علمت ''النهار'' من مصادر موثوقة بأن صاحب شحنة الخشب المستوردة من فنلندا، والتي كانت عرضة لعملية اختطاف من طرف القراصنة الصائفة الماضية، هو تاجر من سطيف كان قد استورد كمية ضخمة من الخشب الفنلندي بقيمة 1,3 مليون أورو ''قرابة 16 مليار سنتيم'' على متن سفينة روسية تدعى ''أركتيك سي'' تعرضت إلى الختطاف أواخر جويلية 2009 من طرف قراصنة مجهولين، قبل أن تقوم البحرية الروسية بتحرير السفينة وطاقمها المتكون من 15 بحارا. في الوقت الذي تشير مصادر مؤكدة بأن السفينة واصلت سيرها نحو سوريا قبل أن تعود إلى بجاية وتحط بضاعتها، وقد ثارت تساؤلات عديدة عن خلفية اختطاف السفينة التي كانت متوجهة إلى ميناء بجايةبالجزائر تزامنا مع أحاديث قوية حول وجود أسلحة نووية أو مخدرات أو سلع غير مرخص بها بداخلها كانت مهربة نحو إيران وفقا لمزاعم الملاحظين الدوليين، وهو ما يعني بأن السفينة تعرضت إلى تفتيش دقيق قبل تحريرها، وأكد مزاعم هؤلاء حالة الاستنفار التي أعلنتها روسيا بشأن السفينة التي لم تكن تحوي سوى خشبا موجها إلى الجزائر وقادم من فنلندا قبل أن يتم العثور عليها بتاريخ 17 أوت 2009. وقد عاد الحديث عن صاحب الشحنة بمناسبة التحقيق المعمق الذي باشرته مصالح الأمن بخصوص قضية كبيرة تتعلق بالإشتباه في نشاط رجل أعمال من مدينة العلمة في مجال تزوير العملة الوطنية، بعد المعلومات العديدة التي وصلتها من خارج الوطن حول النشاط المشبوه لهذا الشخص في ظل ظهور علامات الثراء الفاحش عليه بصورة مفاجئة، وتفيد معطيات أكيدة حصلت عليها ''النهار'' بأن المعني كان يملك شركة استيراد وتصدير وينسق بقوة مع جزائري مقيم بالصين يعتبر الوسيط الأساسي له في كل عملياته التجارية هناك، قبل أن ينفض الأول الثاني بطريقة ذكية جعلته ينسق مباشرة مع الصينيين دون المرور على هذا الوكيل، وفي ظل تطور نشاط رجل الأعمال المتخصص في استيراد الخشب وصلت معلومات متواترة لمصالح الدرك وكذا الجمارك حول نية هذا الأخير في استقدام كمية كبيرة من النقود المزورة يعمل على إخفائها بطريقة سرية للغاية وسط كميات الخشب، وتبعا لذلك كانت ال28 حاوية التي استوردها مؤخرا عرضة لتفتيش دقيق من طرف مصالح الجمارك على مستوى ميناء العاصمة وكذا عناصر الدرك التي فتشت مستودعات المعني بكلا من سطيفوالعلمة دون أن تعثر على شيء، علما بأن إشاعات كبيرة راجت حول العثور على كميات من الأوراق النقدية المزورة خلال حادث مرور بالقرب من فندق الريف بالعلمة يعتقد بأنها سقطت من إحدى السيارات التابعة للمعني، وهو ما جعل التساؤلات تطرح بقوة حول هذا السيناريو المدبر، في الوقت الذي تشير بعض المصادر إلى إمكانية محاولة انتقام الشريك الأول المقيم بالصين من صاحبه الذي سحب من تحته البساط واستحوذ على التجارة لوحده أم أن حاويات هذا التاجر ملغمة فعلا بالسلع المحظورة التي استعصت على المفتشين، وهي الأسئلة التي ستجيب عنها التحقيقات فقط.