في جلسة دامت أكثر من ساعتين، استجوبت أمس القاضية دربوشي سلوى''بمحكمة بئر مراد رايس مدير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لولاية الشلف، بمعية صاحب الشركة المسماة''سارل هاوس سارفيس ماد''، الكائن مقرها ببئر مراد رايس والمختصة في مجال استيراد وتصدير المعدات والأجهزة الطبية، بخصوص ''فضيحة''إبرام صفقات مخالفة للأحكام التشريعية والتنظيمية الجاري العمل بها. لإعطاء امتيازات غير مبررة للغير، وإساءة استغلال الوظيفة، فضلا عن جرم الإستفادة من سلطة وتأثير الأعوان بمناسبة إبرام صفقة مع مؤسسة عمومية واستغلال النفوذ وكذا النصب، ليطالب وكيل الجمهورية ''رقاد عبد الرحيم''، إسقاط عقوبة 8 سنوات سجنا نافذا ومليون دينار جزائري غرامة نافذة. اكتشاف القضية وملابساتها، ومن خلال الإستجوابات التي دارت خلال جلسة المحاكمة، فهي تتلخص في المعلومات التي وردت إلى المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بالجزائر، مفادها وجود تلاعبات في إبرام صفقات مشبوهة على مستوى مديرية الصحة والسكان لولاية الشلف، مع بعض الأطراف الأجنبية والجزائرية، وعليه وكإجراء وقائي خاصة من الأطراف الأجنبية، باشرت المصلحة عمليات البحث والتحري، بهدف وضع حدّ لهذه التصرفات التي من شأنها المساس بالإقتصاد والأمن الوطنيين، ليتم إلقاء القبض شهر ديسمبر من السنة المنصرمة على صاحب شركة ''سارل هاوس سارفيس ماد''، و بعد التحقيق معه تبين أن مدير الصحة، هو من شكل الطرف الأساسي في القضية، ليتم بعدها توقيفه، وبالتحقيق مع صاحب الشركة أكد أنه منذ سنة 2003، وهو يعمل في مجال التصدير والاستيراد، وأنه أنشأ الشركة لذلك الغرض، كما أوضح أنه كان على معرفة سابقة بمدير الصحة لولاية الشلف، موضحا أنه وفي سنة 2009 تم الإعلان عن مناقصة وطنية من قبل مديرية الصحة بالشلف، أين قام بالاتصال بشركة ''دياغال''لصاحبها الرعية اللبناني، واتفق معه على أن يقوم بالدخول في المناقصة، على أن يقتسما الأرباح بالتساوي، في حال رست المناقصة عليه، مشيرا إلى أنه سبق وأن تعامل مع الرعية في اقتناء عدة أجهزة طبية، ليقوم ببيع هذا العتاد الطبي إلى المؤسسات الطبية الحكومية، وأفاد ذات المتهم أن اقتراحه بدخول المناقصة مع شركة ''دياغال''و الخاصة بتسويق الأجهزة الطبية على مستشفى الشرفة، سببه عدم مطابقة شركته لبعض الشروط التي أعلنتها مديرية الصحة بالشلف، مشيرا إلى أنه وبعد الإتفاق مع اللبناني عرض على مدير الصحة الأمر وأعلمه هاتفيا؛ أن ''دياغال''هي من ستدخل المناقصة الوطنية بدلا منه وهو ما قبله المدير، كما أضاف أن الشركة اللبنانية أخلت بالإتفاق الشفهي وقام صاحبها بعدم مشاورته بالتنازل في آخر لحظة عن إيداع ملفه في المناقصة لصاحب شركة ''آش أو آم'' الكائنة بتيزي وزو، مما حتّم عليه القبول بالشريك الجديد.من جهة أخرى؛ أوضح المتهم أن هذه الأخيرة فازت بالصفقة، بعرض مالي قدره 23 مليون دج، معترفا أن هذا ما دفع به إلى إرسال رسالة نصية قصيرة''اس م اس''للرعية اللبناني، تحتوي ''ادعاءات كاذبة''، مفادها أن العقيد ابن خالته يطلب نسبة فائدة ب5 بالمائة ومدير الصحة يطالب ب6 بالمائة، بدون احتساب ثمن الأجهزة الطبية التي زود بها المستشفى، والمتمثلة في جهاز خاص بالتخذير قيمته 240 مليون سنتيم، جهاز آلي للتشريح للعمليات الجراحية بمبلغ 60 مليون وجهازين لكشف نبضات القلب والحمى ب45 مليون، مفيدا أن تزويد المستشفى بهذه المعدات، تزامن مع قدوم وفد طبي سويسري، كما أكد أنه قام بإرسال الرسالة للضغط على مدير الصحة، لاسترجاع أمواله وسلعته بعدما اكتشف أنه تم التلاعب به وخسر كل شيء.