راسل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مندوبي المؤتمر التاسع لجبهة التحرير الوطني (الأفالان) ودعاهم للعودة إلى مبادئ نوفمبر 54 وبدا الرئيس في رسالة قرأها ممثله، حبة العقبي المستشار بالرئاسة، وكأنه الرئيس الفعلي للأفلان، ورافع بوتفليقة على "مطالب الوفاء بالعهد واقتفاء أثر الحوار النزيه والفعال والتفتح على الأجيال الصاعدة حتى يبقى قوة فاعلة في الساحة الوطنية". سيناقش المؤتمرون قضايا عديدة كمشروع القانون الأساسي للحزب وبرنامج الحزب للسنوات الخمس القادمة إلى جانب قضايا أخرى، بينما يتوقع أن ينتخب اليوم الأمين العام الجديد للحزب، الذي سوف لن يكون إلا بلخادم مستخلفا لنفسه، بينما سيعود العمل بالهياكل القديمة كاللجنة المركزية بدلا من المجلس التنفيذي الوطني، وشكل أمس مكتب المؤتمر لمباشرة الأشغال. بدت أجواء المؤتمر التاسع في افتتاح المؤتمر بالقاعة البيضاوية بحضور 3500 مندوب أمس، في مستوى مؤتمر الحزب العتيد مقارنة بالمؤتمرات السابقة للحزب، ولكن هذه المرة في غياب التنافس على قيادة الحزب ووجد الأمين العام الحالي عبد العزيز بلخادم نفسه مرشحا وحيدا لخلافة نفسه بتزكية أتباعه ومعارضين أقلية لا يسمح ميزانهم وأصواتهم بقلب موازين القوى وتغيير الأمانة التنفيذية التي قالوا أنها تسير بالحزب إلى الهاوية. وساد اعتقاد لدى المندوبين والمناضلين بأن شخص عبد العزيز بلخادم رجل يزكيه الرئيس بوتفليقة ولم تصمد المعارضة أمام تيار جارف داخل الآفلان يقوده الموالون للرئيس بوتفليقة منذ مؤتمر الإجماع الثامن الذي عقد بالقاعة البيضاوية في 2005. وتلا مستشار بوتفليقة رسالته وسط تصفيقات المندوبين بشكل ظهرت نتائج المؤتمر محسومة مسبقا لصالح الأمين العام الحالي ليستخلف نفسه وأعطى إشارات في الرسالة التي قرأها حبة عن عدم رضاه غياب تشبيب الحزب، وقال إن "مبادئ ثورة التحرير الظافرة بكل ما يعتور في مداها من تراكمات نضال شعبنا في الحفاظ على الهوية الوطنية والدفاع عن الحرية والعدالة الاجتماعية والتأسي بديننا السمح في العقيدة والمعاملات وهي الأسس التي استمسكنا بها فكانت لنا خير المعين والموجه" مضيفا أنه وبفضل هذه المبادئ "تحققت مقاصد أمتنا في التحرير وفي بناء الدولة الوطنية الحديثة التي تنعم بفضائلها الأجيال"، وأضاف "تظل الجبهة إحدى القوى الفاعلة في الساحة الوطنية إلا بالوفاء للعهد والأخذ بالأسباب الحيوية التي تمكنها من استشراف الآفاق المستقبلية باقتفاء أثر الحوار النزيه والفعال". وألح الرئيس بوتفليقة على استخلاف "الحرس القديم" في الحزب بمناضلين شباب وكوادر شابة قادرة على دفع الحزب العتيد إلى الأمام وقال بوتفليقة في الرسالة إن "التفتح على الأجيال الصاعدة وكافة مكونات المجتمع المدني المؤهل بانشغالات المواطن ومقتضيات حاجياته المادية والمعنوية الروحية والثقافية والترفيهية وتشبيب أطر النضال والعمل على ترقية المرأة في الريف والمدينة وتمكينها عن استحقاق من التدرج إلى المواقع العليا في سلم التنظيم". للاهتمام وألقى بلخادم كلمة دعا فيها فرنسا إلى الاعتراف بالجرائم التي ارتكبتها ضد الشعب الجزائري إبان الاستعمار، وتحاشى بلخادم الرد المباشر على شريكه في التحالف احمد اويحيى الذي انتقد مشروع قانون تجريم الاستعمار الأسبوع الماضي فقط وقال "نطالب فرنسا بالاعتذار". وحضر افتتاح المؤتمر، أعضاء من الحكومة وشخصيات وطنية منها رئيس الجمهورية الأسبق الشاذلي بن جديد وضيوف أجانب مثل رئيس الجمهورية الصحراوية محمد عبد العزيز.