{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ} والمراد بأهل الكتاب هم النصارى واليهود ومعرفتهم بالنبي صلى الله عليه وسلم كما يعرفون أبناءهم، بما عندهم من الأخبار والأنباء عن المرسلين المتقدمين والأنبياء، فإن الرسل كلهم بَشَّروا بوجود محمد صلى الله عليه وسلم وبمبعثه وصفاته، وبلده، وفضله ولكن أهل الكتاب يجحدون، والمحزن في الأمر أنهم يعرفونه أحسن من المسلمين ذاتهم، وما عرفوه إلا ليحاربوه وليشوهوا صورته، مغتنمين فرصة جهل الكثير من المسلمين بنبيهم وعدم معرفتهم له، بل أكثر من هذا فإن الكثير من المسلمين لديهم معلومات خاطئة عنه صلى الله عليه وسلم، مما جعلهم يسيئون إليه قبل غيرهم، وراحوا يستوردون الأخبار والفتاوى من مشارق الأرض ومغاربها تاركين وراءهم كتاب أحكمت آياته، ويسره الله للذكر ونادى فهل من مذكر، ومن منا لا يفهم ما معنى قول الله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، هذا الثناء الذي خص به الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم نظرا لقيمة الخٌلق وأهميته، ولم يثني عليه لا في لباسه ولا في هيئته، وإنما لم يكلمه عن اللباس منذ أوائل الوحي عندما قال له بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ، قُمْ فَأَنْذِرْ ، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ، وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}، ولم يأمره بارتداء ملابس جديدة وإنما المهم أن تكون طاهرة من العيب والدنس، لكن اليوم نجد الناس يتكلمون عن الدين الظاهر أكثر مما يتكلمون عن الدين الباطن، ويتكلمون عن الهيئات أكثر مما يتكلمون عن الأخلاق والتصرفات، مما جعلهم يحصرون السنة النبوية الشريفة والالتزام، في الهيئة، دون أدنى مراعاة لمعاملاتهم ولا لأخلاقهم، مع أن صريح الأحاديث تقول أن الدين المعاملة والدين الخلق والدين النصيحة، لكن للأسف بعض المسلمين أصبحوا لا يهتمون بأفعالهم ومعاملاتهم أكثر مما يهتمون بمظاهرهم مما جعل الآخرين يحسبون أن تلك هي السنة النبوية، وأن محمد صلى الله عليه وسلم كان يفعل مثلهم أو يفكر كذلك، لكن هيهات... لو عرفوا حقيقة هذا النبي الشريف الذي أكمل مكارم الأخلاق، وبيّن كمال الإنسان كما خلقه الله تعالى وكما أراده أن يكون، وكأن الناس جميعا نسخ لبعضها، كلما صورت ازداد سوادها ومحمد صلى الله عليه وسلم هو الصورة الأصل للإنسان الكامل إنسانيا، والذي فضلّه الله عز وجل عن بقية خلقه، لكن للأسف صرنا نتبع نبيا لا نعرفه، حتى أصبح من هب ودب يقول لنا أن النبي كان كذا وكذا، يلبس كذا ويجلس هكذا، صرنا إذا مرضنا نزور الطبيب وإذا احتجنا استشارات قانونية نقصد المحامي، وإذا احتجنا فتاوى أو معلومات في الدين أو أحكام شرعية نبحث على أول من لديه لحية وقميص ونسأله حتى ولو كان ميكانيكيا، وصرنا نستعمل الدين الجامع لتفرقة الناس ونسمي من لديه لحية، أخينا، مع أن الله عز وجل يقول (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) واليوم أصبح الإخوة يتفرقون بسبب الهيئة، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب اللحية والقميص، لكنه كان يحب إخوانه أكثر من اللحية والقميص، وكان يحببهم ببعضهم أكثر مما يحببهم بشيء آخر، ووصل إلى حد جعل المحبة مفتاح الجنة لقوله صلى الله عليه وسلم «لا تَدْخُلُوا