تعتمد الجماعات الإرهابية على صنع القنابل اليدوية والألغام، وزرعها لإسقاط أكبر عدد ممكن من مستهدفيها، بالإضافة إلى سعيها لتلغيم وزرع المتفجرات على مستوى مراكزها بالأدغال، وهذا في سبيل تحصين وتأمين نفسها، ومنع بقدر المستطاع مصالح الأمن، من التقرب منها والتوغل لحصنها، لكن كثيرا ما طبق على هذه الجماعات المسلحة الدموية المثل القائل:" من حفر حفرة لأخيه وقع فيها"، حيث من لم تقض عليه قوات الأمن فقضى نحبه بيده، وهذا بسبب النسيان، الجهل، الغباء الأخطاء التقنية في صناعة وزرع المتفجرات، والهرولة من عمليات التمشيط هذه الأخيرة تنسيهم المواقع التي زرعوا فيها قنابلهم لحماية أنفسهم، حيث انجر عن هذه الحوادث العشرات من المعوقين في صفوف التنظيم الإرهابي، علما أنه وبعد إصابتهم بهذه العاهات المستديمة، يطلق على أغلبيتهم كنية حسب إعاقتهم، ونذكر على سبيل المثال القيادي الذي أسقطه الجيش، المدعو سرور مراد المكنى الأعور، وهي الكنية التي أطلقت عليه، بعد إصابته بشظايا قنابل داس عليها في أواخر سنوات التسعينيات بأدغال سيدي علي بوناب، ودائما وفي منوال المعاقين، أصيب الإرهابي المدعو مضمون عبد السلام المنحدر من سيدي نعمان، بعد إصابته بشظايا قنبلة، تم زرعها بأدغال سيدي علي بوناب لاستهداف الجيش حيث انفجرت الأولى عليه، وهذا نتيجة الشمس الحارقة، مسفرة عن بتر كفي يديه الإثنين سنة 2000، وفي نفس السنة تعرض الإرهابي رشيد خروبي المنحدر من ذات المنطقة إلى بتر ساقه، بعد أن داس على قنبلة يدوية زرعتها جماعته بأدغال سيدي علي بوناب. أمراء يلقون مصرعهم رفقة عناصرهم دفعة واحدة ونقلت مصادر مطلعة ل "النهار"؛ أن ولاية تيزي وزو تحصي المئات من القتلى للإرهابيين منذ بداية النشاط المسلح، إلى غاية يومنا هذا، فعناصر تلقى مصرعها فرادى، وأخرى مثنى، وهناك جماعات بأسرها، يتصدرهم أمراء الكتائب والسرايا، وفي هذا الشأن نذكر ما حدث سنة 1995 بأدغال ميزرانة، حيث كانت مجموعة تتكون من خمسة عناصر "عبد الحميد غدوشي" و"خروبي حسين"، المنحدران من منطقة سيدي نعمان بولاية تيزي وزو، وكذا "عبد الحميد"، و"لقمان" المنحدران من العاصمة، بالإضافة إلى أميرهم أمير سرية ميزرانة المدعو واقيني السعيد المنحدر من منطقة سيدي نعمان، إذ وفي إحدى الأيام وأثناء تنقلهم بداخل الأدغال ظهرت لهم إحدى القنابل التي تعود صناعتها إلى الحقبة الإستعمارية ما أسال لعابهم طمعا في نزع مادة "تي. أن.