الرئيس بوتفليقة رفقة بلخادم عبد العزيز أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة اليوم الجمعة أن حزب جبهة التحرير الوطني مطالب بالوفاء بالعهد وإقتفاء أثر الحوار النزيه و الفعال و التفتح على الأجيال الصاعدة حتى يبقى إحدى القوى الفاعلة في الساحة الوطنية و جاء في الرسالة التي بعث بها إلى مندوبات و مندوبي حزب جبهة التحرير الوطني المشاركين في المؤتمر التاسع للحزب و قرأها نيابة عنه الأمين العام لرئاسة الجمهورية حبة العقبي "بعد التحية النضالية و التقدير لمسيرة الحزب العتيد يسرني أن أعرب لكم عن سعادتي و إمتناني لجهودكم النضالية لا سيما و أنتم ترومون هذا المؤتمر في طبعته العادية التاسعة تكريسا لما درج عليه الحزب من عمل يؤصل للمبادئ التي تأسس عليها". و ذكر الرئيس بوتفليقة بأن هذه المبادئ هي نفسها "مبادئ ثورة التحرير الظافرة بكل ما يعتور في مداها من تراكمات نضال شعبنا في الحفاظ على الهوية الوطنية و الدفاع عن الحرية و العدالة الاجتماعية و التأسي بديننا السمح في العقيدة و المعاملات و هي الأسس التي إستمسكنا بها فكانت لنا خير المعين و الموجه" مضيفا أنه و بفضل هذه المبادئ "تحققت مقاصد أمتنا في التحرير و في بناء الدولة الوطنية الحديثة التي تنعم بفضائلها الأجيال". كما نوه رئيس الجمهورية بالدور الذي لعبته جبهة التحرير التي "تحملت وزر المنازلة الكبرى في إجلاء الظلم و قشع الظلام عن الجزائر فنأت بعيدا بكلكل الاستعمار الاستيطاني إلى غير رجعة بفضل تضحيات من الإعجاز وصفها و التدليل عليها". و تابع مذكرا بأن جبهة التحرير التي "جلت جحافل التدمير و الإبادة عن أرضنا مستمسكة في ذلك بإرادة الشعب متماهية في قيمه و مثله هي نفسها التي تخوض اليوم يدا بيد مع أحزاب وطنية أخرى مسيرة البناء و التشييد و تفعيل المشهد الديمقراطي عبر الشراكة السياسية و التنافس الشريف في الاستحقاقات الوطنية على كافة المستويات في ظل الالتزام بروح الدستور و قوانين الجمهورية و الأعراف الدولية بكل وعي و مسؤولية". و أكد الرئيس بوتفليقة أنه "لا مندوحة لجبهة التحرير لكي تظل إحدى القوى الفاعلة في الساحة الوطنية إلا بالوفاء للعهد و الأخذ بالأسباب الحيوية التي تمكنها من إستشراف الآفاق المستقبلية بإقتفاء أثر الحوار النزيه و الفعال". كما يتعين على الحزب -- يضيف رئيس الجمهورية -- "التفتح على الأجيال الصاعدة و كافة مكونات المجتمع المدني المؤهل للإهتمام بانشغالات المواطن و مقتضيات حاجياته المادية و المعنوية الروحية و الثقافية و الترفيهية و تشبيب أطر النضال و العمل على ترقية المرأة في الريف و المدينة و تمكينها عن إستحقاق من التدرج إلى المواقع العليا في سلم التنظيم". و أهاب رئيس الدولة بحزب جبهة التحرير الوطني بالعمل على "بث روح التسامح بين الجميع و التصدي للآفات المدمرة التي تتهدد النسق الخلقي لأمتنا و ذلك بفضل نشر القيم الأصيلة التي يزخر بها الرصيد التاريخي للحزب". و ختم الرئيس بوتفليقة بالقول "لا يسعني بهذه المناسبة المرموقة و أنتم في غمرة مؤتمركم هذا إلا أن أجدد لكم تحياتي و إمتناني على الدعوة التي حظيتموني بها و فسحكم لي المجال للتحدث إليكم بكل أريحية متمنيا لكم النجاح في أعمالكم و إستخلاص العبر من مسيرة الحزب الطويلة بما يعزز مكاسب أمتنا و يؤزر تطلعاتها إلى أفق أرحب كما أدعوكم أن تتفاءلوا بعيد النصر خيرا تجدوه و كل عام و أنتم بخير".