الجَنَّة حتَّى تُؤمِنُوا، ولا تُؤمِنُوا حتَّى تَحابُّوا»، بل وجعل الله تعالى حبه مربوطا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، كيف نتبع النبي ونحن لا نعرفه أو نعرف عنه أشياء خاطئة، مع أن سيرته صلى الله عليه وسلم واضحة وشاملة وبسيطة للفهم في متناول كل الناس، لماذا لا ندرس السيرة ولا نتعلمها ولا نتبعها ولا نتأسى بها لأن ذلك من تمام الدين كون النبي صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة يجب اتباعه في كل كبيرة وصغيرة، بداية بالقراءة لأن أول ما أنزل عليه كان قول الله (إقرأ). نحاول في هذا العدد ذكر بعض الشمائل المحمدية في قصيدة مختصرة لعلها تفتح شهيتكم لدراسة السيرة كاملة، وهذه القصيدة بعنوان "القصيدة المحمدية" من تأليف فيصل كرشوش. القصيدة المحمدية المولد: بسم الله ربي نسألو يقدّرني باش نختصر سيرة عبدو ورسولو سيدنا محمد خير البشر قد ما نسلموا عليه ونصلوا سيدنا محمد يستهل كثر وكثر من اننا بيه نحتافلوا مرة وحدة فطناش نشهر من نهار زاد ما عندو والو حتى باباه كان مسافر مات بلا ما حتى علابالو انو خلّف سيد البشر ومن بعد زاد ربي كتّبلو انها أمو تزيد تغادر تموت حتى هي و تروحلو ويتنحرم منها في عز الصغر او من بعدها جدّو كفّلو كان يحبو وعليه مايصبر كتبلو ربي يزيد يموتلو ويزيد يتنجرح جرح وحداخر النشأة: حزن بزاف على فراق أهلو من يّد ليّد حتى كبر رعى لغنم وماشي دياولو كان للناس يرعى ويتاجر وكل واحد شحال يمدلو وهو حامد ربي وصابر هات يجيب الخبزة ديالو بعرق جبينو ويشقى ويدبر و هذاك الرزق الي ينالو يروح يعاون بيه وحداخر المساكين يمدلهم ياكلوا والناس الّي مسّهم الفقر والي مالقاو على من يتكلوا كيما الأرامل والكبار فالعمر ولا الحجاج لما يوصلوا لمكة بعد التعب والسفر حتى لحقوا لقبوه أهلو الصادق الأمين على خاطر كان صادق في كل قوالو يصون الأمانة ويحفظ السر العبودية ولما يشوف أهلو يصلوا ويسجدوا ويعبدوا لحجر يحير فيهم وش رام يعملوا بأصنام ما تسمع ولا تهدر كان يحب يخدّم عقلو وقبل ما يعمل حاجة يفكر وهاذ الدنيا بالنسبة لو الّي خلقها اله وحداخر هو الله جل جلالو الرحمان الحي القادر الّي خلق العالم بكمالو وهو الّي ينفع ويضر هو سبحانو الحر في فعالو وهو يحاسب الناس فاللخر هو وحدو الي نسجدلو وين نلقاه ؟ وباقي يفكر لتم نبينا بقى على حالو سنين وسنين وهو يتدبر ويعبد فالله بلي بقالو من مناسك أو شعائر تاع نبي الله خليلو إبراهيم ابن آزر كان نبينا يطلع يخلو فغار حيراء كل عام شهر يفوّت رمضان حتى يكملو ينزل يطوف بالكعبة ويكبر يروح للحجر الأسود يقبلو من بعد يدخل لدارو فاللخر الوحي: حتى نهار الله كمّل لو ربعين عام وبدات تظهر المبشرات والمنام يخرجلو ويسمع التسبيح تاع لحجر ولما يفوت الشجر يسجدلو ويسلم عليه وهو لا خبر أنو ربي سبحانو وجدلو أكبر رسالة بعثها للبشر حتى نهار جبريل خرجلو فغار حيراء وشدّو مالظهر وقال لو اقرأ نبينا ردلو ما أنا بقارئ وجبريل يكرر ثلث مرات من بعد قرالو سورة العلق حتى للآخر كأنو جاوبو على سؤالو شكون الخالق وردلو لخبر نبينا هبط يجري لأهلو خايف مدهوش أو متوتر طلب من خديجة باه تزملو وتغطيه كامل بالزوّر ولما فطن لقاها قبالو قاعدا تونّس فيه وتصبّر حكالها كامل واش صرالو وقال لها.. انا النبي اللّخر المحيط: ما حبتش تدخلّو