عمدت الجماعات الإرهابية المسلحة المنضوية تحت لواء الجماعة السلفية للدعوة والقتال مؤخرا، إلى العودة لزرع القنابل ذات ''التحكم المباشر'' بواسطة الخيوط الكهربائية، إثر استخدامها في الاعتداء الأخير ببلدية تيمزريت ببومرداس. حسب مصادر على صلة بالملف الأمني بولاية بومرداس ل''النهار'' فإن تعزيز مختلف الحواجز الأمنية من جيش ودرك وشرطة بأنحاء المدن والمناطق الجبلية والنائية مؤخرا، في كافة منطقة الوسط معقل الجماعة السلفية للدعوة والقتال، بالأجهزة التقنية الخاصة بالكشف عن المتفجرات الذي أدى إلى إبطال مفعول العشرات من القنابل التقليدية المتحكم فيها عن بعد، بالهواتف النقالة التي زرعتها العناصر الإرهابية لاستهداف مختلف دوريات عناصر الأمن، أدى بتنظيم درودكال إلى العودة إلى الطريقة التقليدية التي تعتمد على حشو الدلاء وقارورات الغاز بالمواد القابلة للانفجار، وإيصالها بأسلاك كهربائية طويلة بعد زرعها بمحاذاة الطريق أو المنطقة المستهدفة، وتفجيرها بمجرد مرور دوريات عناصر الأمن، بالتحكم المباشر بين الخيط الكهربائي الموجب والسالب، وهي الطريقة التي عمدت إلى استخدامها في اعتداء تيمزريت الأخير الذي استهدف دورية الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية لأمن دائرة يسر، التي كانت في طريق عودتها من عملية تأمين السير الحسن لامتحانات التعليم المتوسط بهذه البلدية، نفس الطريقة التي كانت تعتمد عليها الجماعة السلفية في السابق، قبل لجوءها للقنابل المتحكم فيها عن بعد، هذه الأخيرة التي تعتمد على حشو كل ما هو قابل لذلك بالمواد المتفجرة، وإيصالها للخارج بالهواتف النقالة التي تكون بطارياتها قوية ثم تفجيرها بالاتصال برقم الشريحة الموصولة بالهاتف النقال، إلا أن تعزيز دوريات عناصر الأمن أثناء تنقلاتها بأجهزة التشويش على الرادارات، ومنع حصول الانفجار الذي تخطط له الجماعات الإرهابية المترصدة للقوات الأمنية، جعل هذه القنابل تفقد مفعولها بعد مرور الوقت وانتهاء صلاحية البطاريات، كما تعتمد الجماعات الإرهابية في اعتداءاتها على الألغام لإعاقة مرور قوات الجيش الشعبي الوطني، وكذا القنابل التي تنفجر بمجرد الدوس عليها، إلا أن هذه الطرق غالبا ما تفشل لارتباطها بعمليات التمشيط وسط الغابات والجبال، أين يتم اكتشافها وتفكيكها، إضافة إلى أنها تؤدي بإصابات فردية وسط الجنود، في حين أن طريقة التحكم المباشر والتحكم عن بعد يسهل زرعها وسط الأحراش والحشائش بمحاذاة الطرقات والمسالك التي تعد بالنسبة للجماعات الإرهابية مناطق إستراتيجية يسهل ترصدها عن بعد بواسطة المنظار، باعتبارها ممر الدوريات الأمنية بكل أنواعها، وقد تمكنت قوات الجيش من تفكيك العديد من القنابل ذات التحكم المباشر، أثناء عمليات التمشيط المتواصلة بالمناطق الجنوب الشرقية لولاية بومرداس، بداية من غابات تيمزريت وجبال شعبة العامر إلى غابات بني عمران وعمال.