التحدي ومقاومة الاستعمار والإمبريالية. وبجهود رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، والذي كان يشغل آنذاك منصب رئيس الدبلوماسية الجزائرية، تمكن الرئيس الراحل ياسر عرفات من إلقاء خطابه الشهير في الأممالمتحدة عام 1976م . كما دعم بومدين موقف الشعب الصحراوي، إيمانا منه بحق الشعوب في تقرير مصيرها. أصيب هواري بومدين بمرض استعصى علاجه، في بداية الأمر ظن الأطباء أنّه مصاب سرطان المثانة، غير أن التحاليل الطبية فندّت هذا الإدعاء. توفي هواري بومدين في صباح الأربعاء 27 ديسمبر 1978، في الساعة الثالثة وثلاثين دقيقة فجراً، وقد أعدت له جنازة وطنية مهيبة لا تزال في إذهان الجزائريين إلى غاية اليوم.