في عقلو قاتلو خديجة وعلاه حاير اذا ما كنتش انت رسولو مستحيل يكون وحداخر صادق فالكلام الي تقولو ولا عمرك تعمل الشر تحب الناس،الرحم توصلو وما تاكلش حق وحدوخر والي يجي يقصدك تمدلو و بابك ديما مفتوح للآخر اشهد انك عبدو و رسولو ونروح ملدرك نبدا نبشر راحت عند ورقة حكاتلو قاللها ياريت انكون حاضر فالنهار الي يخرجوه اهلو نوقف معاه حتى للاخر وأبا بكر لما راحتلو الي كان صاحبو تاع لعمر ما خلاهاش حتى تكمل لو شهّد قبل ما تكمّل تهدر الدعوة: من بعد ربي زاد نزل لو المزّمل والمدّثر وأمرو يقوم ينذر اهلو صحابو لقراب غير فالسر ثلث سنين وهوما يصلّو بالتخبية على وحداخر حتى نهار ربي بعثلو ونصرو بتوبة سيدنا عمر لتم بالذات الي وحالو وقال لو اصدع بما تؤمر حمزة فيمينو وعمر فشمالو وشكون فقريش يقدر يهدر ما بقالهم غير يسمعموا لو والي حب يآمن وإلا يكفر فعز نّهار يمشي على رجلو ولتم الإسلام بدئ ينتشر كثير ناس فالإسلام دخلوا وكثير منهم الي بقى كافر خايف عالحكم إذا يروحلو ولاّ خايف تجارتو تخسر المعاناة: لتم قريش بداو يعتاقلوا ويعذبوا كل مسلم يظهر قدام عينيه يقتلو أهلو ماعليش صبرا يا آل ياسر ونبينا ما كانوش يدناولوا خاطر عمو كان فيه ينصر ويقول واحد فيكم ما دخلو يعبد وش حب وهو حر عمّو أبي طالب ماتلو وكان قبلها عمرو تنحقر منهار مات قريش تبدلو او قابلوه بوجه وحداخر او عادوا يعذبو او يقتلوا كل مؤمن فطريقهم يظهر حتى نبينا او لحقولو ولاّو يرغموا فيه باه يكفر الحزن: المسلمين بداو يفشلوا وسيدنا محمد بزاف نضّر ولحاجة الآخرة الي كملتلو ماتت خديجة حبيبة لعمر حزن عليهم عام بكمالو حتى جبريل مازادش ظهر لتم قرر يمشي على رجلو ويروح للطائف باه يبّشر ما كانش يستنا نّاس تقابلو بالشتم ويرموا عليه لحجر صبّر على الأذى وتحملو وخرج ملتم حزين متأثر وهو فالطريق ربي وحالو ونزل جبريل فيه يصبّر أمرو بالقرآن باش يرتلو في مكان ما فيه حتى بشر قالّو نبينا شكون يسمعلو قالّو جبريل قوم وحداخر سمعوك وقرروا باه يدخلو فالاسلام وآمنوا منهم نفر هاذ القرآن ربي جعلو يخشّع لجبال يخشّع لحجر يخشّع كل واحد يسمعلو الاّ من أبى وتكبر لتما الإيمان عاود طلعلو ورجع لمكة معوّل ومقرر وزاد ربي سبحانو بعثلو ناس نصروه من بلاد آخر آل يترب عاودوا ردّولو هذاك الأمل الي كان مبّحر وشهدوا بأنو هو رسولو او بايعوه عن طيبة خاطر الهجرة: أمر الناس للمدينة يرحلوا وقعد غير هو و ابا بكر وعَلي باه كل واحد يردلو امانتو قبل ما يروح يهاجر قريش لتم عزمت تقتلو وستناوه يخرج علّفجر فات قدامهم واحد ما حسّلو ولما دخلوا لقاو وحداخر وهو والصدّيق كانو رحلوا وتخبّاو في مغارة ثور على ربي سبحانو توكلّوا وغطاو كال الثقابي بلحجر بقات حفرة غطاها برجلو الصدّيق حبيب لعمر قرصاتو حية الرسول فاقلو لمّا شاف دمّعتو تقطر سألو وش بيك ابا بكر قالو نفديك بعمري المهم تهاجر تبسّم النبي وتفلّو في رجلو وداواه بقدرة الله القادر وقاللو لازم علينا نتفائلوا لا تحزن يا أبا بكر ربي معانا ونشالله نكمّلوا نوصلّوا الرسالة حتىللّخر تبعوهم قريش ولمّا وصلوا للغار وكان بيناتهم شبر ربي سبحانو حمى رسولو وصاحبو وجعل بينهم ستر ثلث ليالي حتى كملوا جاهم صحابي راعي متنكر جابلهم دواب باش يرحلوا ولتما حبيبنا محمد هاجر تابع... إن شاء الله تأليف فيصل كرشوش كل الحقوق محفوظة