تي"، وما إن حاولوا فعل ذلك، اهتز المكان على وقع دوي هائل أسفر عن مقتلهم جميعا، وهنا وقعت صراعات بين المتنازعين في المنطقة، حول تدبير كمين للضحايا، حيث شك الطرف "الضحية" في الآخر، كون تلك القنابل كانت تستهدفهم للتخلص منهم، وبعد أخذ ورد دام عدة ساعات أسفرت المحاكمة عن الفصل النهائي لأمير سرية سيدي على بوناب المكنى أبو بكر من منصبه، واستنادا لذات المصادر؛ فإن هذه الأحداث كثيرا ما تزرع الشك في نفوس الجماعات الإرهابية وتتسبب في فتن داخلية، حيث أن كل مجموعة تتهم الأخرى بالتعمد في فعل ذلك، وتعاملها مع الأجهزة الأمنية، وتلومها على عدم إبلاغها بمواقع تلك المتفجرات في تلك الزيارات التي غالبا ما تكون مفاجئة، ونجم عن ذلك محاكمات أسفرت عن زجر وتوبيخ المتسببين وعقابهم بالإضافة إلى تحويلهم للنشاط في مناطق أخرى. وفي السياق ذاته؛ وفي سنة 1999 ونتيجة عملية تمشيط باشرها الجيش فجأة بأدغال ميزرانة، فرت الجماعة الإرهابية الدموية ونسيت تحت هول عنصر مباغتة التمشيط القنابل التي زرعتها، حيث وفي تلك اللحظة من الصباح الباكر، أين قتلت ثلاثة عناصر منهم، بعد أن داسوا عليها، ويتعلق الأمر بإبراهيم غدوشي من قرية بومهالة بسيدي نعمان والمكنى مقداد من خميس مليانة والآخر من ولاية بومرداس أمير كتيبة الأنصار، واستنادا لذات المصادر؛ فقد شهدت منطقة تمزريت بولاية بومرداس، تنقل جماعة إرهابية تتكون من حوالي 14 عنصرا، بهدف زرع سلسلة من القنابل اليدوية لاستهداف قوات الجيش في عملية استعراضية، وفي تلك الليلة وبعد خطأ يدوي في جهاز الميتريكس، اهتز المكان على وقع دوي عدد هائل من تلك القنابل، أدى إلى مقتل الجميع بمن فيهم المكنى الشيخ إبراهيم الذي كان يشغل "منصب" أمير كتيبة الأنصار، وبعد هذه الحادثة مباشرة تم تعيين المكنى أبو الهيثم السعداوي المعروف بشذوذه الجنسي خلفا له، وفيما يخص بأدغال أكفادو بولاية بجاية تم تسجيل ما لا يقل عن عشرة عناصر إرهابية في ظرف شهر واحد لقوا نحبهم جراء أعمالهم الدموية، من بينهم أمير سرية التفجير المكنى علقمة الذي قتل جراء خطأ تقني في زرع قنبلة يدوية الصنع. .. ولعناصر الدعم نصيبهم .. وإرهابيون في تعداد المفقودين! وفي ذات السياق كان لعناصر دعم، وإسناد الجماعات الإرهابية نصيبهم من هذه الحوادث المميتة التي هي من صنع العناصر الدموية، حيث وفي سنة 2003 قتل ثلاثة عناصر من الدعم بغابة بوغني الواقعة جنوب ولاية تيزي وزو، حيث تنقلوا من العاصمة لتقديم المساعدات المالية للإرهابيين المتمركزين هناك، إلا أنه وبمدخل الغابة المذكورة، داسوا على قنابل يدوية الصنع أسفرت عن موتهم الفوري، يتعلق الأمر بالمدعو عمر، أبو غريب وحمزة، وكلهم ينحدرون من العاصمة، وتقول مصادر "النهار"؛ أنه تم تسجيل بعض الحالات التي يمكن وصفها بالنادرة، وهي وجود إرهابيين في تعداد المفقودين، حيث يمتنعون عن الظهور جراء تعرضهم لتلك المتفجرات، ما يجعل الجماعة تطلق العديد من الفرضيات، إما أن المختفين قد سلموا أنفسهم للأمن أو قد سقطوا في عمليات الجيش، أو تم إلقاء القبض عليهم لكن هذه الشكوك والفرضيات سرعان ما تختفي أيضا، لما تبين أن جثث الإرهابيين المفقودين قد مزقتها الكلاب والحيوانات الجائعة.