كشفت عائشة بن شلابي رئيسة جمعية ترقية الفتاة في لقاء خاص ل ''الحوار'' عن آخر نشاطاتها الموسعة لفائدة المرأة، فقد اختارت كمحطة لها في هذا الأسبوع المميز الاهتمام بنزيلات المؤسسة العقابية للحراش بتخصيص ''قعدة مسائية'' بمناسبة عيد الأضحى ميزها الجو العائلي الذي افتقدته بعضهن لعقود متتالية، روّحن خلالها عن أنفسهن بمشاطرة عضوات الجمعية إياهن ثالث أيام العيد كاسرات بذلك حواجز أسوار السجن النفسي. عاشت أزيد من 500 امرأة من نزيلات المؤسسة العقابية للحراش في ثالث أيام العيد أمسية عائلية نظمتها لصالحهن جمعية ترقية الفتاة، مسحت فيها دموع مفارقة الأهل راسمة الضحكة لا الابتسامة فقط في قلوبهن قبل وجوههن. الاحتفال مع السجينات نوع من العلاج النفسي سمحت إدارة المؤسسة العقابية للحراش لرئيسة جمعية ترقية الفتاة لتنظيم هذه التظاهرة لفائدة السجينات في إطار الاتفاقية المبرمة بين هذه الأخيرة ووزارة العدل ضمن برنامج الأممالمتحدة الإنمائي (pnud) لإعادة الإدماج الاجتماعي للمساجين، فقد احتضنت القاعة المتعددة الرياضات بجناح الرجال حفلا بهيجا حضرته غالبية نزيلات السجن ممن لم تكن تنتظرن زيارة الأهل بما أن المناسبة تزامنت مع موعد الزيارة، واعتبرت رئيسة الجمعية في تصريحها ل (الحوار) مشاطرة هذه الفئة من النساء هذه المناسبة نوعا من العلاج النفسي الذي يساهم بقدر كبير في التخفيف من عدائية البعض منهن والتي تتسلحن بها من مبدأ الأحكام المسبقة عن عالم السجن الذي يجهلنه سيما اللواتي تطأنه للأول مرة فتتخذن من سياسة الهجوم من أجل الدفاع طريقة لحماية أنفسهن. ويعتبر العلاج النفسي للسجينات من أهم الأولويات التي تركز عليها جمعية ترقية الفتاة كشكل من أشكال التحضير لتقبل الواقع والتفكير في كيفية العودة إلى أحضان المجتمع عن طريق التخلص من الأحقاد والضغائن وتعلم ما يفيدهن مستقبلا بعد مغادرتهن عالم يجب أن يلعب دوره الفعلي في الإصلاح، حيث قالت محدثتنا إن السجن حتى وغن كان يعرف على أنه مؤسسة عقابية إلا أنه يعد أيضا مؤسسة إصلاحية تعمل علي إصلاح فئات معينة من المجتمع. كما أوضحت عائشة بن شلابي صاحبة مبادرة تعد الأولى من نوعها على مستوى العاصمة، أن جمعيتها التي تنشط في مجال الاهتمام بالمرأة والفتاة منذ 1993 قد تلقت موافقة وزارة العدل تجسيد مشروع يعتبر كسرا لحواجز السجن ومساعدة للوظيفة الإصلاحية التي يقوم بها المكونون والمؤطرون داخل المؤسسة ألا وهو تخصيص يومين في الأسبوع لأستاذة متخصصة في الرسم والرسم على الحرير لتلقين النزيلات حرفة تفيدهن مستقبلا لدى مغادرة السجن وتخفف من معاناتهن النفسية وتأنيب الضمير للكثيرات بأسلوب علمي مدروس مسبقا يرى فيه الأخصائيون النفسانيون حلا مناسبا وطريقة علاجية من الأمراض النفسية والتقليل من حدة العدائية.